إنفض المولد في العراق، وهدأ أزيز الطائرات ودوي المدافع بعد أن أريقت الدماء، وقتل من قتل. وانتهت أم المعارك وأم الحواسم بهروب الطاغية وأعوانه، تاركاً أغنى بلد عربي خربة، يتفشى فيها الجوع والفقر والجهل والحاجة، وقاضياً على شعبها بالتخلف عن الركب الحضاري عشرات السنين. ترك الطاغية البلاد، هي مظلمة المستقبل، يجوب شوارعها الغازي الأميركي - البريطاني، مزهواً بنصره، متحكماً في مقدرات البلاد متوسلاً بأعمال الشغب والفوضى والسلب والنهب التي تمارسها قلة محتاجة من شعب العراق، وناقلاً تلك الصورة الى العالم أجمع وكأن شعب الرافدين مجموعة من اللصوص الجياع. فهو أتى وحارب، وغيَّر نظام الحكم، وسيبقى لتعديل ميزان الكون، وبسط العدل، وإعادة الحريات والأمن. سيأتي الدور لاحقاً على عدد من الدول العربية. ولكن، هل أعددنا العدة لهذا اليوم أم ستسقط بعض العواصم العربية كما سقطت بغداد؟ لم يعد ينفع البكاء على اللبن المسكوب، ولم تعد المواقف الفردية للدول تجدي في ظل خطط صهيونية واضحة المعالم لرجل الشارع. إن الوضع الحالي أشبه بعقد مترابط الحبات، وقد انفرطت إحدى حباته، وتتجه الأيادي الخفية لحبة أخرى سهلة المنال. والبقية تأتي. عبدالله بن زيد المنديل [email protected]