استأثرت نتائج القمة العربية في "شرم الشيخ" بالاهتمام، وأدلى عدد من السياسيين ورجال الدين بمواقف تراوحت بين الترحيب والانتقاد. ورأى رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص "ان الموقف الذي صدر عن القمة العربية يعبّر عن الحد الأدنى المطلوب والمفروض في التصدي للتحديات الجسيمة الماثلة على الصعيدين الفلسطينيوالعراقي. والأمة العربية مهددة اليوم في وحدة أراضيها وسلامتها، وأمنها واستقرارها وحقها في ثروتها النفطية ومصير قضيتها المركزية في فلسطين". وقال: "لقد أثلج صدرنا الموقف المشرّف الذي وقفه الرئيسان اللبناني اميل لحود والسوري بشار الأسد في مخاطبة القمة". وأشار الى ان "كلمة الرئيس لحود كانت متميزة في وضوحها وصدق التزامها الشأن القومي. اما كلمة الرئيس الأسد فكانت بحق تاريخية في جرأتها وصراحتها وإحاطتها بالهم القومي من كل جوانبه والتزامها الصادق متطلبات المصلحة العربية العليا". واعتبر الحص ان "المهم ان تُنفّذ قرارات القمة تنفيذاً دقيقاً وصادقاً ومن دون إبطاء توصلاً الى درء الخطر عن الأمة جراء التهديد الأميركي بالحرب على العراق، والى وضع حد للمأساة الانسانية الممضّة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل العدوان الاسرائىلي الوحشي المتصاعد عليه". واعتبر وزير السياحة كرم كرم ان "أهم مقررات القمة هو معارضتها الحرب ضد العراق"، واصفاً إياها ب"القمة المهمة خصوصاً أنها أظهرت القيادات التاريخية العربية ومواقفها لتعزز من نسبة الدول المعارضة لشن الحرب الى جانب الموقف الأوروبي والصيني والروسي". وأوضح "ان لبنان مهيأ في حال اندلاع الحرب على العراق لاستقبال السياح واستيعاب اعداد كبيرة منهم"، لافتاً الى "ان لبنان ينعم بالأمن والسلام". ووصف النائب جبران طوق القمة بأنها "قمة المواقف على الحدود الدنيا والتمسّك بخيارات السلام المبنية على الشرعية الدولية". ورأى ان موقف الرئيس الأسد يعبّر عن موقف الوجدان العربي المتميز بالحكمة والتوازن". وأكد ان الطروحات اللبنانية التي عبّر عنها الرئيس لحود تندرج في اطار الموقف العربي الموحّد المطلوب لمواجهة الاستحقاقات المقبلة. ونوّه النائب أحمد فتفت ب"كلام الرئيس الأسد الذي عبّر بصدق وعقلانية عن الموقف العام للشعب العربي برفض الحرب على العراق والاعتداء عليه". قباني يشيد بموقف البابا ورأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "ان قوة مقررات القمة العربية تبقى اذا قام العرب باجراءات عملية مضادة للعدوان والاحتلال وآثارهما على العراق والمنطقة، اما اذا لم تترتب اي نتيجة ايجابية على المقررات فإن ذلك يستدعي من العرب والمسلمين اعادة النظر في واقعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي". ونوه قباني قبل توجهه الى المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر الهيئة العالمية للوقف في جدة بموقف الفاتيكان والبابا يوحنا بولس الثاني الصريح في رفض الكنائس المسيحية في العالم الحرب الاميركية على العراق. قبلان: أقل من المنتظر وقال نائب رئىس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: "كنا ننتظر من قمة شرم الشيخ ان تكون في مستوى المسؤولية والأخطار التي تحدق بأمتنا العربية والاسلامية واذا بنا نتفاجأ ان هذه القمة تعود الى الوراء". وأشاد قبلان بموقف الرئىسين اللبناني والسوري، وقال: "ان الرئىس الاسد وضع النقاط على الحروف وتكلم بصراحة وجرأة"، وأضاف: "عندما يتكلم شاب في أول حياته السياسية بهذا الخطاب فإننا لا نزال نأمل خيراً من هذه الأمة". ورأى النائب السابق نجاح واكيم "ان البيان الختامي للقمة لا يعكس موقفاً عربياً موحداً وليس له تأثير حازم في منع الحرب، خصوصاً ان الولاياتالمتحدة تعرف ان هذا البيان لا يعكس حقيقة مختلف المواقف العربية". وأشار في حديث اذاعي الى "ان ازمة المعارضات العربية تكاد لا تختلف عن ازمة الانظمة العربية وهي بالمقدار نفسه من التخلف والترهل"، داعياً الى اعادة انتاج حركة تحرر عربية جديدة "تتمتع بعقل معاصر وارادة افضل". الوفد الرئاسي الى ذلك، قال عضو في الوفد اللبناني الذي شارك في قمة شرم الشيخ ل"الحياة": "ان من الطبيعي ان يذهب الوفد الذي عاد بالطائرة الرئاسية التي وضعتها ال"ميدل ايست" بتصرف رئيس الجمهورية في طائرة واحدة ويعود فيها، وان من غير الطبيعي ان يحصل ذلك"، مشيراً الى "ان الذي حال دون ذهاب رئىس الحكومة رفيق الحريري في طائرة الرئاسة هو ارتباطه بموعد التوقيع بعد ظهر اليوم نفسه في السرايا الكبيرة مع رئىس الوكالة الفرنسية للتنمية جان ميشال سيرفينو على تسلم لبنان أسهام فرنسا ومقداره 500 مليون يورو في مؤتمر "باريس -2"، إضافة الى ان نائب رئىس الحكومة عصام فارس، ولضيق الوقت ايضاً، حضر الى شرم الشيخ مباشرة من الولاياتالمتحدة. وأفاد عضو الوفد ان موعد وصول الرئىس لحود الى شرم الشيخ كان اتفق عليه مسبقاً بينه وبين الرئىس المصري حسني مبارك الذي رغب في ان يكون هو على رأس مستقبلي رؤساء الوفود. وأكد عضو الوفد انه لم تحدث لقاءات جانبية كثيرة نظراً لضيق الوقت وان الامر ترك لوزراء الخارجية، وانه لم يجر اي تعديل على مشروع البيان الختامي الذي صاغته اللجنة الوزارية باستثناء الاقتراح الذي تقدم به الرئىس بشار الاسد بتشكيل اللجنة.