هلا بحثت عن المختار في الكتب أم هل عميت ونور النور في العُصَبِ محمد لؤلؤ الدنيا وجوهرها بل تاج عزتها في كل مُنقَلبِ ابن الذبيحين من ضوَّى لمولده نجم العظائم من مجموعة الشُّهبِ إيوان كسرى تدلى من مهابته والأم كانت ترى نور المُرتَقَبِ فأظهر النور بصرى الشام تبصرها وأخمد النور نار الفرس من رَهَبِ حتى أتى مثل ضوء الشمس طلعته يمشي على الأرض في جم من الأدَبِ طه النبي الذي حاك الدجى سرجاً يهدي البرية للطاعات والقُرَبِ قد جاهد النفس أن تدنو لمعصية ما شارك القوم في هزل وفي لعِبِ ما كان يسجد للأصنام حقَّرها هل ينحني اللب نحو الخلد في اللهبِ فاعتاد يخلو إذا مالوا لما عهدوا كي يقبس الحق من ترنيمة الثُقَبِ قد راقب الله حتى جاء موعده قطب الملائك جاء القطب للنُّجُبِ فاستل من غاره خيطاً يكملها كي يلبس الناس ثوب النور والطِّيبِ قد قام في القوم أقربهم فأبعدهم يتلو عليهم وهم في خالص الرِّيَبِ فانقاد أزهرهم قلباً وأكثرهم يهجو النبي بشوب غير مُحتَسَبِ لم يألُ جهداً ولم ييأس بما جهلوا طب القلوب يداوي موضع الوَصَبِ إن كانت الشمس تمضي نحو مغربها شمس المعارف ليست موضع الحُجُبِ قوم النبي لكي تنهار دعوته ساقوا إليه دعاوى الملك والذَّهبِ صد العوارض من ملك ومن ذهب ذات النبوة تأبى ظاهر الرُّتبِ فسفهوه وزادوا في تطاولهم فازداد في حلمه في زحمة الكُرَبِ فقاطعته قريش عند عصبته في الشعب والصحب في فيض من السَّغبِ حتى تولت سنون الهجر تشحذه نحو اجتذاب الهدى في الموضع الرَّجَبِ فما تفيأ من أقسى مقاطعة حتى تجرع عام الحزن والنَّصَبِ ذاك الذي من جواه ساق رحلته في طائف يستميل الناس للسَّبَبِ لكنه الكفر عشش بئس طائرهم ردوا عليه برجم غير مُنتَدَبِ جرح النبي دعاء صاغه ألم دعا النبي دعاء الحزن والأرَبِ فجاء جبريل يبغي أمر حضرته لكن رحمته تسمو على الغَضَبِ فاختاره الله إسراء لمقدسه يتلى بمعراجه في روعة الغَيبِ فكذب القوم لما قص رحلته لاقوا مقالته بالسخط والعَجَبِ فاسترسلوا في أذى الهادي ومن معه بل فرقوا دمه في عصبة العَرَبِ لكنه جل من بالحق أرسله قد شاء إنقاذه من ساعة العَطَبِ في هجرةٍ جمعت أسرار حكمته نحو المدينة أرض الحرب والرَّحبِ قاد النبي ببدر روح معركة يستنفر الصحب بالتحريض والأُهُبِ حتى تقلم ظفر الكفر واندحرت جند العدو بكت للخزي والسّلبِ طه تولى جيوشاً تحت إمرته تغشى الوطيس ولا تخشى العُقُبِ ذاك النبي الذي في البأس يسبقهم روح المجاهد ليست روح مُنسَحِبِ إن روِّعوا كان سباقاً يطمئنهم كالبرق يظهر في مستقبل السُّحبِ يمضي على البرق سمح في صحابته كالسهم في سرعة الإقدام في الخُطُبِ إن كان حرب فطه أهل ساحتها أو كان سلم فطه رحمة الحِقَبِ لا هم صل وسلم كل حادثة على نبيك مسك الكون والنَّسَبِ. جدة - إيهاب عزت شاعر مصري