اكد آية الله العظمى السيد علي حسين السيستاني رفضه اي سلطة اجنبية بعد الحرب التي تعرضت لها البلاد، وتمسكه بوحدة المقيمين في العراق ووحدة الاراضي العراقية. ونقل السيد محمد رضا السيستاني عن والده رفضه لأي سلطة اجنبية تحكم العراق مع تشديده على انه لن يتدخل في شكل السلطة الوطنية التي يرتضيها العراقيون لحكم بلادهم. وقال ان والده "لا يتدخل في الصفة التي يختارها العراقيون لإدارة بلدهم، لكنه يرفض أي نوع من أنواع الحكم التي تكون مفروضة من أي قوة اجنبية... وليس لديه أي تعليق على مؤتمر الناصرية ونتائجه". واضاف ان السيستاني يرى ان "قوات التحالف تتحمل المسؤولية الكاملة عن الانفلات الأمني في المناطق العراقية المختلفة، وترك المجال للنهب والسرقة في كل مكان". وقال ل"الحياة"، نيابة عن والده المعتكف في النجف منذ مطلع الاسبوع الماضي، بعد اغتيال السيد عبدالمجيد الخوئي طعنا بالسكاكين امام مركز الإمام علي بن أبي طالب في مدينة النجف، ان اعتكاف والده سببه "وجود مخاطر جدية موجهة الى المراجع الدينية، والى سماحة السيد السيستاني بالذات"، مشيراً الى ان سبب تقاطر وفود الى النجف للاعراب عن دعمها للسيستاني مرده رغبتهم في ابراز مساندتهم وتقديم دعمهم. واكد ان "الهاجس الامني هو الهاجس الاساس" في موقف السيستاني، وان والده الذي يعتبر مرجعاً تقياً يتبع فتاواه عشرات ملايين الشيعة في العالم "لا يريد الامن لنفسه بل لكل الناس ولكل العراق". واضاف "احتجب والدي عن زواره احتجاجاً على الانفلات الامني وما وقع من هتك للحرم الشريف ومن سفك دماء امام المقام المقدس واستخدام الاسلحة فيه". واعتبر ان المرجعية بالنسبة الى والده "تعني السير فوق التحزبات والتكتلات"، وانه "ليس الى جانب طرف ضد طرف". وفي معرض ما قيل عن حماية الجنود الاميركيين لوالده قال "هناك جماعات من الشباب المؤمن الذين تطوعوا للقيام بذلك". وافاد ان ابناء العشائر يواصلون التوافد من الفرات الاوسط ومن الجنوب والشمال وحتى من كركوك لابداء دعمهم وابداء استعدادهم للدفاع صفاً واحداً عن الحوزة العلمة، متحدثاً في الوقت ذاته عن "تعهد العشائر سحب الاسلحة من ايدي الاشرار والمغرضين وتأمين الخدمات للسكان". واكد ان السيستاني "شخصياً بخير ولكن الهاجس الاساس هو امن الناس وامن المدينة المقدسة وحجب الحرمات ووحدة كلمة المسلمين ووحدة كلمة العراقيين ووحدة العراق بجميع طوائفه واعراقه ومذاهبه". واشار الى ان والده يؤكد على "وحدة المسلمين سنة وشيعة" وانه قد وصلته انباء عن "قيام بعض ممن يدعون انهم شيعة في مناطق مختلطة سنية وشيعية بالاعتداء على مساجد السنة، فتحرك ليؤكد على ضرورة عدم التجاوز وحماية ائمة المساجد والعودة عن اي خطأ يرتكب"، منوهاً بأن هذا السلوك "يندرج في اطار النهج الذي سار عليه اية الله السيستاني في مد يد المحبة الى المسلمين السنة والمساهمة في بناء مساجدهم او اعادة تعميرها". وقال ان الامور في وضع متأزم جدا في العراق بعدما استبيحت الممتلكات العامة ونهبت المكتبات واضاف نقلا عن السيستاني ان "العراق للعراقيين"، وان "العراقيين هم الذين يديرون العراق وليس لهم ان يفعلوا ذلك تحت اي سلطة اجنبية". مؤكداً ان "تاريخ علماء الشيعة منذ مطلع القرن الماضي كان الخروج مع اولادهم للقتال ضد الاحتلال البريطاني على رغم انهم كانوا ذاقوا الأمرين من الاحتلال العثماني".