يثير استخدام الهاتف النقال بين الزوجين مشكلات قد يصل معها الامر الى رفض احدهما حمله لما يسببه له من ملاحقة من شريك حياته، او اتخاذه وسيلة لمراقبة اتصالاته وعلاقاته. ويرى الازواج ان رسائل الزوجات عبر الهاتف الجوال SMS لا تتعدى كونها قائمة من الطلبات والاوامر التي تثقل عاتقهم، وترى الزوجات انه يفتح باباً واسعاً للشكوك التي لا مكان لها. عمر الزواج يلقي بظلاله على MISSED CALL وSMS بين هواتف الازواج، فإذا كان الزوجان في سنتهما الأولى تتسم الرسائل المتبادلة بينهما بالشاعرية والدفء وتجملها القلوب والحمام. وكما يقول شريف "بعد شهرين فقط من الزواج وطوال وجودي في عملي أرن لزوجتي على هاتفها كل ساعة تقريباً، وتقوم هي مباشرة بالرد برنة من هاتفها، وهو ما يشعرنا بالسعادة وبالتواصل حتى اثناء بُعدنا بسبب العمل". وتقول دينا العروسي المتزوجة حديثاً: أدرجت في سجل هاتفي اسم زوجي ورقمه الهاتفي باسم خاص وهو اسم الدلع، وهو كذلك ادرج رقمي الهاتفي مع اسمي الدلع الذي يناديني هو به فقط. وعندما نقوم بتبادل الرنات او MISSED ويظهر لي الاسم الخاص بزوجي أشعر بالسعادة لأنني في باله دائماً". ولكن الرسائل الوردية والمشاعر الجياشة من خلال MISSED وSMS بين الزوجين تتبدل بعد مرور السنة الاولى على اقصى تقدير، ويجد الزوج في الهاتف النقال نوعاً من الملاحقة من زوجته التي يسأمها ويشعر بأنها حملٌ ورقيب عليه اينما ذهب، فقد ترن له ولا يرد وقد يصل الامر الى ان يفضل بعض الازواج ترك الهاتف اساساً في المنزل حتى يتحرر من هذه الملاحقة، او يتحجج بأن استخدامه ممنوعٌ في العمل. ويكاد الأزواج يجمعون على ان الزوجات لا يستخدمن SMS إلا للطلبات، فبمجرد ان يفتح الزوج رسالة زوجته يجد أحد هذه الطلبات "لا تنسى احضار طعام العشاء" أو "حبيبي... احضر سريعاً لان ماما جاءت لزيارتنا" أو "اذكّرك بموعد سداد قسط الشقة" أو "لا تنسى اليوم آخر مهلة لسداد فاتورة الهاتف" أو "موعد استشارة الطبيب اليوم... لا تتأخر"، وطبعاً لا مجال لارسال الصور او العبارات ذات السجع او الرنين، فكلها كما يقول الازواج قوائم من الاوامر. ويقول ايهاب حسن متزوج منذ ثلاثة اعوام: "أتذكر ان آخر رسالة وصلتني من زوجتي وكانت مزخرفة بالورود والقلوب كتبت تحتها "نفسي آكل فراولة" ولم يكن موسم فراولة اساساً وانما كانت تريد ان تزف لي بشرى حملها الاول وانها في حال "وحام" وبعدها تحولت الرسائل الى قوائم طلبات يومية كعادة كل الزوجات. واضاف حسن انه لا يفضل اسلوب MISSED في النقال بخاصة من زوجته، ويشعر بأنه نوع من الازعاج لا يعني شيئاً بخاصة وسط الضوضاء التي اصبح الناس يعيشونها في ظل الرنات الصادرة من الأجهزة المنتشرة في كل مكان. ويقول رامي محمد انه اشترى لزوجته نقالاً هدية في عيد زواجهما، ويرفض بشدة ان يشتري واحداً لنفسه، ويقول: "زوجتي بطبيعة عملها كصحافية كثيرة التنقل، ونحتاج الى الاطمئنان عليها، وتفرض عليها طبيعة عملها اقتناء نقال، أما أنا فلن اوافق ابداً على اقتناءه، حتى لو كان هدية من زوجتي، فخبرة اصدقائي تقول إن الزوجة تتخذ منه وسيلة لملاحقة زوجها في كل مكان، ولا يمكنه الاعتذار عما تطلبه او ان يتحجج بانه نسي ما طلبته لانها ستلاحقه حتماً على النقال". شكوك من جهة اخرى تقول بعض الزوجات ان ازواجهن يتخذون من النقال الخاص بالزوجة وسيلة لمراقبتهن، وقالت احداهن: "أثار النقال شكوك زوجي لانه لم يكن يمتلك واحداً ولم يكن يعلم الصيغ التي ترسل بها SMS عبر النقال، وعندما فتح صندوق البريد الوارد على هاتفي الخاص وجد رسالة تقول "القمر يرسل حباً فضياً... والشمس ترسل حبا ذهبياً... وأنا ارسل لك حباً