عالم الاحتراف، هو عالم جديد يتطلب تنفيذه بالكامل اذا ما أردنا تطبيقه فعلياً لكي تتحقق سماته، وفريق الاتحاد الذي سيواجه سيول الكوري كما نقلت الأنباء الصحافية خصص لكل لاعب من لاعبي الفريق الأول مبلغ 70 ألف ريال كمكافأة من إدارة النادي لهم في حال تجاوز الفريق نظيره سيول الكوري غداً (الثلثاء) ضمن مرحلة إياب دور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا. وبحسب المصادر الصحافية فإن إدارة النادي الاتحادي خصصت هذا المبلغ لتشجيع أفراد الفريق على تأدية مباراة تضمن لهم التأهل من دون النظر الى نتيجة المباراة، أي ان كل لاعب اتحادي سيحصل على المبلغ المجزي المقترح على رغم ما يتقاضونه من مرتبات ومزايا، وهنا يردك الاتحاديون بأن تحقيق البطولات والفوز بها يحتاج الى وجود إغراءات مادية تحديداً، لأن اللاعب لم يعد يهتم إلا بما يدفع له، وهنا نرى ان الإغراءات المادية هي السائدة في عالم كرة القدم لدينا، ومستعد أي لاعب بالتضحية بما يقال عنه الولاء في سبيل ضمان المستقبل المادي، ولأن أي لاعب ليس ولاؤه للشعار بل للبنكنوت وهذا هو الواقع. وكل هذه المقدمة لا اعتراض عليها مطلقاً ما دام انها السبيل الوحيد للغنى والبعد عن مساوئ الفاقة، لكن المشكلة ان هناك أندية تريد فوزاً وتريد انتصارات وتطمح للبطولات لكنها لا تجد المادة التي توصلها الى هذه الرغبات، لهذا كانت وما زالت هذه الأندية بعيدة كل البعد عن التواجد داخل صفوف المنافسة، وقد استخدمت أسلوب بيع عقود لاعبيها للأندية القادرة على الدفع لكي تسير أمورها وسط هذا الزخم الكبير لكي تبقى في الصورة على أقل تقدير. اليوم البطولات والمنافسة انحصرت في الأندية الثرية، وستظل كذلك ما دام ان مفهوم كرة القدم تحول الى صناعة وصرف بالعملة الصعبة، ومن هنا فإن تجارب الأندية الثرية في إغراء اللاعبين مادياً هو أمر غير مستغرب على الإطلاق، ويمكن للاتحاد ان يصل للمباراة النهائية لكأس آسيا ويفوز بالبطولة اذا ما كرر رصد المبالغ الطائلة للاعبيه، فأي لاعب في الوقت الراهن لا تحركه إلا المكافآت ومقدار ما سيحصل عليه، ولكن التحرك الخاص باللاعبين داخل الملعب ليس المال من يحدده، فكثير من الأندية رصدت مبالغ كبيرة جداً لكي تفوز بالبطولات لكنها لم تؤد الى نتائج ايجابية فاحتفظ النادي بأمواله وخسر اللاعب مكافآته فليس كل شيء تصنعه المادة، بل لابد ان تكون هذه المادة تصرف بعقليات احترافية محددة. الاتحاد مرة أخرى فريق الاتحاد يتواجد في كوريا الجنوبية من أجل المراهنة على البطاقة للأدوار المقبلة لكأس آسيا، وهي مباراة صعبة للغاية على رغم الإغراءات المالية الاتحادية للاعبيه، بدليل ان الإعلام لدينا يهتم بهذه المباراة أكثر من الكوريين أنفسهم، فقد نقلت أخبار الفريق الكوري الينا وكأنه يلعب في دورينا ووصل الى علمنا من دون ان نتعمد البحث عنه، نتائج الفريق في الدوري الكوري ومن ان الفريق فاز على دايجون، كما نقلت وسائل الإعلام لدينا أيضاً تصريحات مدرب الفريق الكوري سيول تشوي سونغ وماذا قال عن الاتحاد وماذا سيفعل في المباراة مساء الغد، وأمام الاتحاد مسؤولية مضاعفة فليست المسألة ستنتهي بمجرد رصد مبالغ مجدية فقط، بل هي تحتاج الى طاقم إداري يعرف جيداً كيفية تهيئة الفريق لمواجهة مثل هذه المواقف. [email protected]