رأى بعض المؤرخين ان تقسيم الولاياتالمتحدةالعراق الى مناطق ادارية تذكر بتقسيمه في ظل الامبراطورية العثمانية، قد يضعف الوحدة الوطنية العراقية، في حين اعتبر آخرون انه قد يضمن توازناً افضل بين المجموعات التي تشكل المجتمع العراقي. وتعتزم الولاياتالمتحدة تقسيم العراق الى ثلاث او اربع "مناطق"، ووضع بغداد تحت ادارة اميركية والبصرةجنوب تحت ادارة بريطانية والموصل شمال تحت ادارة بولندية على الارجح. ولم تحدد بعد معالم منطقة رابعة تحدث عنها مصدر بولندي. وانشئت في البصرة والموصل "بلديات" عكست محاولات لجمع معارضين سابقين لنظام صدام حسين، وضمت المجموعات العراقية. ويذكر هذا التقسيم بالتقسيم الذي طبقته الامبراطورية العثمانية، إذ اقامت عام 1534 "ولاية" بغداد وعام 1672 "ولاية" الموصل وعام 1749 "ولاية" البصرة التي اطلق عليها "العراق العربي" وضمت آنذاك الكويت. وكانت الامبراطورية العثمانية تعين "والياً" على رأس كل ولاية، اهمهم والي بغداد، وكان عليهم جمع ضرائب محلية لتسديدها الى "الباب العالي" تركيا. وبعد انهيار هذه الامبراطورية وقيام العراق عام 1921 تحت وصاية بريطانية، انشئ "عراق حديث" يضم 18 محافظة. الكاتب والصحافي بول بالتا الاختصاصي في شؤون العراق قال: "نعود الى التقسيم الذي فرضة العثمانيون، في حين تم الحفاظ على الوحدة الوطنية في ظل الملكية، ولو انها موضع جدل، ومن ثم الجمهورية بما في ذلك ايام دكتاتورية صدام. كما تم الاعتراف باللغة الكردية". ورأى ان "ما يخشاه الاميركيون هو ان يتولى الشيعة السلطة في عراق موحد، وهم يمثلون الاكثرية. لذلك فإن حرب الخليج عام 1991 وضعت الولاياتالمتحدة حداً لها من دون اطاحة صدام، بعدما دفعت الشيعة والاكراد الى الانتفاضة". وزاد ان "هذه المبادرة الاميركية تبدو اشبه باستعمار جديد، ولن تلقى استحسان العراقيين وهم يتميزون بنزعة وطنية كبيرة". واعتبر حسن الزيدي المؤرخ والاستاذ الجامعي في بغداد انها "عودة الى خلف، مع تعيين ادارة عسكرية تستند الى متعاونين، مثلما فعل الاتراك". وتابع ان "العراقيين يؤيدون ازالة المركزية والاعتراف بالأقليات، لكنهم لا يؤيدون تقسيماً عرقياً او دينياً". وقال المفكر والمؤرخ العراقي افرام عيسى يوسف: "نستعيد معالم الحقبة العثمانية، لكن الوحدة الوطنية ستكون اقوى من هذه الصيغة الفيديرالية الشبيهة بالنموذج الاسباني". واوضح يوسف وهو مسيحي كلداني ان هناك "ثلاث مناطق تبرز بوضوح: منطقة شيعية في الجنوب واخرى سنية في الوسط، وثالثة كردية واشورية - كلدانية في الشمال تضم ايضا التركمان". وأضاف: "العراق عمره ثمانون سنة، فيه حساسيات وهذا الشكل من الادارة لن يكسر العراق، لأنه يتمتع باستمرارية جيواقتصادية والاحساس القومي سيبقى حياً".