دخلت النساء تاريخ عالم الفضاء يوم أتيح للروسية فالنتينا تيريشكوفا ركوب المكوك الفضائي فوستوك 6. حدث ذلك في السادس عشر من حزيران يونيو 1963. في حينها كانت تيريشكوفا في السادسة والعشرين من العمر واعتبرت سيرة حياتها نموذجاً للفرص التي يبيحها النظام السوفياتي لمواطنيه. فهي ولدت لأب مزارع وأم عاملة في مصنع نسيج. واضطرت أول رائدة فضاء إلى ترك المدرسة باكراً لكنها لم تسمح للفقر بأن يحول دون تحصيلها تعليماً جامعياً. وما أهّلها لان تكون رائدة فضاء هو الخبرة التي اكتسبتها عند ممارسة هوايتها المفضلة التي برعت فيها: القفز بالمظلة. وبعدما أنهت تيريشكوفا رحلتها التي أتمت 48 دورة حول مدار الأرض كرمتها الحكومة السوفياتية بمنحها لقب البطلة. وبعد رحلتها الأولى والأخيرة إلى الفضاء تولت فالنتينا منصب الناطق الرسمي باسم بلادها وقدمت لها الأممالمتحدة ميدالية السلام الذهبية تقديراً للجهود التي بذلتها. أما النساء الأميركيات فكان عليهن الانتظار عشرين عاماً، فالفضاء لم يشهد أي اثر لامرأة أميركية قبل عام 1983. ومن أوائلهن في ذلك العام، سالي رايد وكاثلين سوليفان ثم جوديث رازنيك أول ضحية فضائية في حادث تحطم المكوك تشالنجر عام 1986. أما آنا فيشر فهي أول امرأة شاركت في عملية انقاذ أقمار اصطناعية في التاريخ. ثم باتت كل رحلة فضائية لا تخلو من وجود خبيرة. وعام 1995، كانت إيلين ماري كولينز أول امرأة تقود مكوكاً فضائياً وسجّلت 4 آلاف ساعة طيران في 30 نوعاً مختلفة من المركبات. وكانت ضمن الطاقم الأميركي الروسي المشترك في محطة مير قبل تدميرها. وهناك روبيرتا بوندار أول رائدة فضاء كندية من أونتاريو عام 1992 على متن المكوك ديسكوفري وهي معروفة أيضاً كباحثة في مجال الأعصاب، ومواطنتها من كيبيك جولي باييت التي اشتركت في رحلة المكوك نفسه عام 1999. ومنذ أسبوع، منيت نساء العالم بخسارة فادحة، ذلك أن رائدتي فضاء كانتا على متن المكوك الفضائي كولومبيا الذي انفجر عند عودته من رحلة دامت ستة عشر يوماً. وواحدة من هاتين الرائدتين هندية الأصل وحائزة دكتوراه في الهندسة الفضائية من جامعة كولورادو. وعلى خلاف الرائدة الهندية كالبانا شاولا، فان زميلتها لوريل كلارك قضت حتفها في رحلتها الفضائية الاولى.