تخوض فرنسا سباقاً مع الولاياتالمتحدة في محاولة لمنع الدولة العظمى من الحصول على تأييد تسع من الدول الاعضاء في مجلس الأمن، لإقرار مشروع القرار الجديد الذي يسمح باستخدام القوة ضد العراق. وتقضي استراتيجية فرنسا بذل جهود كي لا تصل الى موقف يجعلها تستخدم حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، فيما تعتقد الولاياتالمتحدة أن تأييد تسع دول مشروع القرار الجديد سيحول دون استخدام الفرنسيين الفيتو، خصوصاً إذا وجدوا انفسهم وحدهم من دون روسيا والصين. ولم يصدر بعد عن الأوساط الرسمية الفرنسية، أي كلام يؤكد استخدام الفيتو، على رغم ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اكد في أحد تصريحاته انه سيعارض أي قرار في وأوضح ان فرنسا لم تقل ما إذا كانت ستلجأ الى الفيتو أم لا، اذ ان الفيتو حق وليس من الواجب استخدامه، والعزم الذي يتسم به الموقف الفرنسي مرده الى هذا الحق. وتابع، ان فرنسا تعمل على جر بعض الدول وراءها، وانها اذا خفضت يقظتها في هذا الشأن، فإن هذه الدول ستتبعثر، وان الغالبية الرافضة لاستخدام القوة التي ظهرت في مجلس الأمن في 14 شباط فبراير الجاري ينبغي ان تستمر. وكانت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس اتصلت مباشرة بالرؤساء الأفارقة خلال حضورهم للقمة الفرنسية - الافريقية في باريس لإقناعهم بأهمية مشروع القرار الجديد، فيما يقوم وزير الخارجية كولن باول بجولة لإقناع روسيا والصين بعزل فرنسا والموافقة على القرار الجديد. وتُظهر الخريطة السياسية في هذا الشأن حتى الآن، وجود كل من فرنساوروسيا والصين وسورية وانغولا وغينيا والكاميرون والمكسيك في مواجهة الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسبانيا وبلغاريا وربما باكستانوتشيلي. وتعتقد فرنسا بأن الإدارة الاميركية لن تحصل على غالبية الأصوات التسعة لتأييد مشروع القرار الجديد وانها وبريطانيا ستعلنان استنادهما الى القرار 1441 في أي خطوة نحو الحرب. وقال المصدر ان الموقف الفرنسي يتسم بالعزم، وان المشكلة الوحيدة التي قد تضعفه هي عدم تجاوب الرئيس صدام حسين مع مطالب المفتشين. وتمنى ان تكون الأصوات العربية أقوى بالنسبة الى دعم منطق القرار 1441 ولضرورة نزع التسلح العراقي عبر عمل المفتشين. وفي غضون ذلك، عمل شيراك ووزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان على اقناع القادة الأفارقة الذين شاركوا في القمة، خصوصاً الأعضاء في مجلس الأمن مثل رؤساء انغولا وغينيا والكاميرون على رفض القرار الثاني. وتفيد المعلومات المتوافرة لدى فرنسا بأن انغولا وغينيا والكاميرون ايدت الموقف الفرنسي، اضافة الى المكسيك، لكن تشيليوباكستان قد تتحولان الى تأييد الولاياتالمتحدة على رغم القلق الباكستاني الكبير حيال هذا الموقف الذي يتعارض مع موقف الرأي العام الباكستاني.