أكد ريتشارد بيرل المستشار النافذ في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون وأحد مهندسي الغزو الاميركي للعراق ان سورية ستكون هدفاً عسكرياً اذا تبين ان في حوزتها أسلحة دمار شامل عراقية. وفيما قال مسؤولون أميركيون آخرون ان علماء عراقيين مختصين بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية فروا الى دمشق، أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان بلاده لا تؤيد الاتهامات التي توجهها واشنطن الى سورية. وقال بيرل: "سيكون تهريب الأسلحة العراقية الى سورية عملاً بالغ الحمق". وأضاف: "أول إجراء من جانبنا سيكون مطالبة السوريين بإنهاء هذا التهديد وتسليم أي شيء قد يكون في حوزتهم، وفي حال التقاعس عن ذلك فلا اعتقد بأن أحداً يمكنه استبعاد استخدام أي شيء مما نملكه". واتهم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد سورية بإرسال معدات عسكرية الى العراق ووصف دعمها لحكم صدام حسين بأنه "عمل عدائي". وبدأت واشنطن غزو العراق منذ ثلاثة اسابيع للبحث عن أسلحة دمار شامل وتدميرها بما في ذلك أي مواد بيولوجية أو كيماوية. ولم تعثر القوات الغازية حتى الآن على أدلة ملموسة على وجود هذه الأسلحة. لكن بيرل قال انه ليس لديه شك في ان العراق يمتلكها. وقال: "لن نعثر عليها ما لم نجدها بالصدفة والى ان نحقق مع العراقيين الذين يعرفون أين هي". واضاف ان "عمليات التفتيش ربما تسببت في نقل هذه الأسلحة واخفائها بطريقة تقلل من فرصة اكتشافها". وزاد بيرل الذي استقال الشهر الماضي من منصب رئيس مجلس سياسات الدفاع في البنتاغون بسبب ما تردد عن تضارب في المصالح، ان الولاياتالمتحدة لا تجهز قواتها لخوض قتال مع دول اخرى تتهمها واشنطن بتطوير أسلحة للدمار الشامل أو رعاية الارهاب. وأضاف: "الرسالة الى سورية والى ايران والى كوريا الشمالية والى ليبيا يجب ان تكون واضحة". وقال: "اذا لم يكن لدينا بديل فإننا مستعدون لعمل كل ما هو ضروري للدفاع عن الاميركيين وعن آخرين. لكن هذا لا يعني اننا نجهز القوات للعمل العسكري التالي". في لندن، أكد سترو "عدم تأييد بلاده للاتهامات التي يوجهها بعض المسؤولين الاميركيين الى سورية". ولفت في اتصال هاتفي مساء أمس مع وزير الخارجية فاروق الشرع "ان رئيس وزراء بريطانيا توني بلير سيرسل مبعوثاً خاصاً الى دمشق حاملاً رسالة للرئيس بشار الأسد حول حرص الحكومة البريطانية على استمرار الحوار مع سورية لما فيه مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة". وفي هذا الاطار تلقى الشرع أمس اتصالين هاتفيين من وزيري الخارجية الليبي علي عبدالسلام التريكي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية والايراني كمال خرازي تناولا "آخر مستجدات الأوضاع العراقية، وما يشهده شعب العراق الشقيق من الفوضى والانفلات الأمني الذي يهدد الانسان العراقي وممتلكاته ومؤسساته وتحميل قوات الاحتلال المسؤولية في ما آلت اليه الأوضاع وذلك وفق ما نصت عليه اتفاقات جنيف". ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الاميركية قولهم ان عدداً من العلماء العراقيين المختصين بالأسلحة البيولوجية تمكنوا من مغادرة العراق ولجؤوا الى سورية. وأوضحت الصحيفة ان في عداد العلماء الذين تمكنوا من عبور الحدود الى دمشق خبيرتين بارزتين في مجال الأسلحة البيولوجية هما هدى صالح مهدي عماش المعروفة لدى أجهزة الاستخبارات الاميركية باسم "سيدة عصية الجمرة" ورحاب طه المعروفة ب"دكتورة البكتيريا". ونقلت صحيفة "تايمز" عن المسؤولين الاميركيين ان تقارير اجهزة الاستخبارات تؤكد ان إحدى العالمتين على الأقل تمكنت من اللجوء الى العاصمة السورية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين طالباً عدم نشر اسمه للصحيفة المحافظة ان بعض هذه التقارير أشارت ايضاً الى نية بعض الخبراء العراقيين في أسلحة الدمار الشامل اللاجئين الى سورية الذهاب الى فرنسا. وأدرجت عماش العضو البارز في حزب البعث على لائحة القادة العراقيين المطلوبين ال55 التي نشرتها الجمعة القيادة الاميركية الوسطى. أما طه التي حصّلت علومها في بريطانيا فتقود حسب الاميركيين والأبحاث العراقية حول الاستخدام العسكري للجمرة الخبيثة.