أعلن مصدر عسكري لبناني رفيع ان اعادة انتشار القوات السورية في شمال لبنان انتهت امس وشملت بين 3500 و4000 جندي انسحبوا من لبنان ما أدى الى خفض قوام هذه القوات الى عدد يراوح ما بين 16 و17 ألف. ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود ومصادر امنية ان اكثر من مئة شاحنة تحمل جنوداً سوريين مع معداتهم عبرت الحدود اللبنانية، فيما عبرت الدبابات الحدود ولم يبق سوى بعض المواقع في منطقة البترون. وكان من المفترض ان تنتهي عملية اعادة الانتشار اول من امس الأحد الا ان مصدراً عسكرياً لبنانياً قال: "ان العاصفة الجوية التي تجتاح لبنان أخّرت العملية يوماً اضافياً". الى ذلك، نقل وزير الدفاع خليل الهراوي عن البطريرك الماروني نصرالله صفير ارتياحه الى اعادة انتشار القوات السورية في الشمال، وقال: "وجدت ارتياحاً لدى الجميع وتحديداً لدى البطريرك وهذا الأمر يدل الى وجود ثقة بالقوى الامنية والعسكرية اللبنانية، وكذلك الثقة بأن هذا الانسحاب يندرج في تنفيذ الطائف". وعن توقيت عملية اعادة الانتشار وشمولها الشمال قال الهراوي: "العملية جرت في بيروت وجبل لبنان سابقاً والمرحلة الثانية كانت في شكل طبيعي في الشمال، والعمليات الاولى كانت نوعاً من الاختبار لمدى تمكن القوى اللبنانية من ضبط الامور ولهذا حصلت المرحلة الثالثة". ودعا الى "فتح حوار مع بعضنا بعضاً وأعتقد ان هناك بداية لحوار داخلي والعلاقة مع سورية تتم عبر الدولة اللبنانية ولا توجد مشكلة في إقامة علاقات مباشرة بين بعض اللبنانيين وسورية". ولفت الى ان هدف زيارة صفير للتشاور في ظل الظروف التي تحيط بمنطقة الشرق الاوسط، "كي نحدد ماذا نريد وكيف يمكن للبنان ان يحمي مصالحه، ومن الواضح ان الولاياتالمتحدة لديها مفكرة خاصة بها في المنطقة، وهي مستقلة عن مفكرات المجتمع الدولي، وهي مفكرة مصالح ذاتية". وأشار الى موقف الفاتيكان والكنيسة اللبنانية والموقف المشترك المسيحي - المسلم من موضوع العراق، "ونقول ان الموقف اللبناني الذي عبر عنه رئىسا الجمهورية والحكومة يجب ان يصار حوله التضامن والتفاعل وان كان هناك من حاجة لنقاش لهذا الموقف فلا بد من ان يتم في الاطار السياسي الموجود سواء كان في المجلس النيابي أم من خلال القوى السياسية والكتل النيابية وهذا ما نقوم به".