بيروت - "الحياة" - كلفت الفصائل الفلسطينية والمجموعات الإسلامية المختلفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان، مساء امس، لجنة متابعة تتمثل فيها التنظيمات كافة بإيجاد الصيغة المناسبة لتنفيذ اقتراح بإخراج عناصر "مجموعة الضنية" اللبنانيين من المخيم والذين كانت حركة "فتح" أصرت على تسليمهم بعد الاشتباك الذي وقع اول من امس وأدى الى مقتل عنصر من "فتح" وآخر منهم وجرح ستة آخرين راجع ص7. وتشكلت لجنة المتابعة في لقاء عقد مساء امس، اثر اجتماعات عدة تلاحقت طوال النهار، في مكتب المسؤول في حركة "فتح" العقيد منير المقدح، في حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية كافة والمجموعات الإسلامية واللجان الشعبية. وقال المقدح ل"الحياة" ان الأجواء كانت ايجابية وانتهت الى حلحلة، فيما اوضح امين سر اللجان الشعبية في المخيم عبد مقدح انه اتفق على سحب المسلحين وإلغاء حالات الاستنفار في المخيم وكلفت لجنة متابعة، ستأخذ الوقت اللازم لإيجاد المخرج، في ما يتعلق ب"مجموعة الضنية". وأكد وجود وفاق فلسطيني على إنهاء ذيول اشتباك اول من امس والانصراف الى دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، والتعاطي بإيجابية مع السلطات اللبنانية المضيفة. وكانت حركة "حماس" اقترحت حلاً وسطاً لمعالجة الوضع المتوتر في المخيم يقضي بأن تسعى المجموعات الإسلامية المتعددة في المخيم الى إخراج مقاتلي "مجموعة الضنية" التي أنتج اشتباكها اول من امس مع "فتح" و"الكفاح المسلح الفلسطيني" وضعاً قابلاً للانفجار في اي لحظة. وكانت "فتح" هددت باستخدام القوة لإلقاء القبض على مجموعة الضنية. وأدى التوتر نهار امس الى استنفار واسع نتيجة اشاعة عن وفاة احد جرحى الاشتباك الذي وقع اول من امس، وهو من الكفاح المسلح الفلسطيني التابع لقيادة منظمة التحرير، لكن سرعان ما تبين عدم صحتها. وفي ظل التوتر تلاحقت الاجتماعات من اجل ايجاد مخرج لمسألة "مجموعة الضنية" ابرزها اجتماع قوى التحالف الفلسطيني في مكتب منظمة "الصاعقة" التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي الموالي لسورية، في حضور التنظيمات المنضوية في التحالف وهي "القيادة العامة" و"فتح - المجلس الثوري" اضافة الى الجبهتين الشعبية والديموقراطية و"حماس" وبعض التنظيمات الإسلامية. ولم تحضر "فتح" و"عصبة الأنصار" الإسلامية المتشددة التي كانت رفعت الحماية عن مجموعة الضنية. وسعياً الى تنفيذ اقتراح "حماس" كلف بعض الحاضرين لقاء "المجموعات الإسلامية" لجس نبضها عن مدى استعدادها لإقناع "مجموعة الضنية" بالخروج كلياً من المخيم، في مقابل ضمان التهدئة الكاملة من الجانب الآخر وخصوصاً "فتح". وفيما عقدت "فتح" اجتماعاً لقيادتها العسكرية لم تتسرب منه تفاصيل، التقى امين سر اللجان الشعبية في المخيم عبد مقدح ابو بسام وممثلون لقوى التحالف الفلسطيني و"الديموقراطية" و"الشعبية" ممثلي المجموعات الإسلامية بينهم رئيس "الحركة الإسلامية المجاهدة"، الشيخ جمال الخطاب، الناطق باسم "عصبة الأنصار" ابو الشريف وأحد مشايخ المخيم يوسف طحيبش ومسؤول تنظيم "انصار الله" ماهر عويد وهو تنظيم جديد انشق عن "فتح" وممثل "حماس" ابو احمد الفضل وممثل "الجهاد الإسلامي" لعرض اقتراح "حماس" على هؤلاء. وقالت مصادر المجتمعين ان هدف "حماس" من الاقتراح ضمان عودة الهدوء الى المخيم. وأدى التوتر الى شكوى بعض المجموعات الإسلامية من ان "فتح" تحضر لهجوم عسكري على "مجموعة الضنية" تجرى دراسته في قيادتها في مخيم الرشيدية. وأجريت اتصالات من قوى التحالف الفلسطيني ب"فتح" لضمان التهدئة، فيما قالت مصادر التحالف ل"الحياة" ان العدد المتبقي من اللبنانيين من "مجموعة الضنية" خمسة عناصر، لأن بعضهم هرب بعد تسليم القوى الإسلامية قاتل 3 عناصر من الجيش اللبناني الشهر الماضي ويدعى "أبو عبيدة". وذكرت هذه المصادر ان استمرار التوتر بين المجموعة و"فتح" حال دون هرب الآخرين. وذكرت مصادر في المخيم ل"الحياة" ان "فتح"، او المجموعات الإسلامية لا تستطيع وحدها حسم الوضع في شكل لا يمكن الجزم بالمرجعية داخله، بدليل المخاوف المتبادلة لدى كل فريق في حسم قضية "مجموعة الضنية" المتحصنة في حي "الطوارئ" المكتظ. وعكس السجال حول سبل اخراج المجموعة تنافساً على المرجعية، وهو ما يفسر دخول قوى التحالف الفلسطيني الحليفة لسورية على الخط وتولي "حماس" اقتراح اخراج عناصر المجموعة بدلاً من استسلامهم او تسليمهم.