لم يعد مهرجان "كان" السينمائي ما كان عليه في سنواته الأولى. فمن اللافت للنظر اليوم اختفاء "النُجمات" أو ال"Starlettes" اللواتي كن يملأن الشواطئ مستعرضات أكثر حججهن إقناعاً في مايوهات السباحة علّهن يُلهمن المنتجين ويُثرن حشرية بعض المخرجين الطامعين في اكتشاف المواهب الجديدة. في مقابل ذلك تطورت ظاهرة أخرى كانت خجولة في بدايات المهرجان، وهي إقبال دور الأزياء والمجوهرات الكبرى على المشاركة في هذا المهرجان. وهكذا، وأكثر من أي وقتٍ مضى، نجد أن اسم هذه التظاهرة الكبيرة ارتبط بالموضة، فدور الأزياء الكبير ك"شانيل" و"ديور" و"لوليتا لامبيكا" و"فالنتينو" وغيرها تتسابق على الحصول على موافقة اشهر النجمات على ارتداء تصاميمها لدى صعودهن السلالم المفروشة بالسجاد الأحمر، بعدما أدركت أن التغطية الإعلامية أثناء المهرجان تؤمن لها الدعاية في جو راقٍ وحالم. ودور الأزياء ليست الوحيدة التي فهمت التأثير الإعلامي القوي للمهرجان، فهناك أيضاً دور المجوهرات الكبيرة التي تحرص على إعارة مجوهراتها للنجمات أثناء تعرضهن ل"فلاشات" الكاميرات ومنها "شوبار" و"شوميه" و"هاري ونستون" وغيرها. أثنا المهرجان الأكثر اناقة سنحت الفرصة للتحدث مع السيدة كارولين غرويوزي شوفوليه نائبة رئيس مجلس ادارة مؤسسة "يشوبار" للمجوهرات التي تنفذ تصميم "السعفة الذهبية" في شكلها الحالي. تقول شوفوليه: "اخترنا ذلك لأن مهرجان كان هو الحدث الأهم والأكبر بعد الألعاب الأولمبية". وترى شوفوليه التي تعشق السينما أن عالم النجوم لا ينفصل عن عالم الأناقة والحلم. وأن المجوهرات تشكل جزءاً مهماً من حلم أي امرأة وبخاصة المرأة - النجمة. وكانت شوفوليه التقت عام 1979 رئيس المهرجان آنذاك، فيو وطلب منها رسم السعفة لإعطائها نفحة معاصرة وجديدة. وقبلت على الفور لشعور الاثنين بالتفاهم والانسجام. وهكذا تنفذ دار "شوبار" للمجوهرات "السعفة الذهبية" والسعفات الصغيرة إضافة الى "الكاميرا الذهبية". والطريف في الأمر هو تنفيذ دار مجوهرات سويسرية للجوائز التي توزع في المهرجان الفرنسي الأكثر أهمية، والأكثر فرنسية. وتضيف أن "السعفة" مستوحاة تماماً من عالم المجوهرات الراقية، فهي موضوعة على لوحة من الكريستال الصخري الذي يذكرنا بالماس المنحوت على شكل زمردة وِفْقَ تقاليد صناعة المجوهرات. وعن هدف الدار من اعارتها مجوهراتها الثمينة لعدد كبير من النجوم خلال المهرجان تشرح شوفوليه "النجمات نساء جميلات، لا بل رائعات، يمثلن الحلم للكثير من الناس، وبفضلهن تشعر السيدة التي تشتري مجوهراتنا بأنها هي أيضاً نجمة وبأنها تشاطرهن جزءاً من الحلم الكبير. وتجدر الإشارة الى ان جمال الحلية لا يكتمل إلا عند ارتدائها. وأشير أيضاً الى أن المؤسسة تشارك في كل التظاهرات الكبيرة التي يُحتَفَلُ فيها بالموهبة والجمال والأناقة، لأنها تضفي من خلال مجوهراتها جواً شاعرياً وحلماً عليهاً". وعن النجمة التي مثلت أفضل تمثيل مجوهرات "شوبارد"، تقول: "كل النجمات اللواتي تزين بمجوهراتنا كُنّ بحسب شخصياتهن وصورهن "نجمات" اللحظة في شكل من الأشكال". وشوفوليه التي أُطلق عليها لقب "أميرة شاطئ كان" السويوسرية، لا تعيش مثل النجوم أثناء المهرجان، فهي تستيقظ باكراً للعمل ضمن خلية نشيطة وعلى رغم ذلك تحتفظ بابتسامتها المعهودة وأناقتها المرهفة التي تتجلى في فساتين "فالنتينو" و"هيرفي ليجيه" و"دولتشي وغابانا". ويعيش مهرجان "كان" ليلاً على وقع السهرات التي تنظمها دور المجوهرات الكبيرة، وفي هذه الدورة نظمت دار شوبارد الكثير من السهرات التي حضرها نجوم ومشاهير المهرجان، كذلك أقامت دار "هاري ونستون" حفلة ساهرة على متن اليخت "فوسيا" الذي تملكه السيدة منى أيوب.