هل يبدو لك هذا الكومبيوتر المحمول مألوفاً؟ حسناً، تأمله قليلاً. في الجزء السفلي من الصورة يظهر طرف "علبة" غير مألوفة. ويبدو كأن الكومبيوتر "يستند" اليها. انها بطارية غير عادية على الاطلاق، وتسمى "خلية وقود" Fuel Cell. ويتردد هذا الاسم في وسائل الاعلام، وخصوصاً العلمية منها، منذ نحو ثلاث سنوات. والحال انها تمثل القفزة المقبلة في تعاطي الانسان مع الطاقة ومصادرها. ومع صنع المزيد من بطاريات خلايا الوقود، فان "القفزة المقبلة" تتحول الى خطوة راهنة. وفي سنوات لم تعد كثيرة ابداً، سيكون باستطاعة كل بيت ومبنى التزود بما يحتاج اليه من الطاقة باستعمال "بطارية" من خلايا الوقود، اي تماماً كما يفعل هذا الكومبيوتر المحمول الذي اطلقته "توشيبا" في اليابان قبل ايام قليلة. ومن غير الصعب فهم طريقة عمل خلايا الوقود. فالمعلوم ان مرور تيار كهربائي في الماء يؤدي الى تفككه وانتاج غازين هما الاوكسجين والهيدروجين. ماذا لو تخيلنا العكس؟ في هذه الحال يؤدي اندماج الاوكسجين مع الهيدروجين الى توليد ماء مع طاقة كهربائية. هذا هو الشرح الابسط، وغير الكافي، لخلية الوقود. تحصل على الاوكسجين من الهواء، ويأتيها الهيدروجين من سوائل تستخرج من الغاز الطبيعي. ويتولى غشاء حساس، اسمه "غشاء البروتون"، واختصاراً PEM، ضبط هذه العملية كلها. وتعطي بطارية صنعتها "توشيبا" طاقة كهربائية تدوم من خمس الى عشر ساعات، بحسب نوع البطارية المستعملة. والحال انها تعمل بواسطة سائل الميثانول، كمصدر للهيدروجين. ومن المتوقع ان يطلق هذا الكومبيوتر في الاسواق العالمية في العام المقبل. ومن المتوقع أن تصبح خلايا الوقود المصدر الرئيسي للطاقة في عدد كبير من الأجهزة الالكترونية مثل الخلوي والتلفزيون والفيديو والكاميرا الرقمية وغيرها.