حرص الرئيس جاك شيراك، في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها حالياً للجزائر، على أن يعلن أمام البرلمان بغرفتيه التوقيع قريباً على معاهدة صداقة بين الجانبين تكرس دفن العداوات القديمة وتفتح باب التعاون الوثيق، داعياً إلى "حلف جزائري - فرنسي جديد". كما حرص أن يعلن أنه لا يرى أي مبرر لقرار دولي جديد في شأن العراق، كما أن نهج الحرب ليس ضرورياً لنزع أسلحته. راجع ص2 و7 وقال شيراك في مؤتمر صحافي إن تعاون العراق الحالي مرتبط بأهمية نتائج الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة "ومن هذا المنطلق، فإن الأميركيين توصلوا إلى تحقيق الهدف المنشود. ولا يبدو اليوم أن نهج الحرب ضروري للوصول إلى نزع التسلح في العراق". وأكد أن القرار الدولي الرقم 1441 ينص على نزع أسلحة الدمار الشامل "وليس هناك أي مبرر لتغيير مضمون القرار"، مكرراً التحذير من "أن الحرب لها نتائج كارثية وينبغي دائماً ايجاد وسيلة لتجنبها". إلى ذلك، استبعد مصدر فرنسي رفيع في الجزائر، تحدث إلى "الحياة"، ان تؤدي الضغوط الأميركية إلى تغيير موقف الدول الافريقية والدول الأخرى المعارضة في مجلس الأمن للقرار الثاني الذي تريد واشنطن وبريطانيا التصويت عليه ليتيح استخدام القوة ضد العراق. وقال المصدر إن الدول التي سبقت وأكدت لفرنسا موقفها الرافض للحرب وللقرار الثاني، أي الكاميرون وغينيا وأنغولا والمكسيك، لن تغير موقفها من رفض مبدأ القرار الثاني. وتوقع المصدر عدم حصول مشروع القرار الأميركي - البريطاني على الأصوات التسعة المطلوبة للمصادقة عليه. وذكر مصدر ديبلوماسي غربي ل"الحياة" أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول أوضح لسفراء المنطقة خلال اجتماع أخيراً في واشنطن، ان الرئيس جورج بوش عازم بالتأكيد، وخلال أسابيع، نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق سواء كان في اطار مجلس الأمن أو في إطار حلف دولي. ووصف شيراك، في مؤتمره الصحافي، زيارته للجزائر بأنها "زيارة مصالحة وإعادة تأسيس ولقاء بين شعبين وتعاقد تضامني من أجل مستقبل البلدين". وسُئل عن احتمال دور فرنسي في المصالحة بين المغرب والجزائر، فأجاب ان الاندماج بمعناه السياسي هو الطريق الطبيعي لدول المغرب مثلما هو لدول أوروبا. وتمنى أن يتعزز ذلك، إلا أنه قال إن فرنسا "لا تتدخل في شؤون دولتين صديقتين"، وانه رأى لديهما رغبة مشتركة لتحسين الحوار بينهما.