اكتسبت الفنانة المصرية الشابة نيللي كريم شهرتها منذ أن شاركت في مسلسل "وجه القمر" من بطولة فاتن حمامة قبل ثلاثة أعوام. وبعده توالت أعمالها السينمائية والتلفزيونية، ومنها فيلم "سحر العيون" مع حلا شيحا وعامر منيب. وها هي الآن تنضم إلى فريق فيلم "الغضب" للمخرج يوسف شاهين، بعدما انتهت أخيراً من تصوير مسلسلين تلفزيونيين جديدين، هما "أبيض في أبيض" مع ممدوح عبد العليم، و"شمس يوم جديد" مع عمرو واكد، ولم تنس أنها أولاً وأخيراً راقصة باليه محترفة. "الحياة" التقتها في هذا الحوار: انتقلت من الباليه إلى السينما والتلفزيون ممثلة، كيف كان هذا الانتقال، وما أوجه الشبه بين الباليه والتمثيل في رأيك؟ - انتقالي إلى التمثيل كان صدفة، إذ شاهدني المخرج الراحل يحيى العلمي في أحد عروض الباليه، ورشحني للقيام ببطولة الفوازير خلال شهر رمضان، وعلى رغم أدائي الجيد فيها، إلا أن عملي الاستعراضي الأول في التلفزيون لم يلق النجاح المنتظر منه، لكنها كانت تجربة أولى مفيدة تعلمت منها كيف أتعامل مع الكاميرا التلفزيونية، وسهلت عليّ مهمتي الثانية كممثلة أمام الفنانة الكبيرة فاتن حمامة في مسلسل "وجه القمر". وهكذا لم يكن انتقالي من الباليه إلى التمثيل بناء على تخطيط مسبق، ولذلك أحببت التجربة، وها أنا مستمرة فيها مرة بنجاح ومرة بنصف نجاح، ولكن في النهاية أصبحت ممثلة تلفزيونية وسينمائية، وحينما أشعر بأن الوقت لا يتيح لي الجمع بين الباليه والتمثيل أتفرغ لأحدهما، لئلا تتأثر إجادتي للون منهما، وهو ما جعلني آخذ اجازة لمدة شهرين من الباليه، حتى انتهي من تصوير مسلسل "أبيض في أبيض". وفي ما يخص أوجه الشبه بين الباليه والتمثيل، أعتقد بأن التمثيل أصعب في توقيته، لأنه من الوارد أن يكون يومك كممثل لا يقل عن 20 ساعة عمل متواصل، بينما يحتاج الباليه إلى مجهود عضلي وتدريب يومي لمدة سبع ساعات. وحتى الآن أجد متعة في كل منهما، ما يجعلني مجبرة على الإجادة في كل منهما. وأنا في النهاية أبحث عن التنوع. تنوع على رغم كل شيء كيف يستقيم بحثك عن التنوع وأنت تقدمين في المسلسلين الأخيرين "أبيض في أبيض" و"شمس يوم جديد" دور طالبة جامعية؟ - لا، هناك فروق كبيرة بينهما، سواء على مستوى التركيبة النفسية لكل منهما أم حتى الظروف الاجتماعية الخاصة بكل شخصية، ففي مسلسل "أبيض في أبيض" أؤدي دور فتاة اسمها أمينة مثقفة وعصرية ومنفتحة على العالم بشغف وفضول يكادان يكونان طفوليين، ولكن سرعان ما تشغلها القضايا السياسية التي يمر فيها المجتمع المصري في فترة من فتراته السياسية المهمة، فتبدأ المشاركة في التظاهرات. أما في مسلسل "شمس يوم جديد" فألعب دور فتاة تدعى أمل تعيش فترة نهاية الستينات وبداية السبعينات قبل نصر 1973، ولذلك فلكل شخصية عالمها المختلف عن عالم الأخرى. وكيف رشحت الى فيلم يوسف شاهين الجديد "الغضب"؟ - فوجئت باتصال هاتفي من يوسف شاهين يخبرني فيه أنني مرشحة للعب دور "باليرينا" تقدم في الفيلم استعراضاً من باليه "كارمن"، ووافقت ليكون هذا أول عمل سينمائي أشارك فيه ك"بالرينا" وليس كممثلة، وانتهيت من تصوير الاستعراض بمشاركة زميلي راقص الباليه أحمد يحيى الذي سبق أن قدمت معه عروضاً مشتركة على مسرح دار الأوبرا المصرية. وهل دورك في "الغضب" يقتصر على هذ الاستعراض الوحيد؟ - نعم، هو استعراض وحيد، ولكنني أجسد من خلاله دور الممثلة العالمية ريتا هيوارث. فهو أشبه بحال خاصة داخل فيلم شاهين الذي حرص على تصوير هذا الاستعراض في شكل جديد تماماً، فمزج بين موسيقى "بيزيه" مؤلف أوبرا "كارمن" وبين ألحان الموسيقار المصري كمال الطويل في طابعها الشرقي الأصيل. ألا تعتبرين اهتمامك الأخير بالدراما التلفزيونية خطراً على وجودك كنجمة سينمائية؟ - على الإطلاق لا، وكل الدلائل الحالية تؤكد كذب هذه المقولة أو هذا الاعتقاد، فها نحن نرى منذ أعوام عدة اتجاه كبار نجوم السينما إلى الدراما التلفزيونية، من دون أن ينقص هذا من جماهيريتهم السينمائية، فلدينا نور الشريف الذي حقق نجاحات كبيرة في الدراما التلفزيونية، والنجمة الكبيرة يسرا ويحيى الفخراني فكل هؤلاء استطاعوا فرض وجودهم التلفزيوني إلى جانب وجودهم السينمائي المتميز، ولأنني أؤمن بأن الموضوع الجيد هو النجم الحقيقي في سينما اليوم، لم أعد أهتم بمن يشاركني العمل السينمائي، بقدر اهتمامي بأصالة الموضوع وجدته، ولذلك اعتذرت عن العديد من الأعمال السينمائية التي وجدت أنها لا تقدم جديداً، وقبلت الأعمال التلفزيونية ذات المضمون المحترم والجيد. وهو ما يجعلني لا أرى خطراً من وجودي في الدراما التلفزيونية على وجودي كممثلة سينمائية. وإلى ماذا تطمحين خلال الفترة المقبلة؟ - ليس هناك حدود لأحلامي، ففي مجال الباليه أحلم بالانتهاء قريباً من تكوين مدرسة الباليه الخاصة بي، وسأبدأ مع الأطفال الصغار لأن ذلك هو أنسب الأعمار لتعلم الباليه بشكل صحيح، وفي السينما أحلم بتقديم الأفلام الجيدة التي احترمها وتضيف إلى مكانتي كفنانة، وفي التلفزيون أيضاً أتمنى تقديم ما يرضى عنه الناس، ويتناسب مع قناعاتي الفنية في الوقت نفسه.