أكد مسؤول في البرلمان الكردي ل"الحياة" أن الأميركيين انشأوا قيادة ميدانية لمنطقة شمال العراق، وأن هذه القيادة اتخذت مستشارين أكراداً، وسيكون على القوات الكردية أن تأتمر بأوامر هذه القيادة فور اشتعال الحرب على الجبهة الشمالية. وقال المسؤول البرلماني إن حظوظ اتساع دور الأكراد بدأت تكبر في ظل الخلاف الأميركي - التركي والذي بلغ ذروته أمس بعدما رفض البرلمان التركي السماح للقوات الأميركية باستخدام الأراضي التركية في الحرب على العراق. ويأتي كلام المسؤول الكردي في ظل استمرار غموض موقع الأكراد في معادلة الحرب وفي نتائجها. ويعيش المسؤولون الأكراد حالاً من الإرباك الواضح بسبب تعقد الأوضاع من حولهم، خصوصاً لجهة دور الجبهة الشمالية التي لم تشتعل بعد. فمن جهة يؤكد هؤلاء المسؤولون ان التدخل التركي واقع لا محالة، ومن جهة أخرى يعربون عن معارضتهم الشديدة لهذا التدخل من دون أن يقدموا أي تصور لما يمكن أن يحدث في حال دخل الجيش التركي إلى شمال العراق. ثم ان القيادة الكردية التي عادت ليل الخميس إلى بلدة صلاح الدين نيتشرفان برزاني وإلى دوكان جلال طالباني، عكفت أمس على درس نتائج اجتماعات أنقرة حيث بحث موضوع الدور التركي في الجبهة الشمالية، ولم تتسرب إلى الآن أي معلومات عما دار في أنقرة باستثناء يقين المسؤولين بأن تدخلاً تركياً هو أمر واقع لا محالة. ميدانياً، استبعد مسؤولون عسكريون في البيشمركة الكردية حصول تغيير يذكر في الأيام القليلة المقبلة على الجبهة الشمالية، إذ أكدوا أن فتح هذه الجبهة يتطلب وجوداً للمشاة الأميركيين ووضعاً لوجستياً لم يتأمن بعد، وأشاروا إلى أن وحدات الجيش العراقي الموجودة في الموصل، وقطعات الحرس الجمهوري في كركوك يصل تعداد عناصرها إلى نحو مئة ألف جندي، وهؤلاء لن يكون من السهل مهاجمتهم بعناصر محدودة من المارينز ترافقهم القوات الكردية. ثم ان الاعتماد على القوات المحلية في فتح هذه الجبهة يصعّب على الأميركيين إمكان احتواء ما قد ينتج عن ذلك لجهة سيطرة الأكراد على كركوك والموصل، وبالتالي استدراج الأتراك للاصطدام بهم. وأكد مسؤولون أكراد أن الجبهة الشمالية لن تستقيم إلا إذا فتحت تركيا حدودها للجيشين الأميركي والبريطاني، وهو الأمر الوحيد الذي يؤخر وصول الحرب إلى المنطقة. وفي هذا الوقت، يحرص المسؤولون في "الحزب الديموقراطي الكردستاني" وبدرجة أقل في "الاتحاد الوطني الكردستاني" على نفي الأخبار الكثيرة التي تحدثت أمس عن انزال قوات أميركية جواً في الاقليم الكردي، ويكتفون بالتأكيد على أن الأميركيين موجودون ولكن بأعداد قليلة، وان القوات الكردية ما زالت إلى الآن في وضع دفاعي فقط. وفي هذا الوقت، نفى ضباط في "الحزب الديموقراطي الكردستاني" موجودون في منطقة التماس مع الجيش العراقي من جهة كركوك، الأخبار التي تحدثت عن حصول انزال عسكري أميركي بالقرب من حقول النفط في المدينة، وان حرائق كبيرة تشهدها المدينة، مؤكدين أن ذلك لو حصل لكانت سحب الدخان وصلت إليهم بعد لحظات.