أبدياً" فثار عليّ رافضاً تصديقي بأنها زميلة لي في العمل وارادت مداعبتي عندما عرفت بأنني اشتريت نقالاً، واسرع بالاتصال برقم النقال المذيل بالرسالة فعرف انها حقا زميلتي التي يعرفها يقينا، ولكنني كنت قد جُرحت نفسياً، واكتشفت للمرة الاولى أنه يمكن ان يشك فيّ. والواقع ان خصوصية النقال تثير الكثير من المشكلات الزوجية بخاصة إذا اعتبر الزوج او الزوجة ان فتح نقال الآخر واستعراض الرسائل الواردة اليه او سجل المكالمات من الخصوصيات التي لا يصح الاطلاع عليها. وتقول احدى الزوجات انها بمجرد ان تدخل المنزل وتلقي بالهاتف على المائدة يتلقفه زوجها ويستعرض ما ارسلته وما استقبلته ويدخل معها في اسئلة وتحقيقات حتى قررت انها لن تحمل هاتفها نهائياً. يسهم في حل المشكلات على صعيد آخر يرى سعيد محمود ان رسائل النقال قد تكون وسيلة لتصفية النفوس عندما تحتدم المشكلات بين الزوجين، ويصبح اعتذار احد الطرفين صعباً عليه حتى إذا كان مخطئاً حقاً، ويقول: "لم أكن استطيع الاعتذار لزوجتي وجها لوجه اثر احدى المشكلات التي واجهتنا، ولكنني عندما انصرفت الى عملي ارسلت اليها SMS قلت فيها: "أنا آسف يا حبيبتي" مع بعض الاشكالات التي تثير الضحك لدرجة صغيرة، وكانت هذه الرسالة هي مدخلي الى قلب زوجتي عند عودتي الى المنزل بعد أن تهيأت نفسياً لقبول اعتذاري". ويستخدم الازواج SMS لتبادل التهانئ في المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد والزواج، ويقول سامح خالد: "بعد خروجي الى العمل تذكرت انه يوم عيد ميلاد زوجتي ففكرت ان اشتري رضاها لحين عودتي فأرسلت لها SMS قلت فيها: NOTHING ... JUST I WANT TO SAY HAPPY BIRTHDAY LOVE . فإذا بصوت رنين سريع لرسالة واردة من زوجتي تقول فيها: SORRY THAT IS NOT ENOUGH!! وهكذا عرفت ان شراء هدية لها اصبح حتمياً لا رجعة فيه". رسائل غير مرغوب فيها ويرى صفوت محمد انه محظوظ لان عمله يحظر استخدام الهواتف النقالة في المكاتب، ولذلك فهو مستريح من ازعاج المنزل والزوجة على حد تعبيره، الا انه بمجرد ان يغادر العمل في الموعد المحدد الذي تعرفه زوجته جيداً تنهال عليه "الرسائل" التي تحمل طلبات زوجته وابنائه، ويقول إنه عندما يكون خارج العمل غالباً ما يرد على MISSED زوجته بSMS ثابتة تقول: I AM BUSY, I WILL CALL YOU BACK. بينما يرى ريمون ايوب الذي يعمل جيولوجياً في منطقة البحر الاحمر ويفرض عليه عمله ان يظل غائباً عن منزله اسابيع عدة ان MISSED وSMS سهلاً عليه كثيراً التواصل مع اسرته اثناء سفره ومن دون ان يتكلف مصاريف مرهقة للاتصالات، ويقول: "ربما جعل سفري المتتالي للعمل المشاعر الحارة متجددة مع زوجتي، ونحن نتفق على اسلوب معين لعدد الرنات، فمثلاً هي ترن لي طوال طريق سفري، فإذا رددت عليها برنتين فهذا يعني ان الامور على ما يرام، وإذا رنت لي بعد وصولي ارد عليها بميسد كول طويلة تفهم منها انني وصلت بالسلامة، ثم نتبادل اثناء السفر كثيراً من الرسائل التي تطمئننا وربما تحمل اخبار ابنائي اما اثناء وجودي معهم في القاهرة فلا اجد داعياً لكل ذلك حتى لو خرجت من المنزل. من جهة اخرى تتبع بعض الزوجات اسلوب الامثال الشعبية في SMS التي تبثها للزوج، وتقول ريهام حنفي: "غالباً ما ارسل لزوجي امثالاً شعبية ترد على بعض مواقفه، ومنها مثل يقول "اسمع كلامك أصدقك اشوف امورك استعجب" وذلك حينما يخلف في وعوده، واحياناً ارسل له "كلام الليل مدهون بزبدة لو طلعت عليه الشمس يسيح" وهو يحمل ايضاً المعنى نفسه". ومن الملاحظ ان الازواج يتبادلون الميسد كول اكثر من رسائل SMS لانها لا تكلفهم شيئاً وإن كانت تمثل لكثير من الازواج مجرد ازعاج!!