يوم السبت الماضي كتب الدكتور سعد بن طفلة العجمي مقالاً لطيفاً في"الشرق الاوسط" عن الشتائم التي يستخدمها وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، ورد صفة "العلوج" الى اصولها العربية، وشكك في عروبة "عكروت" التي نعت بها الصحاف رئيس وزراء بريطانيا توني بلير، مشيراً الى احتمال ان تكون فارسية الاصل. واعتبر ان "التفنن في الشتائم لغة عراقية رسمية في زمن الرئيس صدام حسين". على حد علمي فإن "العكروت" شتيمة تركية الاصل والمنشأ، والشتائم التي يستخدمها الصحاف في مؤتمراته الصحافية، وهي بالمناسبة فقرة مسلية في هذه الحرب، ليست غريبة على شعوب الخليج والجزيرة العربية. واذا قدر لهذه الحرب ان تطول فسيعرف العالم المزيد منها مثل "السربوت"، و"السرسري"، و"الواوي"، و"السلقة الحفيانة" و"الكلب الرطب"، وغيرها من الشتائم التي يحفل بها القاموس الاجتماعي لهذه المنطقة. والشتائم لا تصنعها الأنظمة السياسية، لكن بعضهم جعلها جزءاً من قاموسه السياسي، ونستطيع ان نقول ان الشتائم صفة ملازمة للأنظمة الثورية العربية، وربما يعود السبب الى الانقلابات العسكرية التي جاءت بكل من هب ودب الى السلطة. ان من يراجع الخطب السياسية للزعماء العرب الذين وصلوا الى كرسي الحكم على ظهر دبابة سيجد انها حافلة بالشتائم والردح، وقبل شهور تعرض الرئيس عرفات الى شتيمة من مسؤول ثوري، عجزت الصحافة عن نشرها كاملة من فرط بذاءتها، وهذه اللغة الساقطة لا تعبر عن الشعوب واسلوب حياتها بالضرورة، لكنها تؤكد ان السلطة في بعض اجزاء الوطن العربي اغتصبت، الى درجة اختلاط "العكاريت" و"السرابيت" بالأوادم والشرفاء، حتى اصبحت خطب السياسيين دليلاً الى حال السياسة العربية التي لم تعد تملك سوى الشتائم.