في وقت تتصارع أربع دول عربية هي مصر وتونس والمغرب وليبيا على إستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة للمرة الأولى في افريقيا عام 2010، اتفقت دول قارة أميركا الجنوبية التي تستضيف مونديال عام 2014 فيما بينها على اختيار البرازيل بالاجماع لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير... فما كان أمام اللجنة التنفيذية لاتحاد دول هذه القارة سوى أن تنصاع لهذا الاجماع وتسند المهمة الى البرازيل. إذاً، في وقت سنشهد العجب وربما الصيام في رجب من قبل السلطات الرياضية في كل دولة من الدول العربية المرشحة لتنظيم مونديال 2010 في افريقيا من أجل تقليل فرص الدول الاخرى وازاحتها من طريقها، ستهنأ قارة أميركا الجنوبية كلها باختيارها وستعمل كل دولها حتماً على مساعدة البرازيل لتوفير المناخ المناسب والملائم للاستعداد لمونديال 2014 حتى يخرج في أبهى حلة له. والمهم أن اسناد اللجنة التنفيذية الاميركية الجنوبية المهمة إلى البرازيل لم يأت اعتباطاً أو لمجرد أنها تحظى بالشعبية الكبرى في عالم "الساحرة المستديرة"، وانما لأنها تملك فعلاً افضل بنية تحتية لجهة الملاعب والفنادق والاتصالات وخلافه في تلك القارة... ما يعني أنها الأقدر على القيام بالمهمة على أكمل وجه. نبهنا غير مرة إلى خطورة موقفنا إزاء تشتتنا العربي في الرياضة عموماً وفي أمر المونديال خصوصاً، وناشد الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الدول العربية المرشحة بأن تتفق في ما بينها على مرشح واحد أو أثنين على الأكثر حتى تتعزز فرصنا في تحقيق هذا الحلم... لكن لا حياة في من تنادي، أو كأننا نؤذن في مالطا بعد أن خربت في محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه! هناك اتفقوا على توحيد كلمتهم، ونحن هنا لا نعرف سوى الإكثار من "اللت والعجن" والكلام حول حقوق كل دولة من بين الدول الأربع في الاستضافة... وأنه لا يمكن أن نحرم أي منها حقها في أن يكتب اسمها في التاريخ باعتبارها "أول" من استضاف "أول" مونديال افريقي. الحلم جميل جداً وحلو المذاق طالما أننا لا نزال نائمين، لكن عندما نستيقظ، ولا أحد يعلم متى، سيكون تحقيقه مستحيلاً في ظل هذا التباعد العربي الذي يخيم عليه الخيبات السياسية والعسكرية والإقتصادية والايديولوجية والنفسانية... وكل شيء آخر يخطر على بال القارئ. المحصلة النهائية لكل هذا الكلام، أن جنوب افريقيا، المرشح الخامس، هي الأقرب وبمسافة كبيرة جداً، لتحقيق هذا الحلم خصوصاً في ظل رفض رئيس الاتحاد الدولي جوزف بلاتر فكرة نيجيريا استضافة المونديال بالمشاركة مع الكاميرون أو غانا أو بنين أو توغو... مذكراً أن اتحاده وافق على منح اليابان وكوريا الجنوبية استضافة مشتركة لمونديال 2002 "لظروف استثنائية خاصة جداً". فلنحلم جميعاً بالمونديال العربي، ونترك العمل لنيل شرف تنظيمه لدول تتعامل مع مثل هذه المواقف بجدية أكبر.