انتقد اطراف في فريق المعارضة الحديث عن «الحياد الايجابي في لبنان». وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد ان «لا احد في هذا العالم يعطي شيئاً للآخرين من دون ثمن، ونحن المقاومين ندرك هذه الحقيقة لأن ارضنا لم تتحرر الا حين دفعنا ثمناً باهظاً»، وقال: «بدأنا نسمع عزفاً على وتر الحياد والذين يطرحون موضوع حياد لبنان لا يدركون اصلا حجم المشكلة بين لبنان والعدو الاسرائيلي يستشهدون بالحياد السويسري حتى الحياد السويسري ما كان ليحصل لولا ان سويسرا كانت تملك جيشاً قوياً». وسأل خلال احتفال في زوطر الشرقية أمس: «اذا سلمنا جدلا بأن نظرية الحياد للبنان نظرية يقبل بها اللبنانيون في مرحلة من المراحل ما الذي يضمن ان الاسرائيليين يقبلون بحياد لبنان؟»، مؤكداً أن «طرح الحياد مسألة مستحيلة في لبنان». وقال رعد: «للأسف الشديد ان هناك من يتعامل مع اسرائيل على اساس انها جار، نحن قد نبرر تصريحاً ونعتبره فلتة لسان او زلة او سقطة او غفلة عن المضمون السياسي للتصريح، لكن عندما يصر البعض على استخدام تصاريح وتعابير تحتمل اكثر من تفسير متوهمين انهم يستطيعون تسويق قناعاتهم عبر هذه التصريحات، نقول لهم انكم خاطئون نحن لا نحرص على احسن العلاقات مع كل الجيران للبنان»، وأضاف: «صرنا اليوم بعد التصريحات التي نسمعها بحاجة الى تشكيل لجنة تحدد لنا المفهوم القانوني للجار، هل ما يصدق على سورية كجار لبنان يمكن ان يصدق على اسرائيل؟ ربما يقول هؤلاء انهم يقصدون مصر والعراق والسعودية، لكن حتى في اللغة نحن نقبل ان مصر شقيق لبنان والعراق والسعودية لكن اذا كان التعبير بالجيران من اجل ان نشمل اسرائيل، نحن سنسقط كل هذه الرهانات على امكان ان نكون مع الاسرائيليين جيراناً. ف هم اعداء وجوديون لشعبنا ولوطننا وامتنا ومصالحنا وقدراتنا وكرامتنا وعزتنا وهؤلاء غاصبون لمقدساتنا ومحتلون لارض اشقائنا واخواننا لا يمكن ان يكونوا جيراناً لنا على الاطلاق وعلينا ان ندرك هذا الامر وان نطوي صفحاً عن هذه التصريحات التي لا تخدعنا على الاطلاق». وتابع رعد: «ثمة من يجول ويقول ان المقاومة في لبنان قرارها في يد هذه الدولة او تلك. نحن قلنا ايضاً على طاولة الحوار اذا كان هناك من يعتبر ان قرار المقاومة ليس بيدها فليذهب الى من يعتقد ان قرار المقاومة بيده ليحاورهم، وليس هناك من جدوى لحضوره واستمراره على طاولة الحوار. اما اذا كان مقتنعاً بأن المقاومة قرارها ذاتي وطني حينئذ عليه ان يصحح تصريحاته وموقفه حتى يستطيع ان يستمر على الطاولة ويحاور المقاومة». ووصف ما يحصل ب «نوع من الدجل والتمويه والخداع والتلفيق والابتزاز والتحريض والازدواجية والديماغوجية التي يخاطب بها الراي العام»، موضحاً ان «كل هذه الاساليب اصبحت معروفة للناس وكلما زاد هؤلاء من تصريحاتهم ازداد تمسك الناس بخيارهم المقاوم». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيباية ايوب حميد في احتفال تأبيني في طيرحرفا ان «ما يسمى بنظرية الحياد لا يختلف عن نظرية قوة لبنان في ضعفه، هذه النظرية التي استحضرت العدو الاسرائيلي الى ارضنا وقرانا ودمرت البيوت وقتلت وشردت الاهل»، معتبراً «ان ما يجب ان نتسابق عليه في المحافل الدولية وفي زياراتنا للدول الغربية هو فضح العدوان الاسرائيلي المتكرر على لبنان والتأكيد على ضرورة امتلاك لبنان لعناصر القوة وليس التسويق لسلبه هذه القوة لأن الحرية والسيادة والاستقلال لا تتحقق من دون القوة والارادة». وانتقد النائب محمد كبارة (من الأكثرية) التصريحات التي «تصدر عن البعض خلال زياراتهم وجولتهم الخارجية». وقال كبارة في بيان له: «كنا ولا نزال نشدد على رفض إقامة علاقات من قبل أطراف لبنانيين مع جهات خارجية إلا من خلال الدولة اللبنانية، وهذا المنطق ينطبق على جميع الأطراف وليس فقط على الأطراف العربية أياً كانت، لأننا نشدد على التمسك بمؤسسات الدولة كجهة مسؤولة عن العلاقات مع الدول»، معتبراً أن «الصفة الحزبية لهذا أو ذاك والصفة غير الزمنية لأي كان لا تمنحه حق التحدث باسم لبنان، ولا تعطيه صفة الوصاية على سياسة الدولة، كما أن خلافاتنا الداخلية هي بين أبناء الوطن الواحد، وليس مقبولاً أن نحمل هذه الخلافات إلى الخارج فنتحدث عنها علناً أو نستجدي التأييد والتحريض من الخارج ضد فريق لبناني آخر نختلف معه». ولفت الى انه «بات معيباً أن نكرر أخطاء الماضي وأن نستدرج الخارج سواء كان شرقاً أم غرباً وبخاصة غرباً للاستقواء به في الداخل، لأن هذا الأمر لم يحمل إلى لبنان سوى مزيد من التعقيد في المشكلات، ولأن الخارج يستثمر هذه الخلافات وهذا الاستقواء من أجل مصالحه وليس من أجل مصلحة لبنان». وأكد رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك خلال رعايته لمصالحة بين عائلتي آل علوه وآل رعد في بعلبك، أن «حزب الله هو حزب لبناني»، مؤكداً أنه «عندما نملك القدرة والقوة فهي من أجل لبنان كل لبنان بطوائفه كافة وليس لنا أي أطماع سوى الوحدة الوطنية ليبقى لبنان سيداً حراً خالياً من نفس الطائفية». وأسف لحديث البعض عن «أن ولاء شيعة لبنان هو لإيران، في حين سمعنا هذا البعض يتباهى بعلاقته مع فرنسا ويصفها بالأم من دون خجل»، مؤكداً «إيماننا بالله وارتباطنا بمرجعيتنا التي تأمرنا بالحفاظ على استقلال وحفاظ وحرية الوطن».