وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    دور التحول الرقمي في مجال الموارد البشرية في تحقيق رؤية المملكة 2030    منتدى الاستثمار الرياضي في أبريل    الابتسام يتصدر ممتاز الطائرة    وزير التخطيط والتعاون الدولي: المشاريع السعودية تسهم في تحسين الخدمات باليمن    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    موافقة خادم الحرمين الشريفين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    الخريجي وسفير أمريكا لدى المملكة يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    تعيين الشثري رئيساً تنفيذياً لهيئة المنافسة    إحباط 3 محاولات لتهريب أكثر من 645 ألف حبة محظورة وكمية من مادة «الشبو»    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير مستشفى متخصص لعلاج الإدمان    المملكة تدين القصف الإسرائيلي على مدرسة أبوعاصي في غزة    وزير الصحة: 10 % نموي سنوي لقطاع الأدوية بالمملكة    مشاركة عربية قياسية محتملة في أمم أفريقيا 2025 وغياب غانا والرأس الأخضر أبرز المفاجآت    أكثر من 6 ملايين عملية إلكترونية عبر «أبشر» في أكتوبر 2024    تدشين 3 عيادات تخصصية جديدة في مستشفى إرادة والصحة النفسية بالقصيم    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    مقتل المسؤول الإعلامي في حزب الله اللبناني محمد عفيف في قصف إسرائيلي على بيروت    انتظام اكثر من 389 ألف طالب وطالبة في مدراس تعليم جازان    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد السعودية في الاجتماع البرلماني بدورته ال 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في باكو    "سعود الطبية" تستقبل 750 طفلاً خديجًا خلال 2024م    "وزارة السياحة": نسبة إشغال الفنادق في الرياض تجاوزت 95%    نمو سجلات الشركات 68% خلال 20 شهراً منذ سريان نظام الشركات الجديد    "دار وإعمار" تختتم مشاركتها في "سيتي سكيب جلوبال" بتوقيعها اتفاقياتٍ تمويليةٍ وسط إقبالٍ واسعٍ على جناحها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية (GCAT)    "الأرصاد"سماء صحو إلى غائمة على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    المكسيكي «زوردو» يوحّد ألقاب الملاكمة للوزن الثقيل المتوسط لWBO وWBA    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    «الطاقة»: السعودية تؤكد دعمها لمستقبل «المستدامة»    بيولي ينتظر الدوليين قبل موقعة القادسية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    الإستشراق والنص الشرعي    المتشدقون المتفيهقون    تجاوز الدحيل القطري.. الخليج ينفرد بصدارة الثانية في «آسيوية اليد»    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    ألوان الأرصفة ودلالاتها    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عبدة الشيطان" في ألف إشاعة وإشاعة ... يروي اللبنانيون بواسطتها ما يشكل عليهم فهمه وعلاجه من أحوال أولادهم . نواة الأخبار المزعومة ... ثقافة الحداثة الفتية ومشهد خطف سينمائي بائد 1 من 2
نشر في الحياة يوم 31 - 03 - 2003

طوال أربعة أسابيع، لم تنته بعد، سرت في أنحاء لبنان وتنقلت بين طرابلس شمالاً وصور وصيدا جنوباً، وبيروت وبعض جبل لبنان وسطاً، شائعات كثيرة تشترك في نواة يوحدها إسم "عبدة الشيطان". وتزعم النواة هذه أن في لبنان دعاة، شباناً وشابات، يدعون الى طريق "الشيطان"، بدل الدعوة الى طريق إله ديانات التوحيد. ويعبد الدعاة شيطانهم بواسطة موسيقى صاخبة وراقصة تؤدي الى تلاشي الوعي وبلوغ ذروة اللذة والمتعة الجنسيتين، ومن طريق تناول حبوب مخدرة "الاكستازي" والحقن بالإبر" وبعض هذه ينقل "السيدا" "الإيدز" أو يرمي في الغيبوبة، فيسهل على مريدي الفرقة الشيطانية استخراج قلوب الضحايا في مراحيض مراكز تجارية معروفة وكبيرة، وأمام المرايا. ويعرف المريدون بعضهم بعضاً بوشوم الحيوانات، وخصوصاً العجول والخراف، على الذراعين والصدر والكتفين والظهر، وتدلية قلائد الحديد والعاج من الرقاب. و"الانترنت" وسيلتهم الأثيرة للمحادثة، والمواعدة، واللقاء سراً من غير تخفٍ. ويقيمون الطقوس والشعائر الدينية المسيحية أي القداديس و"الذبائح الإلهية"، مقلوبة ومحرفة، في الحجرات المغلقة والسفلية الواطئة، المطلية الجدران بالدهانات السوداء والحمراء القاتمة، أو بين المقابر في الجبانات.
