حذّر الرئيس حسني مبارك من حرب اهلية في العراق "اذا استمرت الفوضى" ومن "ترك العنان للصدِام بين السنّة والشيعة والأكراد والعشائر" في حين أكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان "لا أساس" للاتهامات الاميركية لدمشق بمساعدة نظام الرئيس صدام حسين، واصفاً اياها بأنها "ادعاءات باطلة". وشدد على ان التهديدات الاميركية تعبّر عن "تيار متعصّب". وتعقد في القاهرة غداً قمة مصرية أردنية تركز على سبل التحرك العربي من اجل المساعدة في تحقيق استتباب الامن في العراق، في وقت اكد وزير الاعلام الاردني محمد العدوان ل"الحياة" استعداد بلاده للمشاركة في "قوات دولية لحفظ السلام في العراق"، ضمن اطار تقرره جامعة الدول العربية. ووصف وزير الخارجية السوري التهديدات التي يطلقها بعض مسؤولي الادارة الاميركية بأنها "مزاعم لا أساس لها الا اذا أرادوا الغاء العلاقة التاريخية والقومية بين الشعبين السوري والعراقي". واكد ان "ما يزعم عن نقل معدات عسكرية واسلحة كلها ناجمة عن ادعاءات باطلة، اساسها عدم اكتشاف اسلحة الدمار الشامل، على رغم احتلال العراق كله من قبل القوات الاميركية". وتساءل: "كيف تتهم سورية بما لم تستطع الولاياتالمتحدة ان تكتشفه في العراق"؟ وكان الشرع يتحدث في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد مساء امس قبل توجهه الى بيروت، علماً انه كان زار القاهرة. وقال الشرع رداً على سؤال عن جدية التهديدات الاميركية لسورية: "هذه التهديدات لا تعبّر عن المسار العام للولايات المتحدة، ولو كانت تعبّر عن التيار العام لأخذناها في شكل جدي، لكننا نعلم ان سورية لها مكانتها على الساحة الدولية والعربية والاسلامية، وحتى في الساحة الاميركية". واستدرك ان تلك التهديدات تعبّر عن "تيار متعصّب لا يرى حتى المصلحة العامة للغرب في منطقة الشرق الاوسط". وزاد ان "سورية كانت دائماً في حوار مع الولاياتالمتحدة، ولم تفكر لحظة في ان تقطع حوارها معها، لأن لها مصلحة ان يسمع صوتها في كل مكان، ولدينا مصلحة في ان تكون لشعب سورية علاقة طيبة مع الشعب الاميركي الذي يضم فئات من مختلف الاجناس". وذكّر بأن وجهتي النظر السورية والفرنسية كانتا تقومان على ان "الحرب خطيرة وستكون لها تداعيات قد تصعب مواجهتها، واليوم تواجه قوات الاحتلال، رغبنا ام لم نرغب، مصاعب ومشاكل كبيرة، ونبهنا الى ذلك مسبقاً". واضاف: "لو كان الهدف تغيير النظام في العراق لما حصلنا على كل هذه المآسي" وتمنى "ألا يكون الهدف تدمير العراق بمؤسساته ووزاراته وبنيته". في القاهرة اعتبر الرئيس مبارك ان "الحرب لم تنته بعد"، مشدداً على ان "العراق لا بد أن يحكمه عراقيون". وحمّل القيادة هناك مسؤولية الحرب، قائلاً ان المسؤولين في بغداد لم يسمعوا نصيحته، ومحذراً من تطور الأحداث الى حرب أهلية. وطالب قوات "التحالف" بالاضطلاع بمسؤولية الأمن، محذراً من "ترك العنان للصدِام بين السنة والشيعة والأكراد والعشائر". وقال رداً على سؤال خلال لقائه قياديي الحزب الوطني الحاكم، ان اتفاق الدفاع العربي المشترك "يفتقد كل الأركان... ولم تحدث يوماً أي تدريبات عسكرية مشتركة". وفي عمان أبدى وزير الاعلام محمد العدوان أمس استعداد بلاده للمشاركة في "قوات دولية لحفظ السلام في العراق، ضمن اطار تقرره الجامعة العربية". وقال ل"الحياة" ان الملك عبدالله الثاني "أجرى اتصالات مع أطراف عربية ودولية، للبحث في سبل وضع حد للفوضى الأمنية التي يعيشها العراق". وأوضح ان "الأردن لن يتوانى عن تقديم العون والمساعدة للشعب العراقي، سواء من خلال توصيل المساعدات الانسانية، أو من خلال إرسال قوات لحفظ السلام إذا لزم الأمر، في حال كانت هناك مطالب دولية بهذا الصدد". لكنه أشار الى أن عمان "لا تحبذ أن تتصرف على نحو فردي، وتتطلع الى تحرك تقوده الجامعة العربية بالتنسيق مع الأممالمتحدة لضمان الأمن والسلام في العراق". وشدد على أن "الأردن الذي سيتعامل مع أي إدارة انتقالية في بغداد، بالمقدار الذي يخدم مصلحة الشعب العراقي، يرى أن الأولوية الآن هي لإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد، ووضع حد لحال الفوضى التي طاولت ثروة العراق الثقافية والتاريخية". وزاد ان بلاده "تتعامل مع العراق كدولة عربية شقيقة تتجاور معها في الحدود" التي باتت منذ الأربعاء الماضي تحت سيطرة وحدات من الجيش الأميركي.