قفزت تونس الى لائحة المقاصد السياحية التي تتردد عليها سفن الرحلات البحرية في المتوسط، بعدما كان رسو هذه السفن ورحلاتها مقتصر على الموانئ الاوروبية. ومن المنتظر ان تقوم ثلاث سفن ضخمة هي "كوستا ميديتراني" العملاقة التي تحمل على متنها ثلاثة آلاف سائح، و"ليريكا" و"اوروبيان ستار" برحلات اسبوعية الى ميناء حلق الوادي في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس اعتباراً من تموز يوليو المقبل. وتتضمن برامج الرحلات التي تبلغ ذروتها في فصل الصيف زيارة المواقع الاثرية في قرطاج القريبة من حلق الوادي، والقيام بجولة في مدينة تونس القديمة بمساجدها ومدارسها واسواقها وقصورها التاريخية. وتشمل الجولات الضواحي السياحية وفي مقدمها سيدي بوسعيد والمرسى وقمرت حيث تنتشر المقاهي والمطاعم والفنادق على طول الساحل المتوسطي. رحلات اسبوعية وبعدما كانت تونس تستقبل 240 الف زائر في السنة يأتون اليها على متن السفن السياحية يتوقع ان يتضاعف العدد مع الوصول الى اتفاق لتنظيم رحلات اسبوعية تقوم بها السفن الثلاث. ويندرج هذا التطور في اطار السعي الى تنويع المعروض السياحي واستقطاب فئات جديدة من السياح الذين، وان كانوا لا يقيمون في الفنادق الا انهم ينشطون الدورة السياحية في مجالات اخرى. وافادت مصادر سياحية مطلعة انه يجري اعداد دراسة لتطوير صيغة الرحلات البحرية لاستبقاء الزوار في البلد اسبوعاً بدل يوم واحد حالياً، طالما ان السفن تعود الى حلق الوادي في كل اسبوع. وفي هذا السياق يخطط التونسيون لاستثمار ميناءي سوسة وسط وبنزرت شمال في مشروع واسع النطاق لاستقبال السفن الناقلة للسياح، نظراً الى وجود مدن تاريخية ومزارات سياحية ومحميات طبيعية على مقربة من الميناءين. لكن تطوير هذا النشاط السياحي يحتاج خصوصاً الى تعميق الميناءين ليكونا قادرين على استقبال السفن الكبيرة، اذ ان طول "كوستا ميديتراني" على سبيل المثال، يقدر بنحو 300 متر. رحلات عبر المتوسط ويتوقع العاملون في قطاع السياحة والسفر في تونس ان تلعب الرحلات البحرية دوراً مهماً في استقطاب السياح الاوروبيين الذين ينطلقون من اسبانيا وفرنسا وايطاليا واليونان للقيام بجولات تستمر بمعدل متوسط يبلغ اسبوعاً واحداً يجولون خلالها على بلدان عدة ويقطعون احياناً البحر المتوسط من الغرب الى الشرق وبالعكس. الا انهم يقتصرون في اكثر الاوقات على الموانئ الاوروبية لان البنية الاساسية فيها تتيح استقبال سفن كبيرة. وهذا ما حمل التونسيين على التفكير بتحديث البنية الاساسية في مدنهم الساحلية لاستقبال هذا النوع الجديد من السفن. ويخطط التونسيون حالياً لانشاء ارصفة جديدة في ميناء حلق الوادي خاصة باستقبال السفن السياحية قبل الانتقال الى تحديث الموانئ الداخلية.