اكدت عشائر موالية للرئيس صدام حسين قدرتها على ايقاع اصابات بقوات التحالف في مناطق الناصرية والشطرة حيث وصلت قوات "مارينز"، فيما قال شيوخ عشائر آخرون دخلوا الى البلاد أخيراً، بعد فترة من وجودهم في المنفى، انهم سيحضون أبناء عشائرهم في مناطق غرب العراق ووسطه وجنوبه، على "مواجهة نظام الرئيس صدام حسين والمشاركة في عملية التغيير"، غير انهم لم يوضحوا اساليب التغيير، ومدى اعتمادهم على عمل عسكري شعبي أو المشاركة مع قوات التحالف. إلا أنهم اكدوا ان "للعشائر الكثير من العناصر داخل مؤسسات الحزب والجيش والدولة وسنعمل معها من أجل الانشقاق عن بغداد". وكان الرئيس صدام حسين وجه أول من امس نداء الى شيوخ العشائر دعاهم الى قتال القوات الغازية "خصوصاً عندما ينتهك حمى قبائلكم وعشائركم وليس العراق فحسب". وقال الشيخ حسين الشعلان، شيخ عشيرة "الخزاعل" في اتصال هاتفي من داخل العراق ان "شيوخ العشائر المعارضين لنظام بغداد كانوا حريصين على الاتصال بعشائرهم في الداخل وانهم كانوا على معرفة بأعمال مواجهة مع مؤسسات الامن وقيادات حزبية تشهدها مناطق عشائرهم". وأوضح الشعلان الذي سمي عضواً في "لجنة التنسيق" التي اختارها مؤتمر المعارضة العراقية في لندن نهاية العالم الماضي ان عمل شيوخ العشائر سيتوجه نحو "أي عمل يختزل الزمن في التغيير"، لافتاً الى محاولات "اقناع عدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين والحزبيين بالانشقاق عن بغداد". وعن جود قوات غازية على الأرض العراقية وكيف سيتعاطى معها أبناء العشائر المعروف عنهم موقفهم المعارض للوجود الاجنبي، قال الشعلان الذي تتوزع عشيرته في منطقة الفرات الأوسط ان "وجود الاجنبي على أرضنا لم نكن سبباً فيه، ولن نكون على اتصال مع قوات التحالف، لكن لن نهاجمها ايضاً ما دامت تحترم وضعنا الاجتماعي والانساني". من جهته أوضح الشيخ حاتم أبو الجون حفيد شعلان أبو الجون الذي قاد ثورة 1920 ضد الاحتلال البريطاني للعراق ان "التحفظات عن الوجود الأجنبي في العراق ستظل ملازمة لأبناء العشائر"، لكنه أوضح ان "المعركة ليست بين العراقيين والاجنبي وانما بين الرئيس صدام واميركا"، مشدداً على ان المرحلة الحالية هي "مرحلة انقاذ الشعب العراقي". وقال أبو الجون، وهو من شيوخ عشيرة الظوالم في السماوة جنوب غربي العراق، ان "الإمتعاض الشعبي من الوجود الاميركي مستبعد في الأيام الأولى، لكنه سيكون حقيقياً طال الوجود الاجنبي وتدخل في صلب الحياة الاجتماعية للعراقيين". ومن العشائر التي كان لها دور في مواجهات مستمرة مع السلطات العراقية في مناطق الناصرية، عشائر حجام التي يقول أحد شيوخها جواد كاظم الريسان ان "العشائر مهمة في تغيير النظام، وهي ضمانة لوحدة العراق عبر تواجدها الجغرافي على امتداد البلاد، وتنوعها المذهبي، لافتاً الى ان في العشيرة الواحدة نجد قسماً يدين بالمذهب السني وقسماً آخر يدين بالمذهب الشيعي، ونجد قسماً يسكن في الشمال وآخر في الوسط والجنوب". معلوم ان مناطق الناصرية وغرب العراق التي شهدت مواجهات عنيفة مع قوات التحالف، تنتشر فيها "عشائر السعدون" الموالية لنظام الرئيس صدام حسين. وفي أعلى هيئة قيادية للبعث الحاكم هناك شخصان من عشيرة السعدون وهما محمد زمام عبدالرزاق وعبدالكريم عبدالباقي السعدون الذي كان تعرض لمحاولة اغتيال في الناصرية العام 1999. مواجهات الشطرة وفي أحدث المواجهات مع القوات الاميركية التي لعب فيها رجال العشائر دوراً، تلك المواجهة التي حصلت في مدينة الشطرة التي وصلت اليها قوات المارينز صباح الأربعاء. ويبدو ان قسماً من عشيرة خفاجة التي يعود اليها عضو القيادة القطرية لحزب البعث صالح عزيز النومان تولت ادارة القتال، وذلك بعد تسليحها بأسلحة مقاومة الدبابات ومدافع الهاون قبل فترة من الحرب. وكانت العشيرة آوت النومان في "الانتفاضة الشعبية" التي اعقبت حرب الخليج الثانية 1991 اثر قيام غاضبين بمهاجمة منزله في الشطرة. وكان صدام حدد الأهداف العسكرية للعشائر في خطابه، قائلاً: "إذا ما توقف العدو هاجموه. واذا ما انتشر ليكون على شكل تشكيل ينفتح للقتال ابتعدوا عنه ولا تلاقوه ككتلة. اذا ما أخذ العدو مأوى ازعجوه وهاجموه في الليل والنهار. استهدفوا العجلات التي تخور على الطرق بعيداً عن المجاميع الكبيرة".