استضافت قناة "العالم" مجموعة من المتكلمين لا يفقهون لا في العسكرتاريا ولا في السياسة، وقدمتهم كمحللين عسكريين وسياسيين ليناقشوا سقوط بغداد المفاجئ الذي أحبطهم، وكسر قلوبهم الرقيقة. ولم يجرؤ أحد منهم أن يقول ان ظلم النظام الديكتاتوري، وعدم رغبة الجيش الموجوع والجائع في القتال مع الطاغية، وقناعة العراقيين بأن المعركة بين الزمرة البعثية الحاكمة وبين أميركا ليست معركتهم، وسنين الحرمان والكبت والاستبداد، هذه كلها أجبرتهم على خلع ملابسهم العسكرية والعودة الى بيوتهم. ولو كان صدّام المهزوم رئيساً يحترم شعبه لقاتل معه العراقيون حتى الرمق الأخير، ولما استطاع الحلفاء أن يحققوا النصر السريع. وبدل قول الحقيقة عمد المحللون المزعومون الى ليِّ أعناق الكلمات راسمين علامات استفهام بلهاء عن صفقة، أو خيانة، أو استراتيجية لا تزال كلها في علم الغيب ويصوروا طاغوت العراق ضحية من ضحايا الشعب العراقي وليس قاهره وظالمه. أيها الإيرانيون! ان قناة "العالم" جعلتنا نكرهكم ونخاف منكم! والمذيعون والمحللون والمحررون ليسوا عروبيين ولا قوميين. انهم من بقايا الديكتاتورية البعثية البائدة التي كانوا يرتزقون على موائدها. وإنهم ليسوا محايدين، مهما قالوا، وهم نجحوا نجاحاً مبيناً في دقِّ الأسافين بين الشعبين الجارين والمسلمين، العراقي والإيراني. فاستبقوا تحول الغضب الى حقد لا يمكن علاجه. ونحن لا نريد أكثر من قول الحقيقة، ونقل مظالم الناس والمقابر الجماعية والمطامير بدل تلميع صورة فرعون العراق المقبور، وايجاد اعذار لهزيمته الحتمية. داود الحسيني [email protected]