أكدت القيادة العسكرية الاميركية في قطر أمس انه بإمكانها ضخ النفط من الحقول العراقية بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً، أي ثلثي الانتاج العراقي قبل الحرب، في غضون ثمانية اسابيع، لكنها أشارت الى ان استئناف الصادرات يتطلب تحقيق شروط عدة منها اتفاق سياسي على استئناف الصادرات. وتراجعت أسعار النفط أمس نتيجة عوامل عدة، بينما تترقب الاسواق المزيد من المؤشرات من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك قبل اجتماعها يوم الخميس المقبل. قال الكولونيل مايكل مورو مستشار قائد القوات الاميركية الجنرال تومي فرانكس في مقر القيادة المركزية في قطر انه لابد من تحقيق شروط عدة قبل امكان بدء ضخ النفط منها اتفاق سياسي على استئناف الصادرات. وأضاف: "مهمتنا هي اصلاحه وبدء ضخ النفط وان نترك الحكومة العراقية الجديدة تقرر كيف ستتعامل مع الصادرات"، مشيراً الى ان الانتاج سيستأنف باستخدام التكنولوجيا القائمة. وزاد ان من المتوقع ان تصل القدرة الانتاجية من الحقول الشمالية التي لم تصب بأي اضرار في الحرب الى 800 الف برميل خلال اربعة اسابيع، لكنه لفت الى ان الاستعدادات لبدء ضخ النفط قد تستغرق فترة لا تقل عن اسبوعين ولا تزيد على ستة اسابيع. وأوضح انه من المتوقع ان يستأنف انتاج الحقول الجنوبية التي شهدت بعض عمليات التخريب بمعدل 800 الف برميل يومياً في غضون ثمانية اسابيع، لكنه اشار الى ان الاستعدادات قد تكتمل في فترة بين ستة وتسعة اسابيع. وكان العراق ينتج 2.5 مليون برميل يومياً قبل الحرب منها 1.7 مليون برميل من حقول الجنوب و800 الف برميل من حقول الشمال. وتعد تقديرات مورو اكثر تفاؤلاً من التقديرات السابقة التي أشارت الى ان بدء الانتاج قد يستغرق فترة تراوح بين 12 و15 اسبوعاً. وقال مورو ان واشنطن قدرت قبل الحرب ان اعادة تشغيل البنية الاساسية لصناعة النفط في العراق قد تحتاج الى بليون دولار. وأضاف: "كان هذا مبنياً على اسوأ الاحتمالات"، لكنه رفض الحديث عن التقديرات الحالية. وزاد ان عودة عمال النفط العراقيين، البالغ عددهم 55 الف عامل، ضرورية لاستئناف العمليات النفطية، وهي عملية جارية ومن الضروري تأمين بيئة آمنة لعملهم. ولفت الى ان "الانباء السارة" هي ان عمال النفط العراقيين في الشمال لم يغادروا عملهم وان القوات العسكرية التي تضم مهندسين مسؤولين عن اصلاح النفط العراقي ستفتتح مكتباً قريباً من كركوك في 21 الجاري. وبدأت القوات العسكرية التوظيف في حقول الجنوب، التي تشكل 60 في المئة من انتاج النفط العراقي. ولفت مورو الى ان 75 عاملاً عادوا الى عملهم هناك. أسعار النفط أدت التوقعات الاميركية باستئناف انتاج النفط في العراق خلال اسابيع من ناحية وتقديرات بانخفاض امدادات السعودية للاسواق من ناحية اخرى الى استمرار الصعود والهبوط في اسعار النفط. وهبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم حزيران يونيو الى 24.90 دولار للبرميل، من 25.16 دولار للبرميل في نهاية التعامل أول من أمس، لكن النفط عاد وارتفع في الساعات التالية من التعامل الى 25.08 دولار للبرميل. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف على نظام "اكسيس" للتعاملات الالكترونية في بورصة "نايمكس" في نيويورك 14 سنتاً الى 29.15 دولار للبرميل. وذكرت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس الى 25.56 دولار للبرميل من 25.35 دولار يوم الاثنين. وقالت شركة "بترولوجيستكس" الاستشارية النفطية أمس انها عدلت بالخفض تقديراتها لامدادات النفط السعودية في آذار مارس بمقدار 750 الف برميل يومياً الى 8.8 مليون برميل يومياً وتتوقع ان تظل امدادات السعودية دون تغيير هذا الشهر. وكانت الشركة قدرت في وقت سابق امدادات اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم في آذار بمقدار 9.56 مليون برميل يومياً وتخشى "أوبك" ان يؤدي النقص الموسمي في الطلب على النفط في الربع الثاني السنة الجارية الى خفض الاسعار بدرجة أكبر بعد ان فقدت ثلث قيمتها منذ حرب العراق، لكنها تخشى كذلك خفض الامدادات بنسبة كبيرة في الوقت الذي ما زال فيه نفط العراق غائباً عن السوق.