وقد يمزقون الكتب المقدسة، وينبشون القبور، ويستخرجون الجماجم. وقد يقتلون المراهقين والمراهقات، وقلة من السيدات، في مراحيض مراكز تجارية كبيرة يستدرجون ضحاياهم إليها، ويشقون صدورهم أمام المرآة، ويخرجون قلوبهم، ويجمعون دماءهم في أوانٍ قيل أن بعضها عثر عليه في براد واحدة منهم. وقد يخطفون ضحاياهم، وينذرونهم بالويل إن لم يعبدوا، مثلهم، شيطانهم، ويردونهم الى أهلهم ليرووا ما رأوا ويعتبروا به. وينتهي القتلى المفترضون والمزعومون إما أيادي وأذرعاً وأقداماً ورؤوساً في البرادات، أو دماءً تشرب في الشعائر المقلوبة أو تسفح. ويدعو المريدون الراشدون من يقع عليه أو عليها اختيارهم الى بيوتهم، ويحاولون الإيقاع به أو بها بدس المخدر في شراب بريء يزعمون تناوله مع ضيفهم.
وذهبت شائعات الى تسمية بعض "كهنة" الدعوة المزعومة و"شيوخها". وأولهم، وعلى رأسهم، إمرأة شابة هي السيدة ماريان خلاط. وهي عرفت وشاع اسمها ووجهها من طريق برنامج "ألعاب" غنائي وراقص متلفز، "يا ليل يا عين"، تولت، وزميلاً لها، "إحياءه"، وبثته محطتا "الشبكة اللبنانية للإرسال" إل. بي. سي المحلية والفضائية، مساء يوم الجمعة، طوال ثلاثة أعوام تامة. فروت شائعات أن السيدة الشابة قتلت، وأكل أصحابها قلبها وشربوا دمها. وروت شائعات أخرى أنهم حلقوا شعرها الغزير والجعد، فاضطرت الى التخفي. وقيل أن مغنياً تلفزيونياً، يوري مرقدي - عرف بأغنيتين مسجلتين على شريطي فيديو تظهرانه بنظارتين زهريتي الإطار، وشعر مصطنع الشقرة ومنتصب - هو من "العبدة" المرموقين. ودعي الإثنان، السيدة خلاط والسيد مرقدي، ضيفين على برنامج متلفز، مساء الخميس في 13 آذار مارس الجاري، مع وزير الداخلية والمدعي العام التمييزي، وآخرين، فأنكرا التهمة، وأثبتت السيدة أنها لم تُقتل ولم يجز شعرها. ودفع مغني "عربي أنا" و"أمي عربية" التعبد المزعوم بقوله انه متزوج، ويربي ولداً، فلا يعقل أن يتبع غواية الشيطان.
ثلاث حوادث... التقت
وعلى ما هو ظاهر، تمزج "الأخبار" التي راجت في دوائر متفرقة معاني وصوراً ونتفاً من هذه وتلك مختلفة ومتنافرة. وتتكرر في الروايات المتناقلة والمتكاثرة كالفطر لازمات متواترة أولها الفتاة المراهقة. وهي مطية الدعوة الشيطانية، وغايتها وضحيتها معاً. وتتفرع عن الأصل الشيطاني الأنثوي هذا موضوعات المرض الجنسي المميت، والمخدر الخفي، والدم الفاسد، والأعضاء المقطعة، واللقاءات المهلكة، والمواضع الموبوءة والخطرة، والشعائر المقلوبة. والترتيب على أصل وفروع، وهو تقريبي وأولي، قد يتستر على فوضى الشائعات، والتفاف أغصانها وأجزائها، وكبكبتها على نحو تضيع معه رسومها.
ولعل هذا نتيجة من نتائج صدور الشائعات عن جماعات وأوساط ومواضع متفرقة، واختلاط "الأخبار" الشفهية والروايات المنقولة "فماً الى أذن"، أي سماعاً، بما دأبت الشاشات التلفزونية والصحف على نشره من تحقيقات مصورة وتصريحات وأقوال و"اعترافات". فعلى رسم "الشيطان" ومثاله، وعلى رسم غوايته وتضليله وتلبيسه أي إلباسه الباطن الخبيث لباساً خادعاً ومثالها، خرجت الشائعات من كل حدب وصوب اجتماعيين وثقافيين وجغرافيين. وفي أحيان كثيرة ولدت شائعات، وراجت في دائرة ضيقة من الأصحاب، وماتت وتبددت من غير أن تخلف أثراً. وفي أحيان أخرى ارتجلت شلة من الفتيان أو الفتيات "خبراً". فإذا قيض له سامع "محدث"، سائق سيارة عمومية أو مذيع أو مذيعة إذاعة أو متصل "على الهواء" أو محرر صحيفة، دخل في جملة المرويات و"الأحاديث" المستقرة لأيام قليلة.
