اعتبر نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي ان زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول الى لبنان "تأكيد، على قاعدة الاعتراف، باستقلال لبنان وسيادته وباستقلال سورية وسيادتها". وعن كلام باول المتعلق بانتشار الجيش اللبناني في الجنوب قال في حديث لاذاعة "صوت لبنان": "ان باول وضع ذلك كهدف ليقول ان عملية انتشار الجيش ستأتي في لحظة ما، لكنه يدرك تماماً ان كل الأمور مرتبطة بتطور مسار التسوية". وأضاف: "القضية المركزية هي ألا تحصل "خربطة" لمسار "خريطة الطريق"، وفي هذه المسألة أخذ كلاماً وموقفاً أعلنته سورية من قبل". وأشار الى ان "ما يريده الاميركيون هو الاتفاق الذي تم والمتعلق بمسألة العراق و"خريطة الطريق" وانتهت التفاصيل الأخرى، لذلك لم يذكر باول بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد مسألة "حزب الله" وكذلك في بعبدا لم يتحدث عن "حزب الله" بل قال سنتطلع الى اليوم الذي سينتشر فيه الجيش اللبناني على الحدود. وهذا ما يتطلع اليه اللبنانيون وأنا أيضاً"، معتبراً ان "ذلك يؤشر الى ان "خريطة الطريق" مشت وان عملية السلام أخذت بعدها". وأكد الفرزلي "وجود ارادة اميركية واضحة لواقع سياسي جديد في المنطقة تكون فيه سورية عموداً فقرياً وشريكاً استراتيجياً في المسار السياسي الجديد"، معتبراً ان "الأميركيين في حاجة ماسة الى شكل من أشكال التوازن في المنطقة وسورية مؤهلة لاداء هذا الدور في شكل واضح ومبرر عربياً وقومياً واسلامياً". وأثنى الفرزلي على كلام وزير الخارجية جان عبيد الذي تحدث عن طموح لبنان في رؤية كل الديانات تتعايش في المنطقة، معتبراً "انه كلام ايديولوجي مهم جداً". ووصف زيارة باول ب"الجيدة"، مشيراً الى انها "اسهمت في ازالة كل الغيوم" وان "الرئىس السوري استطاع ان يعطي الصورة الحقيقية لدور سورية الاستراتيجي على مستوى الشرق الأوسط". وقال الفرزلي ان "المسيحيين اثبتوا انهم في عز الاستحقاقات الاقليمية كانوا حماة لسورية وللعلاقات اللبنانية - السورية"، مشيراً الى ان "الكنيسة تجاوزت مسألة الحكومة". ورأى وزير الزراعة علي حسن خليل ان "التهديدات الأميركية لسورية تستهدف دورها في لبنان والمنطقة والذي يشكل أفضل موقف عربي في هذا الزمن"، مشيراً الى ان الموقف السوري يبحث عن السلام الحقيقي لتأمين الاستقرار في المنطقة، ومؤكداً ان التهديدات لسورية هي تهديد للبنان. ورفض مفتي الجمهوري اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "وصف الوجود السوري في لبنان ب"الأجنبي" أياً تكن الجهة التي تطلق عليه هذا الوصف"، معتبراً ان "هذا الوجود شأن داخلي بين لبنان وسورية وله صفة الشرعية الدائمة والكاملة بين الدولتين". وطلب من اللبنانيين "وعي خطورة هذه اللعبة التي تستهدف الانقلاب على اتفاق "الطائف" وتغيير المسار اللبناني - السوري وسط ضجيج الزلزال الكبير الذي يستهدف المنطقة". وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "حزب الله": "اننا في لبنان نملك ثوابت وطنية وقومية لن نحيد عنها مهما كانت الظروف وأياً تكن الضغوط ووسائل الابتزاز. نحن لنا حقوق على الآخرين وعلى هؤلاء أن يستجيبوا حقوقنا"، معتبراً ان "المعتدين الأميركيين يحاولون أن يوظفوا نتائج ما حدث في العراق لابتزازنا على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية. نحن لنا أرض محتلة ويجب أن يندحروا منها ولنا أسرى ومعتقلون يجب تحريرهم، والمقاومة مقدسة ومشروعة ولن نسمح بأن تمس". وأضاف: "يتوهم هؤلاء ان آليات عدوانهم التي استخدموها في العراق يمكن أن يسقطوها في لبنان أو في سورية، لكن المكان والزمان مختلفان والرهانات والمواضيع والقوى مختلفة"، داعياً شعبنا الى ان "لا يسقط في فخ الاستدراج نحو الاحباط والانهزام النفسي"، وقال: "نحن ملتزمون عهدنا مع شهدائنا وسلاحنا من أجل تحرير أرضنا ومقاومتنا الى جانب جيشنا الوطني". ورأى رعد ان "القيادة السياسية في لبنان هي التي تقرر بأي حجم ينتشر جيشنا وفي أي بقعة يتموضع وبأي أهداف وطنية يقاتل، فلن نقبل توجيهات ونصائح تقوم تحت سيف تهديد مصلت في اتجاهنا، ونحن أدرى بما يخدم مصلحتنا الوطنية وحريصون على التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل أن نحفظ هذه المصلحة الوطنية والقومية"، وقال: "يريدون سوقنا الى خرائط طرق، لكننا نقول اننا نعرف طريقنا تماماً ولا نحتاج منهم الى أي املاء، ولن ننساق وراء أهازيج المتفوقين عسكرياً". واعتبر النائب أسامة سعد ان "لبنان يتعرض فعلياً لضغوط منذ مدة من الولاياتالمتحدة الأميركية. لكننا نرفض كل هذه الضغوط وسنصمد وسنتمسك بثوابتنا الوطنية وسندافع عن حقنا في المقاومة وسنحميها لأنها شرف هذا الوطن". ولفت سعد في ندوة صحافية الى ان "المشروع الأميركي في المنطقة العربية متعثر وسيتعثر في المرحلة المقبلة، وهناك مؤشرات كبيرة في فلسطينوالعراق تؤكد ان المشروع الأميركي - الصهيوني - الرجعي - العربي سيلقى صعوبات كبيرة". وأكد سعد ان "الموقف السوري واعٍ ومدرك وثابت، خصوصاً في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني والعدوان الأميركي على العراق وحقوق المقاومة وعدم التفريط في حق لبنان في مقاومته". واعتبر النائب قاسم هاشم ان "ثبات سورية ولبنان وتمسكهما بالحقوق العربية الكاملة كفيل برد كل الضغوط والاتهامات"، ورأى ان "الإدارة الأميركية لا تدرك مدى الانسجام بين مؤسسة الجيش وسلاح المقاومة والقيادة السياسية التي تقرر وحدها كيف ومتى ينتشر الجيش ويتموضع".