افتتحت واشنطن حربها على العراق باستهداف رئيسه، صدام حسين، بشكل مباشر في محاولة لانهاء الحرب بسرعة وتوجيه رسالة الى العراقيين والعالم بأن حربها هي ضد النظام العراقي لا ضد شعبه. ويعتقد روبرت هوديرن، رئيس تحرير مجموعة مجلات ميليتاري تايمز Military Times العسكرية الأميركية أن القصف الصاروخي الموجه جاء نتيجة معلومات استخباراتية عن أماكن كان يحتمل أن يكون الرئيس العراقي قد بات فيها. ويقول هوديرن ان "اسلوب الهجوم الأميركي لليوم الاول من الحرب على عكس الفلسفة السياسية للقيادة الأميركية التي تملك ثقة مفرطة بأسلحتها الموجهة والدقيقة الاصابة بغية انهاء الحرب خلال يومين". وأضاف أن واشنطن تعتبر صدام "مركز ثقل" القوات العراقية وأن مقتله سيؤدي الى انهيار هذه القوات واستسلامها. وشدد على أن افتقار القوات الأميركية لمعلومات استخباراتية دقيقة عن تحرك صدام أو غيره من المسؤولين العراقيين لن يمكن الأسلحة الموجهة الأميركية من اصابة أي منهم. وقد لاحظ العديد من الخبراء أوجه الشبه بين اسلوب افتتاح الحرب القائم على الاغتيال والاسلوب الذي تعتمده اسرائيل منذ فترة بتصفيتها القادة السياسيين والعسكريين الفلسطينيين لوقف الانتفاضة. ويتيح القانون الأميركي اغتيال رئيس دولة أخرى فقط في حالة الحرب، وهو يصح بالنسبة اليهم في العراق اليوم. وأفاد مصدر عسكري أميركي من منطقة الحدود الكويتية - العراقية بأن بعض فرق القوات الأميركية هناك، مثل فرقة المشاة الثالثة، أزالت خيامها ونقلت مراكز قيادتها الى عربات مصفحة مما أشار الى أنها تستعد للتحرك باتجاه العراق خلال الساعات المقبلة. ويعتبر المحللون تحرك القوات البرية في هذه السرعة تغييراً كبيراً للاستراتيجية التي اتبعت في حرب الخليج السابقة، اذ جاء الهجوم البري بعد فترة من القصف الجوي استمرت بضعة أسابيع. ويعزو بعض المحللين هذا التغيير لسببين أساسيين: الأول، هو التطور الكبير في الأسلحة الموجهة التي باتت تشكل اليوم أكثر من 90 في المئة من عدد القنابل والصواريخ الأميركية مما يضاعف سرعة تدمير الأهداف الحيوية تمهيداً لهجوم بري. والسبب الثاني هو أن القيادة العراقية سحبت ألوية الحرس الجمهوري كافة الى الخطوط الخلفية، تحديداً حول المدن الكبيرة والعاصمة، مما ترك مساحات كبيرة من الأراضي العراقية خاوية من فرق عسكرية قادرة على صد أو حتى مواجهة الفرق البرية الأميركية. وقال المصدر العسكري الأميركي أن القوات المهاجمة لا تتوقع أن تلقى أي نوع من المقاومة خلال ال 300 كيلومتر الأولى من مكان انطلاقها من المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود الكويتية باتجاه غرب العراق أو شماله. لكنه أضاف أن الوضع سيتغير وتصبح المقاومة أشد ضراوة كلما اقتربت القوات الأميركية من بغداد. ويتوقع المراقبون أن تشن القوات الجوية الأميركية في الساعات المقبلة غارات جوية استراتيجية بالقنابل الذكية، وبأن يكون ايقاع الغارات سريعاً وعنيفاً تمهيداً لانطلاق القوات البرية بحرب خاطفة تصل بسرعة وخلال أيام معدودة الى بغداد وتبدأ حصارها بهدف اسقاط النظام وحسم الحرب.