وتولت أجهزة الدولة القضائية والأمنية، وهيئات المجتمع الأهلي الدينية المذهبية، دوراً بارزاً في إشاعة "الأخبار" أو قبضها والتضييق عليها. فالاستنابات، والتوقيف والتحقيق اللذان ترتبا عليها، ثبَّتت أجزاء من الشائعات، وأبرزتها وبلورتها وعظمت شيوعها، على رغم إفضاء الاستنابات هذه كلها الى إخلاء سبيل غير مشروط، ومآلها الى قبض ريح. وترددت أصداء الأفعال القضائية والأمنية على شاشات الشبكات التلفزيونية، وفي الصحف. وعلى خلاف تحفظ الأجهزة الحكومية، أفرط بعض الهيئات الدينية المذهبية في التنديد والطعن، وفي الاستعارة والكناية والتورية. فمزجت البيانات والأقوال مسائل بعيدة برزت من مواضع أخرى من الحياة العامة، ب"الشيطان" وتدليسه وتلبيسه و"عبادته" المزعومة.
وفي الأثناء، أي بين منتصف شهر شباط فبراير وبين منتصف الشهر الذي يليه، على وجه التقريب، ولدت وتبددت وتشابكت نتف روايات لا تحصى. ومعظمها لم يصل إلا أقله الى الصحف وشبكات التلفزيون، والى القضاء وقوات الأمن. وبعضها أخرجته عناوين صحافة سياسية "شعبية" مخرج الحقائق المدوية، وإن ألبسته متون الأخبار لباس الاستفهام. فقام "اختفاء" فلانة، أو تهرب فلان من الناس "المنظورين، من إجابة اتصال هاتفي، مقام القرينة شبه الثابتة على تورطٍ روت الشائعة، أو كتلة من كتلها، ملابساته الدقيقة.
فلا مناص، والحال هذه، من تعقب أثر من الآثار الكثيرة، والاستدلال به على أحوال الشائعات، هو الأثر الصحافي، التلفزيوني والمكتوب، وتقديمه على الآثار الأخرى، ولا سيما ما تيسر سماعه من الشائعات المتداولة في أوساط قريبة.
ففي يوم واحد، هو الاثنين في 24 شباط، التقت ثلاث حوادث متفرقة ربطت الصحف بينها في اليوم التالي، وردتها الى مصدر واحد. والحادثة الأولى، المأساوية، هي إقدام شاب في العشرين من العمر، سامر أ. ش.، على قتل نفسه شنقاً في بيت أسرته ببرج البراجنة، إحدى ضواحي جنوب بيروت. ونُسب الشاب المنتحر الى "قافلة" من أمثاله، "انضموا" بدورهم، من طريق الموسيقى والتوسل بها الى ارتقاء درجات المتعة والنشوة، الى "المجموعات الكثيرة من الشبان والشابات التي تسامت نفوسهم والتحقوا بالنيرفانا" "النهار"، في 25 شباط. ويصف محرر الخبر الحادثة بأنها جزء من "ظاهرة عبدة الشيطان"، وينقل عن آمر فصيلة برج البراجنة ودركها ان الظاهرة هذه "تنتشر في المجتمع بشكل يسابق انتشار الأوبئة المخيفة". ويحقق خبرَ "الانتشار" ويؤكده توقيفُ "أكثر من موقوف على ذمة القضية".
وفي 25 نفسه، نقلت الصحف اليومية المحلية، "البيروتية"، عن وكالة أخبار محلية نقلت، بدورها، عن محطة تلفزيونية أو العكس: نقلت المحطة التلفزيونية عن وكالة الأخبار رواية خطف عائشة الكوني، وهي فتاة في الحادية عشرة أو الثانية عشرة، تقيم بطرابلس مع والديها، حين نزولها من حافلة المدرسة عائدة الى بيتها في الميناء، الحارة الساحلية من طرابلس. وقالت الفتاة أن امرأتين أقلتاها قسراً في سيارتهما، قبل أسبوع من رواية الحادثة أي في 17 شباط أو قبل نيف وأسبوعين أي في 8 منه، وأدخلتاها منزلاً رأت فيه أو تعرفت "شعائرَ لعبدة الشيطان الى جانب صلبان وتماثيل مخيفة"، و"صورة كبيرة مخيفة للشيطان، كتب تحتها بالحرف اللاتيني "عبدة الشيطان" على نحو ما تلفظ بالعربية اللبنانية والفتية "عبادين شيطان" من غير لام التعريف والإضافة.
