موسم كرة القدم المصري 2002 - 2003 صار في منتصفه... والمراكز الثلاثة الاولى في الدوري محجوزة للأندية الكبيرة: الاهلي والزمالك والاسماعيلي، وهي التي احرزت اللقب في السنوات الثلاث الماضية على التوالي اعوام 2000 و2001 و2002... لكن هذه الصدارة المريحة لم تشفع للمدربين الاجانب الذين يقودون هذه الاندية وهم الهولندي جو بونفرير والبرازيلي كارلوس كابرال والصربي مونتينغري ماكسيموفيتش على التوالي، إذ تلاحقهم الاتهامات من كل صوب وحدب. وبات الأكيد أنهم راحلون لا محالة مع نهاية الموسم بغض النظر عن النتائج التي ستحققها انديتهم. لا يختلف اثنان على أن بونفرير هو المدرب الاكثر تعرضاً للانتقادات نقد في الاوساط الاعلامية الرياضية والكروية، وهناك اجماع من انصار الاهلي وجميع الخبراء على سقطاته الفنية المتكررة ووقوعه في أخطاء واضحة، خصوصاً لجهة اختيار التشكيلة وتبديل اللاعبين. لكن مجلس ادارة النادي اعتاد منح مدربيه الفرصة كاملة طوال الموسم، وهو لم يتدخل اطلاقاً حتى الآن لمحاسبة المدرب. ولذا فإن بونفرير لا يزال يعمل باستقلالية تامة ويمسك بكل الصلاحيات الفنية في يده على رغم الغضب الاعلامي الهائل ضده. وفي الزمالك والاسماعيلي يختلف الأمر تماماً، فكابرال الذي قاد الزمالك لإحراز الكأس السوبر المصرية وكأس دوري ابطال افريقيا وكأس السوبر الافريقية تلقى سلسلة من الطعنات من مجلس الادارة بدأت باقالة مساعديه محمود سعد وطارق يحيى في كانون الثاني يناير الماضي من دون أخذ رأيه، وتمثلت بعد ذلك في تعيين المدرب المشهور احمد رفعت مديراً للكرة ومن دون علم المدرب ايضاً، ما تسبب في صدامات متكررة مع رفعت والادارة واللاعبين الكبار... ولم يجد كابرال نصيراً في تلك الصدامات المتكررة سوى انتصارات الفريق المتتالية في الدوري، والتي دعمت موقفه جداً بين الجماهير الواعية. وتقف الغالبية في مجلس ادارة الزمالك ضد التجديد لكابرال في الموسم المقبل، والبرازيلي راحل غداً او بعد نهاية الموسم. واليوغوسلافي ماكسيموفيتش حل مدرباً على الاسماعيلي في منتصف الموسم بعد هروب فاروق جعفر المدير الفني السابق الى السعودية لتدريب الرياض وبعد فترة موقتة لخالد القماش، ومع دخول ماكسيموفيتش في اجواء العمل ومرور ثلاثة شهور على حضوره لم يلحظ احد اي تقدم ولم تظهر أي بصمات له على اداء الفريق... بل اهتزت النتائج الى أن وصلت الى التعادل مع اسوان متذيل الترتيب 2-2، والنقطة التي نالها اسوان كانت الاولى في ملعبه والثانية على الاطلاق. وأدى هذا الانهيار الى تدخل مجلس الادارة واستقدام علي ابو جريشة المدير الفني السابق للاسماعيلي وتعيينه مديراً للكرة، ومنحته الادارة صلاحيات ادارية وفنية واسعة لاصلاح الاوضاع، واضطر الصربي مونتينغري الى التراجع وقبول سحب اختصاصاته في الشهور الباقية له مع الاسماعيلي. وفي الاسكندرية، يواجه الالماني راينر تسوبيل المدير الفني للاتحاد هجوماً هائلاً من جماهير النادي الذي اقترب جداً من الهبوط الى الدرجة الثانية للمرة الاولى منذ 44 عاماً، واضطرت الشرطة الى فرض حراسة مشددة على الالماني في تحركاته داخل المدينة بتعليمات من السفارة الالمانية في القاهرة. وكان تسوبيل مدرباً سابقاً للأهلي حتى 2001 وتعرض للاقالة واستقدمه الاتحاد في نهاية 2002 بعد شهرين من انطلاق الدوري، ولكن الالماني لم يتمكن من اصلاح الاوضاع وخسر الاتحاد مباراتيه الاخيرتين ضد الاهلي والترسانة بنتيجة واحدة صفر-3، وأجمعت الآراء على فشل المدرب في المباراتين في التشكيل والتغيير. واضطرت ادارة الاتحاد الى تعيين محمد عمر المدير الفني لمنتخب مصر العسكري في منصب مدير الكرة للفريق ومنحه صلاحيات فنية ضخمة في محاولة لإجبار تسوبيل على الاستقالة والرحيل لتفادي الغرامة المالية الضخمة التي يدفعها الاتحاد إذا أقاله. وكان المدرب الصربي مونتينغري بارهيموفيتش الوحيد الذي تعرض للاقالة خلال الموسم، وأبعده المسؤولون في النادي المصري البورسعيدي الشهر الماضي بعد تدهور نتائج الفريق في الدوري وخروجه من الكأس على يدي بلدية المحلة، والطريف ان المدرب الجديد ميمي درويش قاد الفريق الى الفوز على بلدية المحلة 2- صفر الاسبوع الماضي... وعلى ملعب المحلة!