أعلن الجيش التركي ان حشد قواته على الحدود مع العراق سيستكمل غداً، ليكون مستعداً لمواجهة أي تطورات عسكرية في شمال العراق في حال اندلعت الحرب، فيما انشغل ممثل الرئيس الاميركي لدى "العراقيين الأحرار" زلماي خليل زاد في لقاءات مكوكية مع الخارجية التركية وقيادة الجيش التركي والفصائل الكردية العراقية والتركمانية، للاتفاق على آلية للتنسيق. سعى خليل زاد في أنقرة الى التوصل الى اتفاق يحدد دور القوات الاميركية والتركية والكردية في شمال العراق، اثناء العملية العسكرية التي ترجحها مصادر تركية بين 25 شباط فبراير و5 آذار مارس. واشارت هذه المصادر الى وجود خلاف بين الجيش التركي والموقف الاميركي - الكردي الذي يريد تشكيل قيادة عسكرية ثلاثية مشتركة في ديار بكر للتنسيق بين قوات الأطراف الثلاثة في شمال العراق، بينما يصر الجانب التركي على الفصل بين تحركاته والتحالف الاميركي بحجة اختلاف أهداف الوجود في الشمال، إذ لا يزال الجيش التركي يؤكد ان انقرة لم تأخذ قراراً بالمشاركة في الحرب، وانه يريد حضوراً له في الشمال "كمراقب"، ومن أجل منع تدفق موجة لاجئين الى الحدود وضمان أمنها خلال الحرب. كما يؤكد ان ليست لديه النية في الاشتباك مع القوات العراقية، ولا يريد الاستئذان من القيادة الاميركية في تحركاته في شمال العراق. واقترح الجانب التركي تشكيل قيادة عسكرية ثنائية في ديار بكر كحل وسط، على رغم علم انقرة ان دخولها التحالف الاميركي قد يكون السبيل الوحيد لتبرير دخول قواتها شمال العراق. وترفض الفصائل الكردية، خصوصاً الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني تدخل الجيش التركي في المنطقة بحجة منع تدفق اللاجئين الى تركيا. وأكد سامي عبدالرحمن عضو المكتب السياسي للحزب، ان حكومة الاقليم استعدت لوقف موجة اللاجئين، مستبعداً ان يكون عددهم كبيراً هذه المرة. وقال ان "الحكومة" الكردية لن تواجه صعوبات في التعامل مع الوضع، مضيفاً ان حزبه رفض اقتراحاً للجبهة التركمانية العراقية بتشكيل مجلس مشترك يضمها وحزب بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني من أجل ضبط الأمن في شمال العراق خلال الحرب المحتملة. لكن الجيش التركي يبدو مصمماً على دخول الشمال لحماية "مصالح تركيا العليا". الى ذلك، يواصل وفد من الخارجية الاميركية في انقرة العمل مع الخارجية التركية لإعداد بروتوكولات ستحدد وضع الجنود الاميركيين الذين قد يرسلون الى تركيا، في حال اتخذ البرلمان التركي قراراً بذلك منتصف الشهر الجاري. واعربت مصادر في الخارجية التركية عن أملها بالانتهاء غداً من صوغ البروتوكولات، ليبدأ خبراء اميركيون الاثنين تطوير القواعد الجوية التركية. في الوقت ذاته، بدأ نائب وزير الخزانة الاميركي جورج تايلور محادثات مع وزير الخزانة التركي علي باباجان، تركز على كيفية تعويض تركيا خسائرها الاقتصادية اثناء الحرب. كما وصل الى انقرة فجأة جورج كاكوهان، مسؤول الملف التركي في صندوق النقد الدولي، لاجراء محادثات حول البرنامج الاقتصادي للبلد، على رغم اعلان كاكوهان سابقاً انه لن يزور تركيا قبل ان تكمل كل الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة والتي لم تنفذ بعد. وأعلن عن زيارة عشرين سيناتوراً اميركياً في 20 الشهر الجاري، سيتفقدون قاعدة انجيرليك الجوية ومحافظة ديار بكر والمحافظات التي سيرسل اليها الجنود الاميركيون في طريقهم الى شمال العراق.