وبثت محطة "تلفزيون الجديد" رواية عائشة في "تحقيق" من حلقتين، تناولتا "الظاهرة" و"وقائعها" الطرابلسية. ومن "الوقائع" أطفال ذبحوا وجثثهم. ولم يحرك النائب العام الاستئنافي في محافظة الشمال وطرابلس عاصمتها ساكناً حين بث الحلقتين - إذا ثبت أن التلفزة سبقت الوكالة، فرواية "النهار" في 25، تتنقل بين تقديم وتأخير -. فلما نقلت الوكالة الخبر، في 24 منه، أمر النائب العام، "فور نشره"، "بإجراء تحقيق دقيق" في الأمر. وفي اليوم نفسه، أي 24 شباط، طلب النائب العام التمييزي الى النائب العام الاستئنافي في الشمال "التوسع في التحقيق في قضية عبدة الشيطان" بالشمال، ووجه كتاباً الى "تلفزيون الجديد" بإيداعه نسخة من الحلقتين التلفزيونيتين "المستقبل" في 25 شباط. والتحرك القضائي هو الحادثة الثالثة.
والأرجح على الظن أن الصحافة المرئية والمكتوبة، جمعت في بؤرة واحدة ما كان متفرقاً روايات وهمساً وظنوناً وأهومة، وحملت القضاء والإدارة محافظ الشمال على إدخال "الحوادث" المتفرقة تحت اسم واحد هو "العبدة" أو "العبادين" المزعومين. ولا ريب في أن قتل سامر أ.ش. نفسه، وحمل هذا القتل على شعائر الفرقة المفترضة، أثقل الصور المتلفزة، والكلمات المكتوبة، والمرويات الشفهية، بما يزن حياة وموتاً ولا يقتصر على المخاوف والرغبات. فأخرج موت الشاب ما كان يدب ويتململ في الظل، وفي الصدور والقلوب، الى العلانية.
فحل الخبر، وتأويله العجول، الألسنة من عقالها، وأطلقها. وكان لخبر موت الشاب أثر ارتجاعي، على ما يُستدل من فرق الزمن بين "حادثة" خطف عائشة وبين روايتها وإذاعتها الصحافيين. فالخطف المزعوم - وهو لم يثبت شيء منه على رغم تصديق والد الفتاة، واحتجاجه بعد عودته من أداء الحج في الأثناء "الحياة" في 11 آذار/مارس، ص 17 - "وقع"، بحسب راويته، إما في 17 شباط، على مذهب صحيفة "النهار"، أو في 8 منه، على مذهب صحيفة "المستقبل". وكتبت الصحيفة الأولى ان الأجهزة الأمنية الطرابلسية حققت في الرواية "منذ أسبوع"، أي يوم الحادثة المفترضة، "من دون أن يتوصل التحقيق الى أي دليل". ولكن سبق الحادثة والتحقيق أسبوعاً لم يحمل الصحيفة، يومها، ولا حمل زميلة من زميلاتها البيروتيات - وهي الصحافة المقروءة فعلاً -، ولا وكالات الأخبار، على إعلان الخبر ونشره. فبقيت الرواية "كامنة"، على قول أحد أوائل دارسي الشائعات ومتناوليها على وجه التظاهرة الإجتماعية في 1969، أو في طور الكمون، على شاكلة المرض قبل فشوه.
رابطة أثيرية
فكأن موت الشاب طوعاً نفخ فيما كان سائراً الى الركود والرسوب والنسيان، وبعث القول والتخييل فيه وحركهما. فاستعادت الصحافتان، ومعهما القضاء والمراتب الأمنية، وجوه الشبه في حوادث ووقائع قريبة وبعيدة، وسلكتها في سلك واحد ومتصل، خيطه وناظمه "عبدة الشيطان". ولم يكن ذلك ليكون وينجح، أي يؤتي ثماره على صورة انتشار الشائعات وتناسلها بعضها من بعض، لو لم يصادف قبولاً وموقعاً، أو مواقع في جماعات لبنانية متفرقة، لكل جماعة منها غرض وحال. فتذرعت الجماعات بالنافذة التي فتحتها الحادثة، في هذا الوقت، وصرّفت على معنى تصريف الأفعال بعض أسئلتها ومخاوفها ومطاليبها، المتباينة والمتناقضة، من غير التورط في مناقشة أو تطارح علنيين وجليين.
