قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ان كل المؤتمرات التي عقدت في الفترة الأخيرة والاتصالات الجارية أكدت ضروة تجنب العمل العسكري، وحل الموضوع العراقي بالطرق السلمية مع مطالبة العراق بالاستجابة في شكل واضح وجلي لمتطلبات تقريري كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. واعتبر أن "اقرار الحرب من دون اللجوء إلى مجلس الأمن سيعطي انطباعا بتفكك العالم، ويؤكد ان قرارات الأممالمتحدة غير فعالة وهذا يعطي انطباعاً سيئاً للغاية". ورأى خلال مؤتمر صحافي دوري عقد في قصر المؤتمرات في جدة أمس أن مايحدث في اروقة الأممالمتحدة وخصوصا مجلس الأمن يشكل "مأساة" وصورة مؤلمة، معتبراً ان من المفترض في المجلس معالجة قضية العراق، وعدم الانسياق في خلافات بين الدول الدائمة العضوية ليس لها ارتباط بقضية العراق ما جعله يحيد عن طريقة مواجهة مسؤولياته تجاة "الأمن والسلام الدوليين" إلى معالجة التوازن بين الدول الدائمة العضوية فيه. واعرب وزير الخارجية السعودي عن اسفه للانقسام بين دول مجلس الأمن الدولي، معتبراً ان التوجه الديناميكي يبدو اليوم تجاه الحرب أكثر من أي وقت مضى. وقال بنبرة متشائمة: "عسى ان لا تأتي منه مجلس الأمن الفتيلة التي تشعل الحرب في المنطقة". وشدد على ان السعودية تعمل من اجل عدم وقوع الحرب، ولكن عليها ان تتخذ الاجراءات التي تقتضيها اسوأ الاحتمالات وتضع الاجراءات الكفيلة بحماية شعبها ومصالحه. وفي رد على سؤال عن اعطاء توضيح في شأن موضوع القوات ودخولها إلى العراق واقامة معسكرات هناك، وهل ستكون هناك قوات سعودية أو مدنيين من أجل الحماية أم سيكون هناك تحديد لعمق دخول القوات، أكد ان القوات السعودية والمدنيين السعوديين لن يدخلوا العراق الإ بأذن من العراق. الأممالمتحدة فلديها خطط وتجهز أماكن لهؤلاء الناس". واوضح ان المملكة وفرت الاغذية والدعم المادي، مؤكدا أن بلاده ترفض "مبدأ السماح لنفسها بدخول الاراضي العراقية الا إذا طلب العراق منها ذلك، ولكنها ستترك فرصة لكل من يتفق مع الأممالمتحدة وتكون لديه إرادة في التعاون مع الأممالمتحدة لان الكارثة الانسانية ضخمة "ونرجو ان لاتكون على المستوى الذي نتوقع". ورأي أن كل ماسمعه هو خلافات داخل مجلس الأمن ستؤدي في نظره إلى قيام حرب وليس الى تجنبها. واضاف أن ماسمعه من مناقشات يدل على خلافات بين دول المجلس الدائمة العضوية أكثر من ان يعبر عن خلافات في شأن منهجية العمل في اطار مجلس الأمن. واجاب على سؤال من "الحياة"عن العلاقات بين السعودية وليبيا قائلا: "تبدو وكأنها عادت طبيعية". وعندما سئل عن ما إذا كانت السعودية مستعدة للتعامل مع نظام اميركي عسكري في العراق في مرحلة ما بعد الحرب، تساءل: "كيف يكون نظام اميركي في بلد مستقل ، أما التعامل مع نظام عراقي يأتي في العراق فبطبيعة الحال ستتعامل معه الحكومة السعودية". وعلق على سؤال عن ان الولاياتالمتحدة تهدف من هذه الحرب الى اهداف ابعد من العراق وتغيير بعض الأنظمة في المنطقة؟ بقوله "دعنا نخلص من موضوع العراق". واوضح عندما سئل عن لماذا لاتشارك القوات إذا جاءت تحت مظلة الشرعية الدولية حتى تستمر العلاقات الاستراتيجية الجيدة مع اميركا "ان المملكة ستتخذ قرارتها على ضوء مصالحها الوطنية العليا، اذا كان هناك قرارات مبنية على الشرعية الدولية وهذا غير موجود، أو كان القرار مبني على اختراقات واضحة ومبررة لنا تشكل تهديدا". وحذر من أن من سيدخل العراق يريد اقتسام خيراته سيقتسم المصائب أكثر مما يقتسم ثراوته. واشار إلى وجود بعض القوات الأميركية في تبوك وحفر الباطن مثلما أوضح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بانها موجودة بناءاً على توقع كارثة انسانية، موضحاً ان عدد اللاجيئن العراقيين الذين سيتدفقون عبر الحدود السعودية- العراقية في حال وقوع الحرب ربما يصل إلى 200 الف لاجيء. وقال أن المملكة رصدت نحو 100 مليون لمساعدة اللاجيئن مؤكداً ان المملكة "ستساعدهم داخل اراضيهم وتقدم لهم كل ما في وسعها".