تصاعدت الحملة المعارضة للحرب على العراق أمس في كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، إذ أعلن النائب العمالي البريطاني اندرو ريد أمس انه قرر ترك منصبه في ديوان وزيرة البيئة مارغريت بيكيت بسبب تعارض موقفه مع موقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شأن المسألة العراقية، فيما هدد عشرة من زملائه بالاستقالة راجع ص 3. وذكرت صحيفة "صاندي تلغراف" ان خمسة نواب مكلفين مهمات حكومية بينهم ثلاثة اعضاء في مكاتب وزراء، أعلنوا أنهم سيستقيلون من مناصبهم في حال نشوب حرب من دون قرار جديد من الاممالمتحدة يجيز اللجوء اليها بشكل واضح. وحذر نواب عماليون من حدوث تمرد كبير داخل حزبهم. وذكرت صحيفة "صاندي تايمز" ان نحو 200 نائب من اصل 412 ينتمون الى حزب العمال الذي يتزعمه بلير سيوقعون عريضة تندد بالسياسة التي يتبعها ازاء الأزمة العراقية. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "اي سي ام" لاستطلاعات الرأي ونشرت صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" نتائجه أمس تراجع التأييد الشعبي لضرب العراق إلى 15 في المئة فقط في حال اتخاذ الولاياتالمتحدة وبريطانيا قراراً بشن هجوم من دون مساندة الأممالمتحدة. وفي الولاياتالمتحدة اتخذت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس موقفاً مناهضاً للحرب ودعت الى تعزيز عمليات التفتيش عن الاسلحة. واعتبرت الصحيفة، في مقال افتتاحي بعنوان "نقول لا للحرب"، ان ما قاله هانس بليكس رئيس لجنة الاممالمتحدة للتحقق والتفتيش والمراقبة انموفيك في تقريره امام مجلس الامن الجمعة "كان مدمراً لموقف الولاياتالمتحدة". ورأت ان بوش بمطالبته بتغيير النظام العراقي "حشر نفسه في زاوية يبدو فيها الخيار محصوراً بين الحرب او حصول تراجع اميركي لا يمكن تصوره". كذلك اعتبر الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر في مقال نشرته "نيويورك تايمز" أمس ان هجوماً اميركياً على العراق لن يكون "حرباً عادلة"، مؤكداً ان هذا الأمر "لا سابق له عملياً في تاريخ الدول المتحضرة". وكتب كارتر انه "على رغم ان أمننا القومي لا يواجه تهديداً مباشراً وعلى رغم المعارضة الساحقة لدى معظم الشعوب والحكومات في العالم، تبدو الولاياتالمتحدة مصممة على المضي في عمل عسكري وديبلوماسي لا سابق له عمليا في تاريخ الدول المتحضرة".