كشفت مصادر مطلعة في إسلام آباد ل"الحياة" أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف يسعى بكل قوة إلى التحاور مع حزب الشعب الباكستاني بزعامة بينظير بوتو المقيمة في المنفى، من أجل قطع الطريق على مخطط أميركي يخشاه وهو استخدام المعارضة في مخطط ضده، خصوصاً أن المصادر الباكستانية رصدت تركيزاً أميركياً وإسرائيلياً أخيراً على امتلاك باكستان قدرات نووية وأسلحة دمار شامل. وأفيد أن الرئيس الباكستاني أوفد جنرالين على مستوى رفيع للقاء مخدوم أمين فهيم ممثل بوتو في إسلام آباد، وذلك من أجل تنسيق المواقف بشأن التعديلات الدستورية التي وضعها وترفضها المعارضة. ولكن فهيم رفض البت بالتعاون ما لم يعود إلى زعيمته بوتو التي تتنقل بين العواصم الغربية وتدعو أميركا إلى إسقاط مشرف والقضاء عليه. ولعل الإشارات الخطيرة التي أرسلتها بوتو قبل أسابيع من داخل الولاياتالمتحدة، دقت ناقوس خطر حقيقي في القيادة العسكرية الباكستانية، حين أكدت في محاضرة لها في أميركا على أن باكستان هي التي زودت كوريا الشمالية معدات تقنية مكنتها من تصنيع القنبلة النووية، الأمر الذي راحت واشنطن تسعى إلى إثباته، فيما تجهد الحكومة الباكستانية لنفيه. وترافق ذلك مع تصريحات مثيرة لوزير الداخلية الباكستاني السابق نصيرالله بابر والمنتمي لحزب الشعب الذي دعا في أميركا إلى اتخاذ إجراء ضد باكستان لكونها "متهمة بدعم الإرهاب وكذلك امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل"، وهو مؤشر خطر بحسب المراقبين الباكستانيين. واستغرب المراقبون أن بابر الذي وقف خلف دعم حركة "طالبان" لدى تأسيسها، أصبح يتهم باكستان بإيواء الإرهابيين. ويبدو أن خطورة التصريحات تأتي في ظل اتهامات أميركية للأجهزة الأمنية الباكستانية بعدم التعاون جدياً مع الأجهزة الأمنية الأميركية في ملاحقة عناصر "القاعدة" و"طالبان" الذين لا يزالون نشطين داخل الأراضي الأفغانية. ولوحظ أن السلطات الأفغانية المتحالفة مع الأميركيين تسعى كلما وقع هجوم على قواعدها داخل أفغانستان، إلى الإشارة إلى أن المهاجمين انطلقوا من مناطق قريبة من الحدود مع باكستان، في ظل تأكيدات متكررة أن "طالبان" تعيد تجميع صفوفها في المناطق الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان.