سلطت الحرب على العراق الضوء مجدداً على القوة الرهيبة التي يملكها روبرت ميردوخ 72 سنة، رئيس مجلس ادارة مؤسسة "نيوز كوربوريشن" للاخبار، خصوصاً استعداده النادر، على عكس رؤساء الشركات الاخرى، لتغيير سياسة التحرير في المؤسسات الصحافية التي يملكها ومن ضمنها صحيفة "نيويورك بوست" و"ذي تايمز" اللندنية ودزينة اخرى من الصحف الرئيسية باللغة الانكليزية. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان القوة الرهيبة لميردوخ برزت خصوصاً بعدما اتضح ان جميع المتنافسين في المزاد المفتوح على شراء القمر الاصطناعي "دايركت تي في" للارسال والبث التلفزيوني انسحبوا من المزاد، فبالاستحواذ على هذا القمر يستكمل ميردوخ نظام البث الفضائي الخاص به والذي يغطي حالياً اوروبا وآسيا واميركا اللاتينية. واصبح ميردوخ صاحب نفوذ اكبر في السنوات الاخيرة، اذ ضم لامبراطوريته الاعلامية مجلة "ستاندارد" الاسبوعية المحافظة المقروءة حتى داخل أروقة البيت الابيض، فيما تجاوز عدد مشاهدي محطته التلفزيونية "فوكس نيوز" في العام الماضي عدد مشاهدي محطة "سي ان ان" داخل الولاياتالمتحدة. ويوسع ميردوخ قاعدة شبكته التلفزيونية في اماكن اخرى من العالم مثل الهند والصين وايطاليا. ففي الشهور الاخيرة عدلت السياسة التحريرية تقريباً في كل المؤسسات الصحافية التي يملكها لتتناسب مع توجهاته الشخصية المويدة بشدة للحرب على العراق، في شكل جعل صوته الاعلى في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة باللغة الانكليزية في العالم. وينفي ميردوخ تدخله الشخصي في وجهات النظر التي لا تحمل توقيعاً في الصحف التي يملكها ويقول انه لا يملك الوقت الكافي للاتصال بالمحررين وملاحقة التعليمات الموجهة اليهم يومياً ويؤكد ان كل صحفه تؤيد الحرب والقوات المسلحة الغربية في العراق. ويعتبر ميردوخ ان الرئيس جورج بوش تصرف بشكل اخلاقي وصحيح جداً وانه لا مجال بعد للتراجع فمعنى ذلك "تسليم الشرق الاوسط للرئيس صدام حسين على طبق من ذهب". اما بالنسبة الى نتيجة الحرب، يعتقد ان الفائدة الكبرى منها ستكون وضع سعر برميل النفط عند سقف 20 دولاراً، وان هذا اكبر من اي تخفيض في نسبة ضريبة الدخل المفروضة على الافراد في اي بلد. ويخوض ميردوخ معارك قانونية لتوسيع امبراطوريته الاعلامية في مواجهة القيود التي تعيق توسع نشاطه في اماكن مختلفة، منها واشنطن ولندن ونيودلهي، فيما يشير منتقدوه الى قوته كدليل على الاخطار التي تهدد مستقبل وسائل الاعلام في العالم.