تجنب الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره في ختام قمته التي عقدت في أثينا الاشارة الى أسلحة الدمار الشامل العراقية أو اطاحة النظام أو أي شيء يعيد الخلافات والانقسامات التي سادت صفوفه عشية الحرب. لكنه دعا الى أن تلعب الأممالمتحدة "دوراً محورياً" في إعادة إعمار العراق سياسياً واقتصادياً، مما يقتضي العودة الى مجلس الأمن. وجاء في خطاب وزعته الأممالمتحدة على الصحافيين عبارة تجاوزها الأمين العام كوفي أنان خلال القائه أمام الزعماء الأوروبيين وتنص على انه "من غير الوارد أن تلعب الأممالمتحدة دوراً ثانوياً تحت سلطة دولة محتلة، ومن غير الوارد أيضاً أن تتحمل مسؤوليات لا تستطيع تحملها". وقال ان أي دور يعهد به الى المنظمة الدولية "يتجاوز الدور الانساني يجب أن يحدده مجلس الأمن". طالب زعماء الاتحاد الاوروربي الحريصين على دور لهم وللامم المتحدة في الازمة العراقية أمس بأن يكون دور الأممالمتحدة "محورياً" في اعادة اعمار العراق. ودعوا في ختام قمة غير رسمية في اثينا القوات الأميركية الى ضمان الأمن وتوفير المساعدات الانسانية وحماية المتاحف والتراث الحضاري للبلاد. وجاء في بيان صيغ بعناية لتجنب اعادة فتح باب الخلافات التي خلفتها الحرب داخل الاتحاد وبين بعض أعضائه وأميركا، ان الاوروبيين مستعدون للقيام "بدور كبير" في اعادة البناء السياسي والاقتصادي الذي تعتزم واشنطن الهيمنة عليه. ولم يذكر البيان اسلحة الدمار الشامل او اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين او اي مسألة اخرى من شأنها تعميق الخلافات التي قسمت الاتحاد ومجلس الامن قبل ان تمضي واشنطن قدما في هجومها على العراق الشهر الماضي. وجاء في البيان الذي اصدرته اليونان الرئيس الحالي للاتحاد "على الاممالمتحدة ان تلعب دورا محوريا بما في ذلك العملية التي تقود الى حكم الشعب العراقي لنفسه والاستفادة من قدراتها الفريدة وخبراتها في اعادة بناء الامم في فترة ما بعد الصراعات". وفي اقرار بالأمر الواقع حيث تقود الولاياتالمتحدة جهود تشكيل ادارة ما بعد الحرب في العراق أضاف البيان "في هذه المرحلة تتحمل قوات التحالف مسؤولية توفير بيئة آمنة لتقديم المساعدات الانسانية وحماية الارث الحضاري والمتاحف". واكد البيان ان الأمن في الشرق الاوسط يتطلب كذلك تنفيذ "خريطة الطريق" لتسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وفي اول رد فعل على دعوة الرئيس جورج بوش لانهاء العقوبات التجارية المفروضة على العراق قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك "ان تحديد كيفية رفع العقوبات أمر يرجع الى الاممالمتحدة الآن". واستخدمت فرنسا مكانتها كعضو دائم في مجلس الأمن يتمتع بحق النقض الفيتو في تبديد الجهود الاميركية لكسب موافقة الاممالمتحدة على الحرب، ولم يتضح اذا كانت ستتحدى واشنطن في ما يتعلق بشروط رفع العقوبات. وقال ديبلوماسيون ان انهاء العقوبات يتوقف على اعلان من المنظمة الدولية ان العراق خال من الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية. واجتمع الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان مع شيراك الذي قاد معسكر مناهضة الحرب على العراق أمس في اطار سلسلة من الجلسات التي عقدها مع زعماء الاتحاد الحريصين على رأب الصدع الذي خلفته الحرب على العراق. وكانت قوة واشنطن العسكرية وتصميمها على اطاحة صدام حيدت الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة. واظهرت تصريحات مهادنة للزعماء الأوروبيين سعيهم خلال الحرب الى الحصول على دور يمكن ان ترضى به الولاياتالمتحدة. وقدم شيراك غصن زيتون بابدائه استعداده لزيادة "الدور المحوري للامم المتحدة" في العراق تدريجاً. ومع تصاعد اصوات اوروبية مطالبة بدور محوري للامم لمتحدة ابلغ أنان "رويترز" ان المجتمع الدولي يجب ان يسارع الى تشكيل مؤسسات جديدة تحل محل النظام العراقي. واضاف: "انها عملية سياسية طويلة الأمد... وتعني وضع دستور وتنظيم انتخابات. نحتاج الى خريطة طريق. وفور وجودها سيسهل على الناس بحث الامر". وكانت الأزمة العراقية حدّت بشدة من طموحات اوروبا للقيام بدور عالمي اكبر. فقد ساندت بريطانيا وايطاليا واسبانيا والدنمارك والأعضاء الجدد في الاتحاد الحرب وعارضتها فرنسا والمانيا وغيرهما بشدة. لكن الاتجاه العام في قمة اثينا التي هيمن عليها الاربعاء التوقيع على انضمام عشرة اعضاء جدد اتسم بالتصالح والتطلع الى أمام. ونفى ديبلوماسيون يونانيون تقارير عن ان الانقسامات داخل الاتحاد تسببت في تأجيل الاتفاق على البيان الذي كان من المقرر ان يصدر الاربعاء. وقال احدهم: "كان علينا التشاور مع كل الدول الاعضاء في نص البيان. واستغرق ذلك حتى وقت متأخر عندما وضعت اللمسات الاخيرة على البيان ووافقت كل الدول الاعضاء عليه".