يقول السيد إدوارد ووكر في مستهل مقالته، "رسالة مفتوحة الى المقاطعة العربية غير الرسمية" "الحياة" في 25 أيار/ مايو ان "هناك عدداً من الشركات التي ربما استهدفتها المقاطعة تعمل خلف الكواليس لوقف لوائح تطرح على الكونغرس بهدف الحاق المزيد من الضعف بعلاقات الولاياتالمتحدة الاقتصادية والسياسية مع المنطقة". ثم، في نهاية المقال، يقول: "الخلاصة ان الأفضل هو الاستمرار في التمتع بالمنتجات الأميركية. ان هذه الشركات لن تستطيع تغيير سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط. لكن قد يكون لها تأثير كبير على النمو الاقتصادي لمنطقتك". إذاً، هو جزم بأن هذه الشركات لن تستطيع التغيير، وخالف ما ورد في بداية المقال. وأود ان أسأله: لماذا كلف نفسه عناء كتابة نصف صفحة في جريدة إذا كانت المقاطعة تضر بالعرب قبل الأميركيين؟ هل هو حريص علينا لهذه الدرجة؟ ثم لماذا قامت الولاياتالمتحدة، على المستويين الرسمي والشعبي، بحملة لمقاطعة منتجات فرنسا لمجرد انها طالبت باحترام الشرعية الدولية؟ بل ذهبوا أبعد من ذلك، فغيروا اسم البطاطس المقلية لمجرد ان الاسم يوحي بفرنسا من دون ان تكون لها علاقة بالبطاطس. أما مقولة ان المقاطعة تؤذي العرب فقط، ولا يصل الى اميركا الا الصدى، فهذا بعيد جداً من الحقيقة. ان مطاعم "الهامبورغر"، على سبيل المثال، لو اقفلت فإن زبائنها سيتحولون الى منتج آخر. وهذا المنتج الآخر يستوعب الوظائف التي خسرناها بعد اقفال مطاعم "الهامبورغر". كما ان المقاطعة اثبتت انها سلاح فاعل جداً بدليل ان بعض الشركات الاميركية بدأت بتصنيع منتجاتها في بلدان تحظى بالقبول لدى العرب. أما خطابي الى "الحياة"، والى بعض وسائل الاعلام العربية الأخرى، فهو ان الحياد والموضوعية، إذا زادا عن الحد ينقلبان الى انحياز الى الطرف الآخر. ثم ما العيب لو انحاز الاعلام العربي الى قضايا الأمة؟ ألا تحاربنا اسرائيل بالإعلام؟ وهل تقبل الصحف الاميركية المشهورة نشر مقالة لكاتب عربي يدافع عن قضايانا كما ننشر لهم؟ المملكة العربية السعودية - محمد رمضان