بدت القاهرة متفائلة بتأكيدات اميركية بأن واشنطن متمسكة ب"خريطة الطريق" وبأنها ستعمل بشكل عملي على بدء تنفيذها. وأعلن وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر أن القمة العربية - الاميركية المقرر عقدها الثلثاء المقبل في منتجع شرم الشيخ ستكون مفتوحة على كل القضايا بما في ذلك ملف الإرهاب. وأكد ماهر أن حضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ليس تهميشاً للرئيس ياسر عرفات، مشيراً الى أن عدم دعوة دولة عربية أو أخرى هو بسبب التركيز على "خريطة الطريق". وأعرب عن أمله في خروج قمة شرم الشيخ والعقبة ب"بيان واضح من الجميع بأننا في وقت التنفيذ وأننا لن نضيع الفرصة المتاحة حالياً وإقناع اسرائيل بتنفيذ ما عليها لإغلاق حلقة السلام المفرغة". وكان الرئيس حسني مبارك أجرى اتصالين هاتفيين امس مع عرفات وأبو مازن تم خلالهما البحث في المواضيع المطروحة على قمة شرم الشيخ، فيما أعلن ماهر أن التركيز في هذه القمة سيكون على "خريطة الطريق" في الجزء الفلسطيني من دون نسيان قضية بقية الاراضي العربية المحتلة. وقال ماهر عقب محادثات مطولة له أمس مع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ويليام بيرنز إنه تناول مع المسؤول الاميركي ما يمكن أن يخرج عن هذه القمة وبما يساعد على تحقيق السلام الحقيقي في المنطقة. وشدد على الرغبة العربية في السلام ووضع "خريطة الطريق" موضع التنفيذ الفعلي، ما يستوجب التزاماً كاملاً من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وقال ماهر: "إننا نطالب بخطوات متوازية من دون أن يتخذ طرف اجراءات يكون من شأنها إعاقة تنفيذ الخريطة التي نصت على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تتمتع بكل مقومات الدولة تتمتع بالوحدة الاقليمية والاستقلالة وليس بها ثقوب كقطعة الجبن". وأشار الى لقائه مع نظيره الاسرائيلي في كريت وقال إنه أكد له مجدداً موافقة اسرائيل على الخريطة، مشيراً الى مطالبته له بتنفيذ فعلي على أرض الواقع. وأوضح ماهر أن "خريطة الطريق" تشمل جميع المسارات، وقال إن إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي يقتضي أن تكون التسوية شاملة وعادلة أي أن تشمل سورية ولبنان. وأكد أن التركيز في مرحلة معينة على جانب معين لا ينفي أن جميع الجوانب مطروحة وأن التسوية يجب أن تشمل المسارات المختلفة. وفي ختام تصريحاته، دعا ماهر شعب اسرائيل الى انتهاز فرصة السلام وألا يتركوا أحداً يسرق منهم هذه الفرصة الكبيرة.