شهدت طهران أمس هدوءاً حذراً بعد ليلة من الاحتجاجات الدامية هي الأعنف منذ بدء تحرك الطلاب مساء الثلثاء الماضي، بعدما اقتحمت ميليشيات "الباسيج" الحرم الجامعي، ما أدى الى اصابة العشرات من الطلاب الذين لم يتوان بعضهم عن ترديد هتافات مناوئة للنظام من نوع "الموت لخامنئي" المرشد الأعلى للثورة الاسلامية. ولم يكن هناك حتى مساء أمس ما يشير الى عدم تنظيم تظاهرة جديدة ليل السبت، في وقت حذرت وسائل الاعلام الرسمية من ان الصحافة الاجنبية تقدم صورة مشوهة للاحداث التي تسبب بها نفر من "المارقين" بينما تقدمها تلك الصحافة على انها حركة من اجل الديموقراطية. راجع ص8 وتمثل التطوّر الجديد في الاحتجاجات في قرار القوى الأمنية اقتحام الجامعات لتفريق المعتصمين وذلك بعد موافقة وزارات العلوم والداخلية والاستخبارات وفقاً لما ينصّ عليه قانون برلماني، وذلك للمرّة الأولى منذ أحداث الحي الجامعي في تموز يوليو 1999. وأسفر عنف الميليشيات التي اطلقت لوقف حملة الاحتجاج عن سقوط العديد من الجرحى في حرم جامعة طهران وأثار الخشية من تصاعد اعمال العنف. وعلى رغم قساوة تدخل "الباسيج"، تدفق آلاف الايرانيين مجدداً الى حرم الجامعة ورددوا هتافات عنيفة ضد القادة الايرانيين. وافادت وكالة الانباء الطلابية الايرانية اسنا ان 15 طالباً على الاقل نقلوا الى المستشفى، بعضهم في حال خطرة، اثر اضطرابات الليل. ورأى صحافيون وشهود عناصر من الميليشيات يوسعون المتظاهرين ضرباً. وكان الحي المحيط بحرم جامعة طهران، مركز التحرك، مسرحاً لحملات ملاحقة للمشاركين في حركة الاحتجاج. وانتشر عناصر "الباسيج"، الخارجون عن سيطرة الشرطة والذين يتلقون اوامرهم من بعض دوائر القيادة التي قررت القضاء على هذه الحركة سريعاً، في الشوارع على متن شاحنات صغيرة او دراجات نارية لقمع حركة الاحتجاج. وذكرت "اسنا" ان عناصر "الباسيج" الذين يحملون خناجر وسكاكين وسلاسل اقتحموا عنابر النوم في الجامعة. ووقعت مواجهات مع الطلاب كان من الصعب تحديد حجمها لأن الشرطة أغلقت الحرم ومنعت دخول الصحافيين الذين ضرب بعضهم او أوقف. واتهم التلفزيون الايراني نحو "مئة شخص من المارقين والعاطلين" باثارة الاضطرابات عبر نصب حواجز ورشق المارة والسيارات بالحجارة وترديد هتافات ضد مسؤولي الجمهورية الاسلامية". واشار الى ان "وسائل الاعلام الاجنبية تتحدث عن مثيري الاضطرابات وكأنهم من انصار الديموقراطية والحرية". واتهمت الاذاعة الايرانية "العاملين في وسائل الاعلام هذه واعداء ايران والاسلام بمحاولة تشويه المطالب الطلابية". واتهمت السلطات أتباع نظام الشاه السابق وأطراف المعارضة بالدخول على خط التجمعات. فيما أفيد ان التحرك لتطويق الأمور يتم على خطين، الأول: محاولة استرضاء الجامعيين عبر الاستجابة لمطالبهم ونفي وجود أي نية لخصخصة الجامعات، والثاني: اعطاء أوامر صارمة بمنع التجمعات تحت طائلة اللجوء الى القوة وهو ما يحصل فعلياً. وتتميّز الاحتجاجات الحالية بامتزاج توترات الداخل الايراني بين المحافظين والاصلاحيين، مع تهديدات الخارج الأميركي بعدما أعلنت الخارجية الأميركية تأييدها للاحتجاجات. اعتقال 3 معارضين الى ذلك، اعلنت وكالة "اسنا" ان اثنين على الاقل من قادة المعارضة الليبرالية الايرانية التي تطعن في بعض المبادئ الاساسية للجمهورية الاسلامية، اعتقلا أمس بتهمة تأجيج الاضطرابات الحالية. واوضح ان تقي رحماني ورضا علي جاني وهما شخصيتان من الحركة التي تقول انها "قومية دينية" اعتقلا بأمر من مدعي طهران سعيد مرتضوي. واضافت الوكالة ان المدعي أمر باعتقال شخصية ثالثة في المعارضة الليبرالية وهو هوده صابر، لكنه لم يكن في منزله عندما وصل رجال الشرطة لاعتقاله فيما اكدت وكالة "فارس للانباء" القريبة من القضاء اعتقال الثلاثة بتهمة المشاركة في اجتماع سري مع عدد من الطلبة لدعم حركة الاحتجاج.