وعلى هذا جاء الانتحار مجيء المثبّت القوي والمحقق الجدي لما انطوت عليه رواية الخطف وآذنت به على نحو "اللعب" والمسرحة والصورة. ولكن التثبيت والتحقيق هذين اقتضيا الوصل بين عناصر ومعانٍ متفرقة، ودمجها في معنى واحد. وهذا ما تولته رواية بعض الصحف على عجلة لافتة. فالشاب العشريني، على زعم إحدى الروايات الصحافية، "شنق نفسه داخل حمام منزله". وبعض جيران عائلة الشاب، وهم شهود عدول وأول شرائط "العدالة" هي الوجود، على خلاف "شهود" من غير تعيين بعض الجيران، يقولون انه كان، حين شنق نفسه، في حجرة نوم يشاركه فيها شقيقه "الحياة"، العدد نفسه. والإثنان ينامان في سريرين على طبقتين تعلو الواحدة، حيث كان سامر ينام، الأخرى.
والحق أن الرواية "الشيطانية" تحتاج، في سبيل استوائها على هذه الصفة واستحقاقها لها، الى "الحمام". ف"الشيطان الهوليوودي يظهر لمريديه في الحمام ومرآته". وتخرج أوامره بقتل طفل رضيع أو حرق مدرسة من مرآة الحمام نفسه. ومن وجه ثان، لا يتسنى الإيحاء بأن الشاب، حين زلت به القدم وقضى، كان "يشنق نفسه نصف شنقة عند ممارسته ملذاته"، كناية عن الاستمناء، وعملاً ب"ممارسة الجنس المترافق مع أشكال التعذيب الجسدي"، قبل أن يحمل المحرر استدلاله المسترسل "على الأرجح". وهذا يقتضي، عملياً وعادة، الحمام. وهو يقتضي الحمام، كذلك، ليتم منطق التخييل، ويصح استدعاء الصورةِ الصورةَ، واستجابةُ المعنى المعنى. فالغرابة الشيطانية تجمع النقائض، كل نقيضتين معاً: "السعادة الأبدية" و"اللذة الآنية"، "التسامي" الروحاني و"الجنس" الوضيع، خفة التحليق والشنق وجه من وجوهه، والوطواط من استعاراته وثقل الجاذبية، الفضاء المشرَّع ودائرة القلادة المنطوية على شعيرات. والحمام، على هذا، عقدة "نقائض" ومفترقها: فهو يجمع النظافة الى القذارة، والطهارة الى النجاسة، وهو آخر الفضاء وأول باطن الأرض" ومنه يتصل باطن البدن ب"أمعاء" الأرض وسراديبها وأقنيتها" وهو جزء من البيت ومنزل العائلة ولكنه "بيت خلاء"، أي برية، ومحل اختلاء الواحد بنفسه وب"شيطانه" أو "شياطينه" الأمّارة بالسوء والشر.
وتحتاج الرواية "الشيطانية" الى الأثير. و"النيرفانا" - أو المرتبة الذهنية والشعورية التي تتكشف الحوادث والأشياء عندها عن استوائها واحداً فلا تدعو الى الانفعال والهوى والمفاضلة - هي التمثيل المعنوي على الأثير. والتمثيل المادي عليه هو "الانترنت"، ناقل الأشرطة السينمائية، والأشرطة الغنائية، والأقراص المدمجة، و"الإرشادات". وعلى المثال المزدوج هذا تنتشر "ظاهرة عبدة الشيطان... انتشار الأوبئة المخيفة"، على ما تقدم الشاهد، و"تتفشى في المجتمعات المحافظة جداً كمجتمع الضاحية الجنوبية بسرعة جنونية حاصدة معها مئات الشبان في عمر الورود". ويتعاظم الهول، أو التلويح به، على شاكلة تسارع العربات في المنحدرات، من غير كابح داخل العربة ولا "طلعة" مصعِدة خارجها. ويترفع التعليل الشارد عن ذكر اسمين أو ثلاثة من "المئات" المزعومة.
