تطمح واشنطن عبر سقوط نظام صدام حسين الى ان تجعل العراق واجهة للتغيير في الشرق الاوسط، لكن هذا الهدف ينذر بعلاقات صعبة مع العديد من الدول الاخرى. ويرى خبراء الاستراتيجيا الاميركيون ان تغيير النظام في بغداد ينبغي ان يفسح في المجال لعملية "اعادة ترتيب" في هذه المنطقة، تمزج بين احلال الديموقراطية والتحديث الاجتماعي واستئصال الارهاب ودعم المصالح الاميركية وضمان امن اسرائيل. وبحسب نظرية معروفة بنظرية "الدومينو الديموقراطي" تلقى رواجاً كبيراً لدى الاوساط المحافظة القريبة من البيت الابيض، ستنتقل التغييرات في بغداد كالعدوى الى دول مثل ايران وسورية بحسب هذه الاوساط. واشار نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز ومساعد وزير الخارجية جون بولتون، وهما من المنظرين لتلك العقيدة، الى ان طموحات واشنطن لن تتوقف عند بغداد، وان كان استخدام القوة غير مطروح بالضرورة بالنسبة لدول اخرى. وقال ولفوفيتز احد ابرز "صقور" الادارة الاميركية: "ان دولاً عدة بما فيها سورية ستدرك الرسالة" من الحرب على العراق "وتفهم انه من المستحسن الاتفاق سلماً مع المجموعة الدولية وعدم حيازة اسلحة دمار شامل او استخدام الارهاب كوسيلة سياسية". وجدد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد هذه الانتقادات الاربعاء متهماً دمشق بتسهيل هروب مسؤولين عراقيين وتقديم معدات عسكرية للعراق. وشدد وزير الخارجية كولن باول على ان "هذا لا يعني ان تلك الدول ستواجه حرباً"، طالباً منها ان تدرك ان "العالم يتغير". ويخشى بعض الخبراء ان يؤدي التصميم على "اصلاح" الشرق الاوسط الى مزيد من التوتر والازمات. ويقول جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "كلما تحدثت ادارة بوش عن جعل العراق منطلقا لتعديل الوضع السياسي في الشرق الاوسط، هددت الجيران ضمناً او صراحة". ويرى ان هذه السياسة قد تدفع دولاً مثل ايران الى "محاولة ابقاء وضع سياسي مضطرب في العراق". واعلن باول نهاية العام الماضي، تشكيل صندوق لا تزال قيمته متواضعة 25 مليون دولار "لتشجيع التطور الاجتماعي والسياسي" في الشرق الاوسط. كما وعدت واشنطن بإحياء جهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين فور تعيين رئيس وزراء فلسطيني يتمتع بصلاحيات "توازن" سلطة الرئيس ياسر عرفات. وتأمل واشنطن بأن يؤدي سقوط صدام عبر إزالة أحد الأنظمة الأكثر عداء لاسرائيل الى ايجاد ظروف مواتية لقيام دولة فلسطينية "مسالمة".