تحول الفلاح العراقي علي منقاش الذي اسقط ببندقيته القديمة مروحية اميركية من طراز "اباتشي" في كربلاء الاثنين الماضي الى رمز شعبي للمقاومة في نظر كثير من الاردنيين الذين هتفوا باسمه في التظاهرات، ألصقوا صورته على زجاج سياراتهم، فيما راح آخرون يتبادلون قصصاً طريفة عن الحادثة عبر الرسائل الالكترونية القصيرة من هواتفهم المحمولة، حتى ان بائعاً استخدم اسمه لجذب الزبائن الى "ملاقط الشعر" التي تسمى بالدارجة الاردنية "مناقيش". ويسخر علي الهباهبة الذي يعمل سائق تاكسي في عمان، وهو يشير الى صورة الفلاح العراقي المثبتة على زجاج سيارته من مقالات نشرتها الصحف الاردنية تتحدث عن تشويش باستخدام انظمة روسية الصنع ادت الى سقوط المروحية المتطورة والمصممة لاصطياد الدروع وتحمّل قذائف المدافع المتوسطة، قائلاً ان "هناك من يستكثر على هذا الرجل البسيط مواجهة التكنولوجيا الاميركية، مع ان المسألة تتعلق بالارادة، وليس بالتفوق العسكري". وفي سوق شعبية في وسط عمان، عرض بائع على احدى الارصفة ادوات تستخدم للحلاقة، ووضع لافتة صغيرة بجانب "الملاقط" التي تستخدم لنزع الشعر عن وجوه الرجال كُتب عليها "منقاش للشعر والأباتشي بنصف دينار". ويؤكد كثيرون ان الرئيس صدام حسين "استدعى الفلاح العراقي الى بغداد، وسلّمه مكافأة مالية كبيرة، وطلب منه المكوث في العاصمة للاستفادة من "خبرته" في اصطياد المروحيات الاميركية "على نحو يعيد الى الاذهان القصص التي نسجها الخيال الشعبي في الاردن ابان حرب الخليج الثانية، عندما اكد مواطنون انهم "شاهدوا صورة صدام وسط القمر". كما ان خطباء مساجد في عمان أشادوا ب"بطولة صياد الأباتشي" ورفع متظاهرون صورته، وهتفوا له، وتبادلوا رسائل وطرفاً عبر هواتفهم المحمولة، جاء في احداها: "للجادين فقط: أباتشي رمادي للبيع بحال جيدة… يرجى مراجعة كراج الحاج على منقاش" وجاء في اخرى "لمزيد من المعلومات عن طائرات أباشي الاميركية الاسطورية راجعوا على الانترنت www.mungash.com. ويشير اختصاصيون في علم الاجتماع الى ان "الفضائيات العربية التي عرضت صورة "منقاش" عشرات المرات الى جانب حطام المروحية وهو يقف في حقل زراعي، ملموحاً ببندقيته التقليدية، ساهمت في رفع سقف التوقعات ازاء الحرب لدى الشارع المحبط واليائس، فصار يبحث عن اي انتصارات واي بطولة". ومن المفارقة ان "منقاش" الذي نافس الجنرال الاميركي تومي فرانكس ووزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في الظهور الاعلامي الاسبوع الماضي لم يتمكن من مشاهدة نفسه على شاشات الفضائيات شأنه شأن ملايين العراقيين الممنوعين، بقرار حكومي، من نصب الاطباق اللاقطة على سطوح منازلهم!