أعطت دمشق أمس اشارات أولى الى كيفية تعاملها مع الوضع العراقي في المرحلة المقبلة، واستبغدت بوضوح احتمال ان ان تعترف بالأمر الواقع السياسي الذي ستمثله أي "حكومة احتلال". أما دول مجلس التعاون الخليجي التي عقد وزراء خارجيتها اجتماعاً استثنائياً دعت اليه الكويت أول من أمس، فحمّلت في بيان لها النظام العراقي مسؤولية الحرب، وشددت على ضرورة "تولي العراقيين ادارة شؤون بلادهم بالكامل". وأعرب الوزراء عن استعداد بلدانهم لتقديم مساعدات انسانية للشعب العراقي، مؤكدين تضامنهم مع الكويت التي تعرضت لهجمات صاروخية عراقية. وأشار البيان الوزاري الخليجي الى "مواقف حكومة العراق على مدى السنوات ال 12 الماضية والتي تسببت بالوصول بالاوضاع الى ما وصلت اليه"، فيما رحّب وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد ب "نهاية النظام العراقي". وفي دمشق أعلنت مديرة الإعلام الخارجي في الخارجية السورية بثينة شعبان في مؤتمر صحافي عرضت خلاله صور المدنيين الذين تعرضوا للقتل من جراء القصف الأميركي - البريطاني على العراق، أن "الحكومة العسكرية الأميركية في العراق ستكون حكومة احتلال"، موحية بذلك أن سورية لن تعترف بها استناداً إلى أن "المواثيق الدولية تقضي بالاعتراف بالحكومة التي يختارها الشعب فقط". وقالت أن المنطقة دخلت "مرحلة ستستمر سنوات لا أسابيع أو أشهر"، بسبب العدوان القائم على العراق. وقالت شعبان، رداً على الأسئلة، في شأن الاتهام الأميركي لسورية بأنها تسمح بمرور المتطوعين إلى العراق، إن الحكومة السورية "تنصحهم بعدم الذهاب نظراً إلى المخاطر، وان الكثير من هؤلاء ذهبوا بكثرة قبل أيام، لكن إذا ذهبتم الآن إلى الحدود فلن تروا الكثيرين يعبرون". ورفضت شعبان الرد على اتهامات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لسورية قائلة إن "مصدرها إسرائيلي وظهرت على الانترنت من جهة إسرائيلية"، مؤكدة أن "لا سبب لمشكلة بين سورية والولايات المتحدة"، وان هناك "مخططاً إسرائيلياً لمعلومات مضللة" إلى واشنطن ضد سورية. واعتبرت ان "النظام في سورية يقرره السوريون". كما أكدت أن "العدوان على العراق مشروع صهيوني". وأشارت إلى أن هدف الاتهامات "الايحاء بأن سورية هي فقط مع النظام في العراق، في حين هي تقف ضد الحرب على العراق كبلد وكشعب"، مؤكدة أن العراقيين يقاومون الاحتلال. وذكرت شعبان "اننا لسنا نبحث عن دور للأمم المتحدة في العراق ما بعد الحرب، بل عن وقف الحرب المجنونة وقتل المدنيين".