تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا اليوم أول اجتماع لها منذ سقوط حكومة صدام حسين، وسط توقعات بأن يبقى مقعد العراق خالياً خلال الاجتماع الذي يهدف بشكل رئيسي الى مراجعة اوضاع السوق النفطية واتخاذ قرار في شأن خفض الانتاج، مع اقتراب عودة النفط العراقي الى السوق. فيينا، لندن - "- قال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان "أوبك" تهدف الى ابقاء سوق النفط متوازنة والحفاظ على الاسعار قرب 25 دولاراً للبرميل. وأضاف للصحافيين في فيينا: "هذا الاجتماع يهدف التأكد من المحافظة على السوق حيث هي الان والتأكد من بقاء الاسعار في النطاق المستهدف ويفضل ان تكون في منتصفه تماماً"، مؤكداً ان "لا احد يريد ان ينهار السعر". وزاد: "ينبغي ان تلقى اوبك تقديراً كبيراً لتوفيرها كميات كبيرة من الخام في السوق مثلما فعلنا. وبغير هذا كانت اسعار الخام ستقفز بشدة". ورفعت المنظمة الانتاج للحد من ارتفاع الاسعار خلال الحرب على العراق ولكنها تحاول الان وقف هبوط الاسعار بعد ان فقدت نحو 30 في المئة من المستويات التي سجلتها مطلع آذار مارس الماضي. وتستهدف "أوبك" نطاقاً سعرياً لنفطها يراوح بين 22 و 28 دولاراً للبرميل. وذكر ان مرض الالتهاب الرئوي الحاد سارز القاتل قد يكون له تأثير في الطلب على النفط "وسيدخل هذا الامر في المعادلة". وقلصت شركات الطيران رحلاتها في آسيا، حيث يتركز معظم حالات الاصابة بمرض "سارز"، مع تراجع الطلب على السفر. وقال متعامل في مؤسسة "جب ان اي مان": "كل شيء يتوقف على ما ستقرره اوبك". وتعتقد ايران ان سوق النفط تتجه لحالة من الوفرة قد تؤدي الى انهيار الاسعار مالم تتخذ اجراءات جذرية. ودعت ايران "أوبك" الى الذهاب لأبعد من مجرد التزام سقف الانتاج الحالي عند 24.5 مليون برميل يومياً وخفض الحصص أيضاً. قال رئيس منظمة "أوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله بن حمد العطية أمس انه يقدر ان سوق النفط تشهد وفرة في المعروض تزيد على مليوني برميل يومياً. وأضاف ان "أوبك" ستناقش كل التصورات لخفض الانتاج في اجتماعها اليوم، مشيراً الى انه من السابق لاوانه ان تدرس المنظمة عودة العراق الى نظام الحصص الانتاجية. ويخشى بعض التجار ان يؤدي استئناف صادرات العراق الى تراجع اسعار النفط عن المستوى المستهدف عند 25 دولاراً للبرميل والذي نجحت "أوبك" في الحفاظ عليه منذ عام 2000 من خلال نظام الحصص. وقبل الحرب كان العراق يضخ نحو 2.5 مليون برميل في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء ويمكن ان يعود للمستوى نفسه خلال شهور قليلة. وقبل الحرب العراقية - الايرانية في الفترة من عام 1980 الى عام 1988 تساوت حصة البلدين حتى فرضت الاممالمتحدة عقوبات على العراق اثر غزوه الكويت في عام 1990. وتبلغ حصة ايران حاليا 3.6 مليون برميل يومياً وهو مستوى ربما يحتاج العراق سنوات لبلوغه. وقال متحدث باسم "أوبك" أمس ان الوزراء سيلتقون اليوم في الساعة 12 بتوقيت غرينيتش لمناقشة مسائل الانتاج. وأضاف ان الاجتماع سيكون جلسة غير رسمية وصفها بأنها اجتماع تشاوري ولن يتبعها مؤتمر رسمي في مقر المنظمة. وقال المتحدث ان لجنة مراقبة السوق الوزارية المنبثقة عن "أوبك" ستجتمع صباح اليوم قبل اجتماع الوزراء. أسعار النفط تراجعت اسعار النفط أمس في انتظار قرارات "أوبك" اليوم في شأن الانتاج وخسر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم حزيران يونيو 20 سنتاً بعد ظهر أمس في بورصة النفط الدولية في لندن، مسجلاً 25.25 دولار للبرميل. وكان "برنت" ارتفع في بداية التعامل وسجل سعر البرميل 25.84 دولار للرميل، لكنه تراجع بعد ان أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ان "أوبك" تسعى للحفاظ على اسعار النفط عند مستواه الحالي قرب 25 دولاراً للبرميل. وهبط سعر الخام الاميركي الخفيف على شبكة "اكسيس" للمعاملات الالكترونية في بورصة "نايمكس" ثلاثة سنتات الى 27.96 دولار للبرميل وواصل تراجعه في الساعات التالية من التعامل ليهبط الى 27.79 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات المنظمة السبعة انخفض أول من أمس الى 26.24 دولار للبرميل من 26.64 دولار يوم الاثنين. النعيمي من ناحية ثانية قال النعيمي أمس انه لا يعرف بعد ما اذا كان سيظل في منصبه في التعديل الحكومي المرتقب في السعودية. وأضاف النعيمي للصحافيين في فيينا عن التغييرات الحكومية المتوقعة في المملكة في الثالث من أيار مايو المقبل: "سأعرف في الوقت نفسه الذي يعرف فيه الجميع". وذكر ان التعديل الوزاري سيعلن الاسبوع المقبل. ويشغل النعيمي منصبه منذ ثمانية أعوام، لافتاً الى انه "لا احد يعيش للابد". وينسب الى النعيمي على نطاق واسع الفضل في صياغة استراتيجية قيود انتاج "أوبك" التي ادت الى ارتفاع اسعار النفط الى اكثر من 25 دولاراً للبرميل خلال الأعوام الاربعة الماضية. وتولى النعيمي مسؤولية ادارة شركة "ارامكو السعودية" قبل تعيينه وزيراً للنفط في عام 1995 ولديه دراية واسعة بأساسيات عمل سوق النفط وكلمته لها وزن كبير لدى المتعاملين في النفط.