والقرينة على الرابطة "الشيطانية" الأثيرية "مطبوعات" كلها. ف"الأفلام" التي يتشارك أهل الفرقة في تناقلها، وبثها بعضهم الى بعض، يطبعونها على أقراصهم. وكذلك شأن الأغاني. و"أتراب" سامر "يطبعون على أيديهم وظهورهم وأذرعهم وبطونهم شعارات عبدة الشيطان"، على قول المحرر نفسه. ولم يطِل الأمر ب"الأتراب" فتركوا كلهم، ولم يبق واحد موقوفاً. و"الشهود" لم يكونوا شهوداً، بل مطبوعات، على الشاكلة التي تقدمت للتو: أقراصاً، وقلادات، وصوراً. ولا سند غيرها للقول الجازم في فاتحة الخبر: "والسبب في شنق الشاب نفسه يعود وفق ما تشير التحقيقات ويؤكد الشهود الى اقتناع الشاب بطقوس عبدة الشيطان وممارستها".
وما لا يتفق والنسبة الى الجماعة الشيطانية أغفله الخبر وسكت عنه. فاقتصار سامر أ. ش. على المرحلة المتوسطة من الدراسة، وانصرافه مبكراً الى تصليح الساعات في محل أبيه، وعلى خطاه، وأداؤه خدمة العلم العسكرية وإشرافه، حين انتحاره، على نهاية خدمته، واشتهاره في الحي وبين الجيران بخصال مثل الامتناع من السهر والشراب والتدخين والمخالطة "الحياة"، نفسه - كلها شواهد على حال الشاب لم يتسرب شيء منها الى الخبر الصحافي، ولا جاء على لسان آمر فصيلة الدرك وصاحب تحقيقاتها. وأما "الشواهد" على الرابطة "الشيطانية"، مثل الأقراص المدمجة والقلائد، فلا يختص الشاب بها، ويقتني مثلها الآلاف من غير أن ينتحروا. وإشهاد "الشهود" الغفل على الفرقة "الشيطانية"، ونسبة الشاب الراحل اليها، بناء على القرائن الضعيفة، من غير التقصي لا في الجوار، ولا بين زملاء الخدمة العسكرية، أمر مستهجن، مهنة وخُلقاً.
ولكن الشائعات كانت خرجت من الكمون الى الفشو عندما ذاع خبر قتل الشاب نفسه. وأسهم وصفُ الفتاة عائشة الكوني مسرح احتجازها المزعوم، وأسهمت الصور التلفزيونية، في إشاعة خبر الفرقة "الشيطانية" وتداوله. ولعل وصف الصور وصفاً عاماً ومتشابهاً هو الباعث على جمع الحادثتين في باب واحد. وهو بعث محرر الصحيفة، وضابط الدرك قبله، على قصر دليله، أو حجته، على الرسوم والصور. فما عدا الصور والقلادات، والأدق القول: ما عدا الشروح على هذه وتلك، والروايات التي تدرج الشروح في أخبار عن أفعال ووقائع مفترضة ولا براهين عليها، ليس بين واقعة قتل سامر أ.ش. نفسه وبين رواية الفتاة الطرابلسية ما تشتركان فيه.
فصور علب الأغاني، وبعضها للمغني إمينيم بطل شريط سينمائي "أسود"، وصور القلادات جانح وطواط، يبدو رسماً جانبياً "للشيطان" السينمائي والتصويري، وأرابيسك في قلادة معدنية، والحق أن الصحيفة تتحاشى الزعم أن علب الأغاني والقلادتين ضبطت في بيت سامر أ.ش. الذي لم يدخله المحرر، ولا قبل أهل سامر استقبال صحافي فيه، هذه الصور لا تشبه "الغرفة الكبيرة المرسوم على جدرانها صلباناً وفي زواياها تماثيل مخيفة وفي الجدار المواجه صورة كبيرة مخيفة للشيطان"، على ما روي على لسان الفتاة "المخطوفة". ولا وجه شبه بينها وبين انتظار امرأتين نزول عائشة من سيارة النقل المدرسية، غير بعيد من منزلها، وقسرها على ركوب سيارة تقل المرأتين، وانتقال الثلاث الى بيت قريب، ودخولهن غرفة "الشعائر" وتقول الصحيفة ان الفتاة "وجدت شعائرة عبدة..."، وهذا غير جلي والصلبان والتماثيل والصور، وتمزيق المرأتين أو إحداهما جزءاً من الكتاب "وكفرها بالعزة الإلهية"، وتهديدها الفتاة بالسكين، ووضعها في جيب الفتاة "ورقة... عليها رسم فأر وكلب وفي كل ورقة اسم الله وعدد من الأنبياء"، وأخيراً نقل الفتاة وتركها في زقاق السنيور القريب واستعادتها حقيبة كتبها.
