واصل مرض الالتهاب الرئوي تسجيل مزيد من الضحايا في جنوب شرقي آسيا، في وقت أعلن بروفسور بريطاني مرموق عن مضاعفة نسبة الوفيات في صفوف المصابين بالوباء القاتل. واتفق وزراء الصحة في الدول المنكوبة على مجموعة من التدابير المشتركة في ما بينها لوقف انتشار المرض. وأعلنت وزارة الصحة الصينية أمس عن سبع وفيات و154 حال إصابة جديدة، ما رفع عدد الوفيات إلى 122. ونشرت الصحف الصينية أن العاصمة بكين خصصت 17 مستشفى يبلغ عدد الأسرة فيها نحو 1800 سرير، لمعالجة حالات الوباء فقط. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن وزير الصحة الصيني زهانغ وينكانغ استقال من منصبه وعِّينت وو يي، نائبة رئيس الوزراء خلفاً له، وذلك في إطار جهود الصين لاحتواء مرض الالتهاب الرئوي الحاد. وفي كندا، أعلنت وزارة الصحة في مقاطعة أونتاريو عن وفاة امرأة في ال64 من العمر، ما رفع عدد الوفيات بهذا المرض هناك إلى 19. وجاء الإعلان عن حال الوفاة هذه بعد ساعات من الإعلان عن وفاة شخصين آخرين بالوباء القاتل. وأعلنت السلطات الصحية في سنغافورة عن وفاة رجل في الثالثة والستين من العمر بالالتهاب الرئوي الحاد في سنغافورة ليرتفع بذلك عدد الوفيات هناك إلى 18. وفي هونغ كونغ، سجلت السلطات خمس وفيات و17 إصابة جديدة بالوباء، الأمر الذي اعتبره البعض دليلاً إلى انحسار الوباء في البلاد. وتعتبر هذه الاصابات الجديد أقل حصيلة يومية في المدينة. وأثار تسجيل إصابة خامسة في الهند مخاوف من انتشار خطير للوباء في صفوف السكان الذين يفوق عددهم بليون نسمة. وفي ما يعتبر تطوراً خطيراً للوباء، أعلن أستاذ الأمراض المعدية في كلية "أمبريال كوليدج" في لندن روي أندرسن عن ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن وباء الالتهاب الرئوي الحاد إلى 10 في المئة، أي نحو ضعف النسبة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية وهي بين خمسة وستة في المئة. وقال البروفسور المعروف في مجال الأمراض المعدية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: "إذا دققنا في أرقام منظمة الصحة العالمية التي تتعلق بنسب الوفيات بالوباء، فإننا نلاحظ ارتفاع هذه الأرقام لسوء الحظ في الآونة الاخيرة لتصل إلى 10 في المئة". واعتبر أن المرض قد يكون أكثر خطورة لكن أقل قدرة على العدوى مما كان يعتقد. وفي كوالالمبور، اختتم وزراء الصحة في البلاد الموبوءة اجتماعهم واتفقوا على مجموعة من الإجراءات لوقف انتشار المرض. ومن بين الإجراءات المزمع تنفيذها: فحص شامل للمسافرين في المطارات والنقاط الحدودية ومنع سفر المصابين بالوباء وفرض تصريح طبي على القادمين من مناطق موبوءة. في غضون ذلك، أعلنت شركة طيران الخليج أن السلطات السودانية منعت 72 صينياً من مغادرة طائرتهم في مطار الخرطوم خشية إصابتهم بوباء الالتهاب الرئوي الحاد. وذكرت وسائل الإعلام الكرواتية أن كرواتيا رفضت السماح لمجموعة من المهاجرين الصينيين المرحلين من سلوفينيا بعبور الحدود لأن اثنين منهم ظهرت عليهما أعراض الإصابة بالالتهاب. وفي بيروت، أكدت مصادر طبية رسمية ل"الحياة" أنه لم تصل إلى لبنان أي حال مصابة بفيروس "سارس". وذكرت هذه المصادر أن تدابير اتخذت في مطار بيروت الدولي تقضي بإجراء مسح للركاب القادمين من الدول التي أصيبت بالفيروس، وإجراء فحوص أولية لهم، وأنه اشتبه بإحدى الحالات التي أجريت لها فحوص طبية تبين بنتيجتها عدم وجود الفيروس لديها.