"البحرين الافتراضية" سياحة الكترونية في مملكة مثيرة

ما الذي يعنيه ان تفكر شركة "بتلكو"، وهي من كبريات شركات الاتصالات في مملكة البحرين، في صنع صورة افتراضية عن ذلك البلد، عبر اسطوانة مدمجة CD اسمها "اكتشف البحرين" Discover Bahrain؟ في السنوات الاخيرة، جذبت البحرين اهتمام العرب، وربما العالم، بفعل قوة المتغيرات في السياسة والاجتماع. وفي عالم المعلوماتية والشبكات الرقمية المتطورة، تحاول البحرين وضع نفسها في قلب التحول المعلوماتي. وعلى سبيل المثال، فإن سعيها لامتلاك شبكة اتصالات خلوية من الجيل الثالث يعتبر من العلامات المهمة الى ميل المملكة الى الالتحاق بسبل الحداثة ووسائلها.
ويبدو ان شيئاً من الميل الحداثوي هذا وصل الى قطاع السياحة. والحال ان دول العالم تتنافس، خصوصاً خلال فصل الصيف، على جذب أكبر عدد ممكن من السياح. فالسياحة هي من أهم قوائم قطاع الخدمات. ولا يخفى على احد أن الأخير بات الركيزة الأساسية لإقتصادات العالم منذ أواخر القرن العشرين. إذ يجهد كل بلد لتسويق نفسه عبر إبراز معالمه وأسواقه وضيافته وجماله وإغراءاته، فيظهر كالمرأة التي تتبرّج وتتألّق، تارة جريئة وتارة مرهفة، سعياً لجذب المعجبين.
ولم تعد "الصناعة السياحية" أمراً سهلاً وبسيطاً، بل باتت تجنّد كل الطاقات الإبتكارية. وفي هذا المجال، يبدو ان الفكرة الأساسية هي: لدينا كل شيء وأكثر. والقاعدة الذهبية هي نفسها كما في الفن الإعلاني: مفتاح العين والعقل هو الغلاف الجميل! فيبدأ السباق بحثاً عن أجمل حلّة. ومع تطور السياحة الالكترونية e-tourism وضعت التكنولوجيا الالكترونية في جدول اعمال وسائل الترويج والاعلان.
ولعل هذه الامور وغيرها هي ما دفع الى اصدار اسطوانة "اكتشف البحرين". وهي جولة افتراضية Virtual تفاعلية عبر ستمئة مشهد بانورامي ثلاثي الابعاد Panoramic 3D تصور مناحي الحياة في المملكة الخليجية. تبدأ الجولة، التي تكاد تُشبه الفيلم السينمائي، بعرض متحرك لمحتوى القرص المدمج. وفي خلفية الصفحة الأساسية، أو بالأحرى المشهد الأول مشهد بانورامي للبحرين ليلاً وهي تشع بأضوائها وألوانها. وتسمح التقنية العالية للقرص بالتجول في الصورة طولاً وعرضاً وكأن الزائر مصوّر وراء عدسة الكاميرا يحرّكها كما يريد ومن الزواية التي تعجبه. وبالكلام عن التقنية، لا بد من ملاحظة نقاوة الصورة ودقتها وتناغم الألوان التي تجعل من الجولة متعة حقيقية للعين. ويترافق كل ذلك مع موسيقى هادئة وجميلة على إيقاع شرقي يُساهم في إخراج مشاهد ساحرة. وتتبدل الموسيقى مع اختلاف المواقع لتبقى وفية للمشهد. كما يُمكن تقريب الصورة الثلاثية الأبعاد وإبعادها كما يطيب للزائر. واضافة الى التقنية، تتميّز هذه الاسطوانة المدمجة بالتنظيم والوضوح شكلاً ومضموناً. فعند اختيار الفنادق على سبيل المثال، تظهر صفحة تحدّد فئات الفنادق خمس نجوم، أربع.... وعند النقر على الفئة المطلوبة، تندفع اللائحة وتظهر بجانب كل فندق، وبمجرد تمرير المؤشر عليه، صورته من الخارج. ثم تبدأ جولة جديدة في داخل الفندق وفي مختلف باحاته وأقسامه وبالاتجاه الذي يريده الزائر. وكذلك الأمر بالنسبة الى المرافق الأخرى التي تتضمنها الجولة. ففي السوق، دليل لأهم الأماكن مع استعراض حيّ يقدم لمن يريد شرحاً صوتياً لأهم المعلومات المتعلقة بموقع الزيارة. وكذلك الأمر بالنسبة الى المتاحف وغيرها. ولأن الهدف هو تعريف المجتمعات الأخرى والغربية خصوصاً للبحرين، جاءت الجولة كما الشروحات باللغة الإنكليزية. وإلى ذلك، يأتي القرص شاملاً جداً، إذ يبيّن التفاصيل المهمة الخاصة بأماكن معيّنة، فيحدّد نوع اللباس في كل مطعم، والكلفة وإلى ما هناك...
ويقدم القرص أكثر من ستمئة جولة مرئية في البحرين، إضافة إلى معلومات أساسية عن مجتمعها.