فالأمران أو الخبران لا قياس بينهما، وليس ثمة ما يشتركان فيه لو لم تحملهما روايتهما الصحافية المتلفزة والمكتوبة على أصل واحد، ومصدر واحد. ف"شيطان" الشاب العشريني في مرآة الرواية وتأويلها، بديهة تشترك فيه جماعة يعرّفها سنها، وميولها الغنائية الموسيقية، وأهومتها الجنسية المتطرفة والجامحة الى الأقاصي، وتوسلها الى التعارف بوسائل اتصال الكترونية جديدة. وتؤدي هذه كلها الى عزل جماعة الشبان العشرينيين عن مجتمعهم عموماً، وعن الأهل "المحافظين" خصوصاً، والى إنشائهم كتلة أو شلة تسعى في غاية المتعة العقيمة والمميتة هي نقيض غاية الحياة الاجتماعية العادية والمقبولة.
وأما "شيطان" البنت الموشكة على البلوغ فكَهَنته، إذا صحت العبارة، نساء مسنات وذوات شكيمة ذكرية. وهن بلديات "الثقافة" والطريقة. وعُدّتهن تقليدية تقتصر على الصور والتماثيل والصلبان والكتابة. وهذه ضعيفة الحيلة الشعائرية والطقسية: فلا الصلبان مقلوبة أو مكسورة ولا الصور إباحية أو منتهكة، ولا الكتابة مرمزة. والنسوة بلديات، أو أهليات العداوة. وهن لا يتعبدن للشيطان إلا من طريق ملتوية قد تخفى على من اعتقادهم غير اعتقاد ابنة الشيخ الفلسطيني الطرابلسي، الشيخ الكوني، المسافر الى البيت الحرام ومؤدي شعائر الحج وبينها رجم الشيطان سبعاً.
فالخاطفتان، على رواية عائشة الكوني، يستدل الى معتقدهما من طريق تمزيق النسخة التي تحملها في محفظتها المدرسية من الكتاب الكريم. وهذا تجديف بلدي وأهلي قريب من نكاية الأولاد بعضهم بعضاً. وتخلص المرأتان الى سؤال البنت عن أبيها، والى تحذير والدتها من مغبة خروج أولادها، إخوة عائشة، الى الطريق العامة، على ما كتب الوالد العائد من حجه مؤيداً "اعتراف" ابنته. فلا يتقاسم "الشيطانان" سمة واحدة أو شيئاً مشتركاً. وهما أقرب الى النقيضين. وعلى خلاف فتوة الأول وحداثته وتقنيته وجنسانيته وانتهاكه واعتزاله، ينزع الثاني الى الاكتهال والتقليد والحرفية والامساك والمحافظة والعصبية.
فيبدو الأول، أي "شيطان" التعليق على انتحار شاب برج البراجنة، وليد مخيلة يرهبها اجتياح ثقافة جديدة وغريبة "الدار" عقول الفتيان والشبان، ومشاعرهم وأجسامهم، ويرعبها اجتثاثُهم من بيوت أهاليهم، وجرهم الى دنيا يستحيل على الأهل ومجتمعهم فهم معمياتها وفكها. فتعمد المخيلة الأهلية الى تكثير علامات الغرابة، والمبالغة في ترجيح أثرها، وتعظيم انتشار الأثر وفشوه وفتكه. ويبدو "شيطان" الفتاة العائدة من "خطف" متوهم ومرغوب، أهلياً وعائلياً تُفضه من طريقه وبواسطته منازعة بين إدراك الفتاة الموشكة على البلوغ، وبين مثال ثقافي واجتماعي صارم، تغيب حارسه وحاميه في سفر الى البيت الحرام يرجم فيه الشيطان، وترك الإبنة في حيرة من حقيقة المثال، وحقيقة مودته لها. فإذا عادت الفتاة من "سفرها"، عادت الى أهلها وهي أقوى انتساباً اليهم، والى مثالهم واعتقادهم، وأشدُّ على عدوهم الذي ربما غفلت عن عداوته بعض الوقت، فتدارك التنديد الغفلة، واستلحقت ما فات من عداوة.
