قد يساعد إعلان مجموعة سياسية عراقية تدعمها واشنطن العثور على مقبرة جماعية يمكن ان تحتوي على رفات كويتيين في إلقاء الضوء على مصير المئات من الكويتيين الذين اعتبروا في عداد المفقودين منذ اجتياح العراق لبلادهم سنة 1990. ورافق مسؤولون في "المؤتمر الوطني العراقي" أمس صحافيين الى معسكر أمني عراقي في بلدة الحبانية 80 كلم غرب بغداد حيث تم اكتشاف المقبرة الجماعية. وأكد هؤلاء المسؤولون أنه تم استخراج رفات 40 جثة منذ اكتشاف المقبرة بناء على معلومات مخبر عراقي أكد أنه شارك في عمليات الدفن. وقال عبدالعزيز الكبيسي، أحد مسؤولي "المؤتمر": "اتصل بنا شاهد ليقول ان 600 أسير كويتي تم إعدامهم وقبرهم هنا في آب اغسطس 1991". وأضاف: "قدم لنا خرائط مفصلة وروى لنا ما حدث. ولدى وصولنا الى المكان بدأنا الحفر وعثرنا على بقايا بشرية". وأضاف نقلاً عن الشاهد ان المساجين عصبت أعينهم بعد تقييدهم. وتم نقل جثثهم اثر ذلك بشاحنات الى موقع المقبرة. وزاد ان "الشاهد كان يعرف ذلك، لأنه كان يقود إحدى الشاحنات". وفي المعسكر الواقع على ضفاف بحيرة، بدت بقايا بشرية وقطعاً من الملابس التي جرى استخراجها من المدفن. وبدت أيضاً طلقات رشاش كلاشنيكوف صدئة وحبال بين العظام والجماجم. وأحيط المدفن من ثلاث جهات بسواتر ترابية عالية فيما اقيم مبنى في الجهة الرابعة. غير انه بدا غريباً بعد 12 سنة ان تنبعث رائحة جسد متحلل من حفر المدفن. وقال انتفاض قنبر، الناطق باسم "المؤتمر": "إن هذا من الوسائل التي يلجأ اليها صدام حسين للانتقام من أصدقائه". ولا شيء يتيح تأكيد ان الرفات تعود إلى جثث أسرى كويتيين. وأعلن "المؤتمر" أن عمليات الحفر ستتوقف على أمل قدوم خبراء كويتيين لتفحص هذه البقايا البشرية. وفي الكويت، أعلن مسؤول في اللجنة الوطنية للمفقودين والأسرى ان فريقاً سيزور الحبانية، في مسعى للتعرف إلى الجثث. وقال عبدالحميد العطار، الذي فقد ابنه جمال قبل 12 سنة حين أسرته القوات العراقية: "أعتقد ان قسماً من البقايا سيتم جلبها اليوم أو غداً الى الكويت" لإجراء عمليات تحليل. وفي 9 أيار مايو أعلنت القيادة الوسطى الاميركية أنها عثرت على مدفن جماعي جنوبالعراق قد يحوي بقايا رفات جثث مفقودين كويتيين. وتؤكد الكويت انها فقدت 605 أشخاص 571 كويتياً و34 من جنسيات أخرى خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت بين آب/ اغسطس 1990 وشباط/ فبراير 1991 وانهم مسجونون في العراق.