صعود المحافظين الجدد في إدارة بوش 14 ايليوت ابرامز: يشغل ابرامز منصب مساعد خاص للرئيس ومدير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجلس الأمن القومي. استقبل تعيين ابرامز في هذا المنصب بخيبة أمل في الأوساط العربية، إذ كان انتصاراً للمحافظين الجدد في صراعهم مع وزارة الخارجية على ادارة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وقد خلف ابرامز في منصبه زالماني خليل زاد الذي عين سفيراً متجولاً للعراقيين الأحرار. وجاء تعيين ابرامز على رغم ماضيه المشبوه عندما ورد اسمه في فضيحة ايران - كونترا خلال ادارة رونالد ريغان. وقيل ان ادارة بوش أعطته هذا المركز في مجلس الأمن القومي، لأن أي منصب آخر في وزارات الدولة كان سيحتاج الى تثبيت مجلس الشيوخ له. وقال جيم زغبي رئيس المعهد العربي - الأميركي، ان تعيين ابرامز أعطى اشارة خطرة الى العالم العربي وزاد إحكام قبضة المحافظين الجدد على عناصر صنع السياسة في كل مكان باستثناء وزارة الخارجية. واعتبر العرب التعيين دليلاً آخر على انحياز ادارة بوش الى رئيس الوزراء آرييل شارون، وقد أسهم ابرامز بتأخير صدور "خريطة الطريق"، وهو يؤيد موقف اسرائيل ازاءها، ويتعاطف سراً مع تعديلات شارون. ابرامز زوج ابنة نورمان بودهورتز، وهو أحد أقدم المحافظين الجدد، وعضو في مشروع القرن الأميركي الجديد، ووقع اعلان مبادئه عام 1997. وهو أسهم بفصل في كتاب المشروع "الخطر الماثل: الأزمة والفرصة في السياسة الخارجية الأميركية"، ودعا الى حرب إجهاضية لاسقاط صدام حسين، وطالب "بتقوية حليفتنا اسرائيل وجعلها قاعدة السياسة الأميركية في المنطقة، ومنع قيام دولة فلسطينية لا تؤيد بوضوح السياسة الأميركية في المنطقة". وأكد ان القوة العسكرية الأميركية والاستعداد لاستخدامها "عنصران أساسيان في قدرتنا على تعزيز السلام". وابرامز من الفريق الشاب من المحافظين الجدد الذي عمل للسيناتور هنري جاكسون، وشغل في ادارة ريغان منصب مساعد وزير الخارجية لحقوق الانسان ثم مساعد الوزير للشؤون الأميركية. ودافع ابرامز في هذا المنصب عن بعض أسوأ مظاهر انتهاك حقوق الانسان التي ارتكبها جنود أميركيون وأنظمة في أميركا الوسطى. وقد دانه محقق خاص في فضيحة ايران - كونترا بتقديم معلومات كاذبة وحجب معلومات أخرى عن الكونغرس. وحكم عليه بالمراقبة سنتين وبمئة ساعة من الخدمات الاجتماعية. وعفا عنه جورج بوش الأب عشية عيد الميلاد سنة 1992. وبعد ادارة بوش أقام ابرامز علاقات وثيقة مع المحافظين الجدد، وألّف كتاباً بعنوان "الايمان والخوف: كيف يتعايش اليهود في أميركا مسيحية" أعرب فيه عن خوفه من العلمانية والزواج المختلط على الهوية اليهودية. جاي غارنر: كان مفترضاً ان أعد نبذة طويلة عن هذا الرجل، الا ان خروجه من القيادة في العراق قلّل من أهميته مع بقائه عضواً فاعلاً بين المحافظين الجدد ومؤيداً حقيراً لاسرائىل. غارنر عيّن رئيساً لمكتب اعادة التعمير والمساعدة الانسانية في العراق، تمهيداً لتسليمه ادارة العراق بعد الحرب، الا ان وجوده قوبل بشكوك عربية واستياء كبير، فهو اسرائيلي الالتزام وقد زار اسرائيل عام 1998 بضيافة المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ووقّع رسالة أصدرها المعهد عام 2000 تتّهم الفلسطينيين بالاعتداء على اسرائيل، وتزعم "ان الجيش الاسرائىلي التزم ضبط نفس كبيراً في وجه العنف القاتل الذي نظّمته السلطة الفلسطينية التي أرسلت المدنيين والصغار عمداً الى الخطوط الأمامية"... يعني غارنر يتهم الفلسطينيين بقتل أولادهم. الرسالة تعكس الوقاحة اليهودية المعروفة، فهي تطالب بتحالف أمني بين اسرائيل والولاياتالمتحدة مع ان التزام الولاياتالمتحدة باسرائيل لم يترك للأميركيين صديقاً في الشرق الأوسط وعرّض مصالحهم للخطر. ولكن غارنر وأعضاء المعهد اليهودي أميركيون بالاسم وولاؤهم الوحيد لاسرائيل التي أطلقت الارهاب في الشرق الأوسط وتمارسه كل يوم بطرق نازية. وقد اعترض مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية على تعيين غارنر بسبب انحيازه لاسرائيل، وهو كسب ألقاباً سلبية بعد وصوله الى بغداد مثل المندوب السامي، ونائب الملك، وشريف بغداد. الواقع انه لا يوجد شيء منطقي في تعيين غارنر غير كونه عضواً في عصابة اسرائيل التي ركزت على خبرته مع الأكراد في شمال العراق في أوائل التسعينات من القرن الماضي. وهو استفاد من علاقة عمل ربطته مع رامسفيلد للحصول على التعيين. الا انه فشل في النهاية واستبدل بول بريمر به، فأكمل غداً.