أعلن الجيش التركي امس دعمه سياسة حكومة عبدالله غل ازاء الأزمة العراقية، خصوصاً السماح بنشر 62 ألف جندي اميركي في الأراضي التركية، تمهيداً لفتح جبهة شمالية في العراق. وكان البرلمان التركي رفض مذكرة من حكومة غل للسماح بالانتشار العسكري الأميركي. وصرح رئيس الأركان التركي حلمي اوزكوك بأن وضع بلاده سيكون أفضل إذا شاركت في الحرب على العراق، وليس اذا بقت خارجها، معتبراً ان فتح جبهة ثانية ضد العراق من تركيا، سيقصر فترة الحرب. وتابع في تصريحات اذاعها التلفزيون: "وجهة نظر القوات المسلحة التركية هي وجهة نظر الحكومة، والتي عبرت عنها في الطلب الذي قدمته الى البرلمان". وفي بيان علني نادر، قال اوزكوك للصحافيين: "سيقصر أمد الحرب اذا فتحت جبهة ثانية في الشمال". ولمحت حكومة غل الى انها ستقدم طلباً ثانياً الى البرلمان، بعدما رفض مطلع الاسبوع طلبها الأول، في تحرك فاجأ الولاياتالمتحدة حليفة تركيا في الحلف الاطلسي، وعرقل خططاً عسكرية لشن حرب على العراق. ولم يخرج الاجتماع الذي عقده الاسبوع الماضي مجلس الأمن القومي التركي، حيث اعتاد جنرالات الجيش تقديم "النصيحة" الى رجال السياسية، بتأييد قوي لنشر القوات الاميركية في الأراضي التركية، ما أثار تكهنات في شأن تأييد الجيش الذي يتمتع بنفوذ قوي، طلب الحكومة. ورحبت الأسواق التركية بتصريحات اوزكوك، بعدما أدى موقف البرلمان الى انخفاض كبير في أسعار الليرة والأسهم والسندات. ولم تكشف الحكومة بعد جدولها الزمني في تقديم الطلب الثاني للبرلمان، لكن نواباً من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم قالوا ان ذلك غير مرجح قبل الانتخابات الفرعية التي تجرى الأحد المقبل. واعتبر اوزكوك ان تركيا ستتضرر من الحرب، سواء شاركت فيها أم لم تشارك، وان فرصتها لتحجيم الخسائر ستكون أفضل اذا تحالفت مع الولاياتالمتحدة التي تعرض عليها في المقابل مساعدات وصلت قيمتها الى 30 بليون دولار. وقال اوزكوك: "سنتضرر بالمقدار ذاته اذا لم نشارك في الحرب، لكننا في هذه الحال لن نحصل على تعويضات بعد الحرب". واعتبر ان انقرة أمام خيارين: السيئ والأسوأ. وسيدعم تأييد الجيش موقف رجب طيب اردوغان زعيم الحزب الحاكم الذي يواجه انقساماً على هذه القضية. ويتوقع ان يركز الطلب الثاني الذي تقدمه الحكومة الى البرلمان على ضرورة نشر قوات تركية ضخمة في شمال العراق الخاضع للأكراد.