شككت إسرائيل في صحة الأنباء عن احتمال قيام سورية باغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية في دمشق أو حل "حزب الله"، كما استبعدت تجدد المفاوضات مع سورية، واعتبرت "النغمة الجديدة" في تصريحات مسؤولين سوريين "مجرد لعبة يُراد منها تخفيف الضغط الأميركي عنها، إذ سبق أن سلكت المسلك ذاته في الماضي، حين شعرت أنها في ضائقة سياسية"، حسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول كبير. وقال وزير الدفاع شاؤول موفاز إنه غير متفائل حيال نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول: "ولا أرى تطورات في ما يتعلق بحزب الله، وجاءت الضغوط الأميركية الأساسية على دمشق في مسألة موقفها من الحرب على العراق وما بعدها". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، تقديره بأن احتمال تجدد المفاوضات بين إسرائيل وسورية ضئيل جداً، وان المسألة ليست مطروحة الآن على جدول الأعمال. وتابعت نقلاً عن مصادر سياسية انه لم تظهر مؤشرات إلى حصول تغيير في المواقف الرئيسية للرئيس بشار الأسد "لكن ثمة اشارات إلى أنه أدرك أن المطالب الأميركية جدية". وأضاف مصدر آخر ان هناك شكاً كبيراً في أن يوقف الأسد دعمه للإرهاب، وانه سيكتفي فقط بخطوات تكتيكية على شاكلة سحب القوات السورية من لبنان ومطالبة المنظمات "الإرهابية" بالتواري في الفترة القريبة. وكتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف أنه على رغم احتمال انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، فإن "حزب الله" لا ينوي اخلاء مواقعه هناك، وان سورية لن تمارس عليه أي ضغط في هذا الاتجاه. وتابع أنه في حال واصلت المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها تغذية العمليات العسكرية ضد إسرائيل، فإن هذه لن تمر على ذلك مر الكرام وستتفهم واشنطن رداً إسرائيلياً حازماً على هذا السلوك. وقال نائب رئيس الحكومة يوسف لبيد ان سورية باتت تدرك أنها خسرت اللعبة الديبلوماسية، مضيفاً في حديث لإذاعة الجيش، انه إذا حصل فعلاً أن انتشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل واستبدل "حزب الله"، فهذا "تطور مرغوب به جداً". تقرير: لا تهديد من أي جيش عربي نظامي إلى ذلك، أفادت اذاعة الجيش ان وزارة الخارجية الإسرائىلية أعدت تقريراً ستقدمه إلى الحكومة يدعوها إلى تغيير سلم أولوياتها بما يتلاءم و"اليوم التالي" للحرب على العراق. ويقضي التقرير بأن الحرب المقبلة التي ستكون إسرائيل ضالعة فيها لن تكون حرباً بين جيوش، إنما ستواجه تهديدات والإرهاب الدولي "والأسلحة غير التقليدية"، ما يستوجب صب الجهود في الحلبة السياسية لمنع انتشار أسلحة غير تقليدية وحصول "جهات معادية" عليها. ويوصي التقرير بايلاء أهمية خاصة ل"التهديد الأخطر" على الدولة العبرية المتمثل بجهود إيران للحصول على قدرات نووية، ما يحتم بذل جهود لحض واشنطن على ضرورة العمل ضد إيران للحيلولة دون حصولها على قدرات كهذه بعد عامين، بحسب التوقعات الإسرائيلية. ويختم التقرير بالإشارة إلى أن إسرائيل لم تعد مهددة من أي جيش عربي نظامي.