تعرضت فرنسا ورئيسها جاك شيراك لهجوم شديد شنه سياسيون ووسائل الاعلام في الولاياتالمتحدةوبريطانيا وأستراليا واليابان بسبب موقف باريس المعارض للحرب الأميركية البريطانية على العراق وتهديد شيراك باستعمال حق النقض في مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار جديد. ودعت جيني براون وات العضو في الكونغرس الأميركي عن ولاية فلوريدا الحكومة الأميركية إلى توفير موازنة خاصة لمساعدة العائلات الأميركية الراغبة بنقل رفات أبنائها الجنود المدفونين في فرنسا منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية، احتجاجاً على الموقف الفرنسي. ونقلت شبكة أخبار "سي بي إس" عن وات التي قدمت مشروع قانون جديد إلى الكونغرس قولها "انا ومعي كثير من الأميركيين، لا أشعر بأن الحكومة الفرنسية تقدّر التضحيات التي قدمها الجنود الأميركيون رجالاً ونساء للدفاع عن الحرية التي ينعم بها الفرنسيون اليوم. ومع أن إمكان استجابة الكونغرس لمشروع القانون الجديد ضئيل، إلا أن الخطوة دليل على مدى خيبة الأمل من تهديدات فرنسا باستعمال الفيتو ضد أي قرار يتيح للولايات المتحدة شن الحرب على العراق. وقالت وات أنها تقدمت بالمشروع بعدما اتصل بها أحد المواطنين في دائرتها الانتخابية طالباً مساعدتها في نقل رفات والده الذي قتل في الحرب دفاعاً عن فرنسا. يشار إلى أن حوالي 74 ألف جندي أميركي مدفونون في فرنسا وبلجيكا بينهم 30 ألفاً قتلوا في الحرب العالمية الأولى. ومع أن السيادة على المقابر حيث هؤلاء الجنود لفرنسا وبلجيكا، إلا أنهما منحتا ملكية الأرض للحكومة الأميركية شرط أن تستعمل مقابر فقط. وليست وات الصوت الوحيد داخل الكونغرس المرتفع ضد فرنسا، فمثلها رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الدولية في مجلس النواب دوغلاس بيريتر الذي اعتبر ان فرنسا تتصرف كعدو للولايات المتحدة ويجب ان تعامل بالمثل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيريتر خلال جلسة مخصصة للاولويات الاميركية في اوروبا "استنتجت على مضض ان فرنسا او على الاقل الرئيس الفرنسي جاك شيراك يريد تهميش نفوذ الولاياتالمتحدة وتهميش نفوذ حلف شمال الاطلسي". وقال النائب عن نبراسكا: "اظن ان هذه الحكومة تعاملنا كاعداء ولا يمكن ان ننظر اليها كحكومة صديقة". واضاف: "آمل بأن أكون مخطئاً، لكنني وصلت الى هذا الاستنتاج". إلى ذلك انتقدت الصحافة البريطانية بشدة شيراك بعدما رفضت باريس الاقتراحات البريطانية بفرض شروط جديدة على بغداد لتجنيبها الحرب. ونشرت صحيفة "ذي صن" الشعبية المؤيدة للحرب صورتين لشيراك والرئيس صدام حسين جنباً الى جنب تحت عنوان "احزروا الفرق؟" قبل ان ترد "احدهما ثور فاسد يهدد حياة جنودنا، ويسخر من بريطانيا وينسف الديموقراطية ويعرض السلام العالمي للخطر، والآخر هو صدام حسين". وكتبت صحيفة "ذي تايمز" ان "الديبلوماسية تعيش ايامها الاخيرة" وان "الآمال بالتوصل الى حل سلمي نسفت بالكامل من خلال تصلب فرنسا والنزعة الحربية لدى صدام حسين". وفي كانبيرا وجه رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد انتقادات لاذعة لفرنسا واتهمها بأنها تخرب الجهود الرامية لاصدار مجلس الامن الدولي قرار في شأن المسألة العراقية. وقال في تصريح له أمس: "لا يبدو لي أن أولوية فرنسا الاولى هي ايجاد حل سلمي0 أعتقد أن أولويتها الاولى هي أن تكرس وضعها في مقابل الولاياتالمتحدة وأظن أن هذا مثير للاسف"0 وأضاف قائلاً: "يؤسفني أن أقول أن الفرنسيين يلعبون دوراً مخرباً". وجاء هذا التصعيد الاسترالي فيما وجهت اليابان أيضاً انتقادات مماثلة للموقف الفرنسي الرافض للتعديلات البريطانية على مشروع قرار الحرب الذي تسعى اليه الولاياتالمتحدةوبريطانيا وأسبانيا.