وعلى هذا، فمن المحال على فكر اليقظة الجمع بين الخبرين والحادثتين وهما حادثة وخبر عن حادثة، وتوحيد "الشيطانين" في صورة، أو في معنى واحد. ولكن ملحقاً ألحق بالخبرين، وأدخل فيهما، ربما حمل على توحيدهما، أو جعَل الانتقال من واحدهما الى الآخر يسيراً على المخيلات والأوهام. ففي خبر الشاب مرت إشارة الى أغنية المغني إمينيم، وهي تروي كلماتها "كيف كان يقطع أمه، ويحرقها في النار ليرسلها الى السعادة الأبدية"، على قول محرر الخبر. وروت بعض الفتيات الطرابلسيات فيما روين أن أصحاب الشيطان، بمدينة جبيل الساحلية الى جنوب طرابلس، "ذبحوا ولداً عمره أقل من ستة أشهر" - وهذا نسج على مثال حادثة رواها شريط سينمائي، وشاهد الأولاد وأهلهم الشريط على شاشة فضائية قبل نحو الشهرين" ويؤدي المغني الألماني الأصل الأميركي إمينيم فيه الدور الأول "الحياة". ومن وجه آخر، خلص بعض أهل طرابلس، غداة انتشار خبر عائشة و"خطفها"، خلصوا من الخبر والمكان الغريب الذي زعمت أنها سيقت اليه الى "وجود جثث أطفال في المستشفى الإسلامي ذبحهم عبدة الشيطان". وأشاعوا الأمر وأثبتوه. وقصد بعضهم المستشفى، وطلبوا إبراز "الجثث" المزعومة، ودعوا الى الانتقام.
وهذا الملحق المركب - من جثة الأم وجثة الطفل، ومن الشريط السينمائي والأغنية - جسر يتيح للمخيلات والأوهام الانتقال من الحادثة الى "الحادثة"، ومن الخبر الى الخبر. ويقوم الجسر مقام النواة أو الخميرة التي تستدعي إليها عناصر ومعاني متفرقة في نواح متباعدة من الجسم والاختبار الاجتماعيين اللبنانيين. فتأتلف حول النواة، وجراء النواة ربما، صور الجثث المقطعة، والأثير الخفي، والعلامات المزدوجة والمنقلبة من اللذة الى الموت، والأماكن الغريبة في جوار الأماكن الأليفة، والغيبوبة أو الغيبة والخطف وجه من وجوهها. وائتلاف الصور هذه لا ينجم عنه جمعها الحسابي. فالجامع والمؤلف مخيلةٌ اجتماعية محمومة تروي، من طريق مزاج الصور، رُهاباً كثير المصادر.
وقد يبدو الخيط الذي يربط ما شاع وأشيع في اصحاب "الشيطان" ولخص مطلع المقالة بعضه او معظمه بالنواة او الخميرة المتحصلة عن حادثة الانتحار وخبر الخطف، ضئيلاً وضعيفاً. ولعله كذلك حقيقة وفعلاً. ولكن الحَكَم أو الفيصل في المسألة هذه، وفي مثلها من المسائل، ليس الاستدلال ولا الاستنتاج المتماسكين من القرائن والوقائع الثابتة، ولا البناء على هذه وتلك بناء ضرورياً. وعندما تناول التحقيق القضائي والأمني رواية خطف الفتاة الطرابلسية الفلسطينية استمع رجال الأمن، بتكليف عدلي، إلى إدارة المدرسة، وزميلات عائشة في الحافلة المدرسية، وسائق باص النقل، وفتشوا شققاً وبيوتاً في الزقاق الذي زعمت التلميذة أنها أُدخلته، واستجوبوا بعض سكان الحي، ودونوا إفادة التلميذة "الهادئة". فانتهوا من هذا كله الى ان حكاية الصبية الفتية "قصة خيالية مفبركة"، اي مختلقة. وخلص محافظ الشمال، رأس إدارة المحافظة وأمنها الى أن "القصة لا صحة لها إطلاقاً وهي شائعات". وقال المشرف العام على المستشفى الإسلامي، حيث زُعم ان جثث اطفال ذبحهم "العَبَدة" المفترضون تثوي في البرادات، انه ليس في المستشفى "جثث من هذا النوع والقصة لا أساس لها". وتابع النائب العام التمييزي المحافظَ ونائبَ عام الاستئناف في الشمال على ما خلصا إليه، فوصف الرواية ب"المختلقة".
ولم ينفع النفي القاطع والجازم في إخماد الروايات وإطفائها، ولا نفع في الحؤول بين جمهور عريض من الناس وبين تراوي اخبار متكاثرة ومتناسلة تقص اعمال خطف وقتل وتقطيع وسفك دم وشك بإبر موبوءة. ومرد ذلك ليس الى "مطلقي" الشائعات ومشيعيها، وهم من تزعم قمة الجهاز القضائي والجهاز الأمني والجهاز الإداري "تعقبهم"، ولا إلى حيلتهم و"مقاصدهم" ونواياهم. والحق انه اوقف عشرات من اصحاب "الشيطان" المزعومين وأخلوا ما عدا ثلاثة أوقفوا في 22 آذار/ مارس.
الحلقة الثانية بعد غد الأربعاء.
* كاتب لبناني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.