سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتصالات فلسطينية - اسرائيلية ... ومكتب رئاسة الوزراء يتوقع "استبدال" عرفات بعد الحرب . شارون يعرض على ابو العلاء اقتراحا بوقف النار في مقابل انسحاب تدريجي وترتيبات اقتصادية
أكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون في منزله في القدس الغربية الاربعاء الماضي في اطار سلسلة من اللقاءات جرت بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين عشية الانتخابات الاسرائيلية وبعدها بهدف التوصل الى اتفاق تدريجي لوقف اطلاق النار بين الجانبين. وكشف امر اللقاء وسط جدل في شأن الاهداف والدوافع الحقيقية لاستئناف الاتصالات بين الجانبين في هذه المرحلة التي يسعى فيها شارون الى استقطاب حزب "العمل" الاسرائيلي المعارض للانضمام الى حكومة "وحدة وطنية" موسعة يعمل على اقامتها، في الوقت الذي تتجمع فيه غيوم الحرب في سماء العراق. رفض رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء تأكيد الانباء التي كشفتها مصادر صحافية اسرائيلية عن حدوث لقاءات فلسطينية - اسرائيلية، وقال: "لن اقول نعم لان ذلك صحيح ولن اقول لا لانه من غير الجيد قول لا". غير ان مصادر فلسطينية اخرى اكدت النبأ، فيما صرح الرئيس ياسر عرفات امام مقره في رام الله ان "القيادة قررت مواصلة الاتصالات مع الاطراف كافة، بمن فيهم الاسرائيليون" لدعم عملية السلام. واستنادا الى تقارير بثتها الاذاعة والتلفزيون الاسرائيليين، ضم اللقاء بالاضافة الى "ابو العلاء" وشارون، رئيس مكتب الاخير دوف فايسغلاس والسفير الاميركي لدى تل ابيب دان كيرتسر. واشارت المصادر الى ان شارون عرض "اقتراحا" على المسؤول الفلسطيني تضمن "استئناف التعاون الامني بين الطرفين بشكل تدريجي من كل منطقة ينسحب منها الجيش الاسرائيلي على ان تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية الامنية فيها وتحارب الارهاب". ويشمل الاقتراح "ترتيبات اقتصادية"، بما فيها السماح للعمال الفلسطينيين في المناطق التي يضمن فيها الفلسطينيون "الامن" بالعمل داخل اسرائيل. وقالت مصادر اسرائيلية ان الحديث يدور عن قطاع غزة اولا الذي ابدت فيه ما تبقى من اجهزة الامن الفلسطينية جهودا حثيثة لمنع اطلاق صواريخ "القسام" التي تطلقها "حركة المقاومة الاسلامية" باتجاه المستوطنات. وفي السياق ذاته، التقى مدير مكتب شارون مع وزير الداخلية الفلسطيني هاني الحسن. وكانت الصحف الاسرائيلية كشفت الاسبوع الماضي ان امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، والرجل الثاني فيها محمود عباس ابو مازن التقى شارون قبل الانتخابات في مزرعته الخاصة في النقب. ورفضت مصادر في مكتب شارون بدورها التعليق على الانباء. ومع ذلك نقل عن المصادر نفسها قولها ان الطرفين "ناقشا التوصل الى اتفاق تدريجي لوقف اطلاق النار واستئناف التصالات بينهما". وقال فايسغلاس انه سيتم "استبدال" الرئيس ياسر عرفات بعد اشهر من الحرب على العراق، مضيفا انه سيتم استحداث منصب رئيس وزراء فلسطيني لهذا الغرض. وذكرت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ان شارون اراد من خلال هذه الخطوة التأكيد لحزب "العمل" جديته في التعاون في شأن التوصل الى حل لاستمالته للانضمام الى حكومة وحدة موسعة، الامر الذي رفضه زعيم الحزب عمرام متسناع اكثر من مرة منذ الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 28 الشهر الماضي. وقالت المصادر ذاتها ان الاتصال جاء نتاجا لضغوط اميركية كبيرة على شارون لخدمة مساعي واشنطن من اجل استقطاب تأييد عربي لحربها المرتقبة على العراق. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان لقاء ابو العلاء-شارون جاء على خلفية الحرب المحتملة على العراق بسبب المخاوف من تصعيد اسرائيلي جديد ضد الفلسطينيين في ظلها. ويرى المراقبون ان "اقتراح" شارون لم يأت بجديد، علما انه كان رفض مضمونه في وقت سابق عندما طرحه وزير دفاعه السابق من حزب "العمل" بنيامين بن اليعيزر في ما عرف ب "غزة-بيت لحم اولا". واشار هؤلاء الى انه من غير الواقعي ان يطلب من اجهزة السلطة الفلسطينية التي دمرها الجيش الاسرائيلي على مدى سنتين كاملتين بان تتولى الامن في المناطق الفلسطينية المستباحة كليا من جانب الجيش والاستخبارات الاسرائيلية. وقال مستشار الرئيس نبيل ابو ردينة ان السلطة الفلسطينية لا تعارض الاتصالات، "لكن الاختبار الحقيقي هو في النتائج التي تتمخض عنها لانه يجب ان تؤدي الى انهاء الاحتلال". ويرى المحللون الاسرائيليون ان "قيمة" الاتصالات تتمثل بانعقادها بحد ذاته بعد ان كان شارون اكد مرارا انه لن يلتقي مسؤولين فلسطينيين قبل ان يغيروا رئيسهم وقبل ان "يتوقف الارهاب كليا". غير ان شارون نفسه كان التقى ابو العلاء قبل نحو سنة تقريبا واجرى اتصالات هاتفية معه خلال العام الماضي وفقا لمصادر اسرائيلية. وكان ابو العلاء اعلن قبل يومين وعلى نحو مفاجئ ضرورة ان يبادر الفلسطينيون الى تقديم اقتراحات سياسية عملية، وذلك بعد ان دعا الرئيس حسني مبارك شارون الى الاجتماع به في منتجع شرم الشيخ المصري. وتتزامن اللقاءات بين المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين مع اشتداد الهجمة الاسرائيلية بشكل غير مسبوق ضد الفلسطينيين، من حملات اعتقال وهدم منازل من جهة، واستثناف جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة في غزة استعدادا للقاء القاهرة بعد عطلة عيد الاضحى. وكان اعلن نهاية الشهر الماضي عن وصول الحوار الى "طريق مسدود" في ظل عدم تقديم اي من الاطراف المعنية ضمانات بوقف الهجمات الاسرائيلي على الفلسطينيين. في اطار اتفاق "هدنة".